hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ليبانون فايلز

سباق حزبي على الأسماء والنوعيّة الحكوميّة

الخميس ١٥ حزيران ٢٠١٨ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يستند الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري على تشكيلة الحكومة الحالية لرسم مشهد الحصص وتوزيع الحقائب، مع "روتوش" بسيط يقوم به، في ما خصّ التعديلات التي طرأت على أحجام الكتل النيابية.

لكن الصدمة الإيجابية التي يريدها اللبنانيون هي تغييرات في الأسماء، ما يسمح بوصف الحكومة العتيدة بالجديدة، خصوصاً أنّ وزراء أمضوا أكثر من عشر سنوات يتناوبون على الحقائب وينتقلون من حقيبة إلى أخرى. فقد ملّ اللبنانيون من الوجوه نفسها في الحكومات التي تعد المواطنين بمزيد من السعي والعمل في كل مرّة. لكن الحكومة العتيدة لن تُصلح ما أفسدته السنوات الماضية، لا سيّما أنّ أسماء وزراء أصبحت ترتبط بصفقات وشُبهات أثارتها وسائل الإعلام، وبات يعرفها اللبنانيون عن كثب.
يعوّل اللبنانيون على وجوه جديدة تقدّمها لهم القوى السياسية، تكون ذات كفاءات سياسية عالية، باعتبار أنّ الحكومة لن تتألّف من تكنوقراط، من هنا الحاجة إلى شخصيّات سياسية ناجحة، وقادرة في الوقت عينه على إدارة فريق عمل وزاري مُنتج.
فالبلد بأمس الحاجة إلى نشاط حكومي فعّال، ودبلوماسيّة سياسية، ومقدرة، ورؤية، لا تقتصر على رئيس الحكومة، إنّما تطال كل التركيبة الوزارية إلى جانبه. فالهدف الأساس هو تجنيب لبنان أزمة اقتصادية، قد توصله إلى شفير الهاوية، وتُفقد الثقة بالليرة اللبنانية.
إنّ أوّل مشهد لاستعادة الثقة محلياً وخارجياً بالحكومة، يبدأ بطرح أسماء جديدة، لعدم إبقاء البلد يدور في دوّامة روتينيّة.
وبحسب المطّلعين، فإنّ الحريري سيحذو حذو القوات في اختياره لوزراء تيّار المستقبل، بعدما صار الدكتور سمير جعجع يتغنّى بوزرائه كنموذج فعّال وقيّم في الحكومة، علماً أنّ دوائر معراب تتحدث عن مفاجآت تغييريّة مرتقبة في الأسماء تُقدِّم مزيداً من الكفاءات.
لقد أصبح اختيار الوزراء أساسياً بالنسبة إلى القوات، التي باتت تخوض معاركها السياسيّة على أساس تجارب وزرائها الناجحة، التي لم تلاحقهم لا شائعة، ولا حديث عن صفقة أو شُبهة. هذا ما يريده الحريري أيضاً، والتخلّص من أثقال الأسماء القديمة.
وينتظر اللبنانيون مفاجآت الرئيس نبيه بري الحكوميّة، بعد أنْ كانت مقتصرة على واحدة في الحكومة الماضية تمثّلت بتوزير امرأة، وقد كانت خطوة مهمّة في حينها وسرقت الأضواء. سيُحضّر بري مفاجأة واحدة على الأقل للحكومة العتيدة، علماً أنّ الصمت يدور في عين التينة، فلا أحد يعلم من سيكون وزراء حركة أمل، باستثناء برّي نفسه، رغم أنّ هناك من يعتقد أنّه قد يُقدِمْ على طرح أسماء جديدة، لإعادة الحيوية إلى صفوف أمل، بعد الأرقام المتواضعة التي نالها نوّاب كتلة التنمية والتحرير في الانتخابات النيابيّة، والتي أظهرت ضعف معظمهم شعبياً.
أمّا الحزب التقدمي الاشتراكي فهو مضطر إلى ضخ دم جديد لمواكبة النائب تيمور جنبلاط في التدرّج نحو الزعامة الاشتراكية الدرزيّة. إلاّ أنّ ذلك قد يحدّه موقف رئيس الحزب وليد جنبلاط في حال اعتبر أنّ نجله يفتقد إلى الخبرة التي تفرض إعادة الوزراء أصحاب الخبرة السياسية الطويلة. لكن هناك من يستحضر داخل أروقة الحزب التقدمي تجربة الوزير وائل أبو فاعور، للقول إنّ نجاحه استمدّه من شبابه واندفاعه لا من خبرته.
حال "التقدمي" كحال "المردة"، ما يُعزّز فكرة تسمية وزراء جدد لمواكبة النائب طوني فرنجية. علماً أن رئيس التيّار سليمان فرنجية يطرح أسماء جديدة للتوزير من داخل تياره. فهو سجّل رقماً قياسياً في لبنان بالتجديد الحكومي.
بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، تقوم المعادلة على التجديد النسبي، بطرح أسماء شابة إكتسبت خبرة سياسية، معزّزة بفريق استشاري يمنع العمل الحكومي الإفرادي. الطامحون كثر في التيار الوطني الحر، لكن التوازن يفرض على رئيس التيار جبران باسيل التنويع بين مكرّر ناجح وجديد قادر.
الكتائبيون حاضرون لتسمية وزراء جاهزين لمجاراة حراك النائب سامي الجميل، الذي يطمح لتقديم أسماء جديدة وفاعلة.
أما حزب الله، فسيُقدّم إسمين حزبيّين جديدين، ترك تسميتهما حتى اللحظة الأخيرة. يرغب الحزب في إحداث نقلة نوعية في مشاركته في الحكومة، بعدما وصلت إليه رسائل في الانتخابات تفيد بوجوب التجديد. لكنّ حزب الله سيعيد تسمية الوزير محمد فنيش، لمواكبة الوزيرين الجديدين المرتقبين.
لجهة الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي اعتاد على المداورة نفسها في الحكومة أي إمّا أسعد حردان وإمّا علي قانصو، فهو لا يستطيع توسيع مروحة خياراته خوفاً من مطالبات حزبيّة بالإنصاف في حزب عقائدي يعيش خضّات داخلية متواصلة.
على هذا الأساس، يبدو أنّ الأحزاب تخوض غمار السباق في تسمياتها للحكومة المقبلة، ليس للتباهي فقط، إنّما لكون حملاتها السياسيّة تعتمد على أداء وزرائها، ولأنها تودّ مجاراة الأهواء الشعبيّة الراغبة بالتغيير.
 

  • شارك الخبر