hit counter script
شريط الأحداث

خاص - روبير فرنجية

السيّدة الأولى في بيت الدين

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٨ - 05:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لو كانت دول العالم تعتمد على الأعراف في البروتوكول ولا تتنازل عن الألقاب بعد انتهاء العهود والولايات، لكان يفترض بنا أنْ نفرش السجّاد الأحمر للفنّانة كارلا بروني، ونفتح لها باب صالون الشرف في مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونتعامل معها ليس كفنّانة عالميّة قادمة إلى لبنان لتُحيي حفلة رائعة في "مهرجانات بيت الدين الدوليّة" وليس كزوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وأم لإبنه، بل كسيّدة أولى كانت تحتلّ بهذه الصفة يوماً ما قصر الإليزيه، وترافق فخامته في جولاته وسفراته وتتدخّل بقراراته وحاشيتها أكبر من حاشيته.
لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي يُبقي، ولو في العُرف، على صفة السيّدة الأولى بعد انتهاء العهود الرئاسيّة ويحجز في الاحتفالات مقعداً يتقدّم مقاعد الوزراء والنوّاب الحاليّين والسابقين للسيّدة الأولى التي لم تعد الأولى.
عادة يُطلَق على زوجة رئيس الجمهوريّة اللبنانية لقب "اللبنانية الأولى" أو "السيّدة الأولى" أو في العاميّة "الرئيسة" وهذا أمر بديهي، لكن بعد انتهاء الولاية أو العهد الرئاسي يبقى اللقب ساري المفعول تقديراً لهذه السيّدات من دون بذل أيّ جهد أو القيام باجتهاد شخصي لإطلاق توصيف جديد عليهنّ مثل: "السيّدة الأولى سابقاً".
هذا الالتباس حصل قديماً، أيام زلفا شمعون وايريس فرنجيّة... ويحصل اليوم مع السيّدات: صولانج الجميّل - جويس الجميّل - نايلة معوّض- منى الهراوي - أندريه لحود ووفاء سليمان على الرغم من أنّ الأخيرتين خرجتا من الصورة.
في مقارنة مع دول العالم، نجد أنّ برناديت جاك شيراك لم تعد الفرنسيّة الأولى بعد خروج زوجها من القصر الرئاسي، ولورا جورج بوش خارج البيت الأبيض عادت سيّدة منزلها فقط، وهيلاري بيل كلينتون وزيرة للخارجيّة لا أكثر، فليس في أميركا أو فرنسا كما في لبنان زوجة الخوري خوريّة، وزوجة المختار مختارة، وزوجة المسؤول مسؤولة.
ما نقوله ليس "ضيقة عين" ولا سحب سجّادة الحفاوة من تحت أرجلهن، بل لنقول إنّ في وطن الألقاب السيّدة الأولى اليوم هي اللبنانيّة الأولى ناديا ميشال عون في الواقع والمواقع.
بين لقب المسؤول الحالي والمسؤول السابق كم نحن بحاجة إلى تعميم تجربة إنسانة مميّزة مثل ميرنا البستاني التي كانت أوّل سيّدة دخلت مجلس النواب، لكنّها فضّلت لقب رئيسة "مهرجان البستان" على لقب " نائب سابق"، أو على زوجة نائب مثل الفنّانة الراحلة "الشحرورة"، حين كانت عقيلة النائب جو حمود وبقيت "صباح"، ولم تصبح "مدام النمرة الزرقاء".
 

  • شارك الخبر