hit counter script

أخبار محليّة

محفوض: ماذا لو سلم رئيس بلدية حارة حريك مفتاح الضاحية الجنوبية الى جعجع؟

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 17:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 عقد رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض في مكتبه في الحازمية، مؤتمرا صحافيا تناول فيه تسليم رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش مفتاح كسروان للامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

وعلق بداية على ذكرى انسحاب الجيش السوري من لبنان، معتبرا ان "هذه الذكرى تعني الكثير لاننا شاركنا فيها"، ومستذكرا "الشهداء الذين سقطوا على يد هذا الاحتلال".

وقال: "لم يخرج هذا النظام إلا نتيجة ضغط شعبي أثمر استقلال 2005 وسقوط شهداء ونضالا طويلا، ولا اعرف اذا كنا أخطأنا عندما مددنا اليد لمن عاد وجدد عمالته، وهو يتباهى اليوم بمد اليد للنظام السوري، ومن الواضح أننا ملزمون الإستمرار في خط المحافظة على الكيان اللبناني والنضال والانتقال من مرحلة الى اخرى للحفاظ على الوجود الحر".

وأضاف: "منذ إنطلاقة حزب الله عام 1985 أعلن في بيانه التأسيسي ما حرفيته: "إن الحزب ملتزم أوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة". ليكمل مشواره ضمن عقيدته الإيرانية والتي ترجمت من خلال مواقف وسلوك وحروب صبت وتصب في مجملها ضمن الأولويات الإيرانية وما تتطلبه الثورة الإسلامية ولو كان ذلك على حساب لبنان واللبنانيين، وقد شهدنا في مراحل ومحطات عديدة حجم الضرر والتراجع الذي أصاب لبنان جراء استمرار حزب الله ممسكا بشكل شبه كامل بمفاصل الحياة السياسية، ولا يزال الى اليوم يتحكم بمعادلة قرار الحرب والسلم بيده، يعلن الحروب على إسرائيل، يفاوضها، ينتقل بميليشياته للقتال في سوريا واليمن والعديد من الدول الخارجية، تارة يبرر قتاله بذريعة حماية المقرات الدينية الشيعية ومن ثم الدفاع عن بعض القرى الشيعية هناك، ثم تدرج في قتاله ليعلن حقيقة وظيفته القتالية، وهي المحافظة على نظام بشار الأسد، مستدرجا الإرهابيين من جبهة النصرة وداعش الى لبنان حيث دفعنا أثمانا باهظة بدأت بالتفجيرات الإرهابية في الضاحية ولم تنته مع خطف وقتل العسكريين في عرسال، حتى قام حزب الله بعملية تفاوض غابت عنها الدولة اللبنانية كليا لنشاهد مع أهالي الشهداء الذين ذبحتهم المنظمات الإرهابية كيف أن حزب الله قام بعملية ترانسفير للإرهابيين حيث نقلهم بسلام وأمان الى الداخل السوري في مسرحية ما لبثت أن إنكشفت أسرارها: من قاتلنا وقتلنا في جرود عرسال ورأس بعلبك ليسوا سوى عسكر سوري تابع للنظام الحالي برئاسة بشار الأسد".

وتابع محفوض: "منذ خروج الاحتلال الإسرائيلي من لبنان وحزب الله ينقل الدولة ومعها الشعب من أزمة الى أخرى، وبكلام أوضح، كأنه ينهج سلوكه على طريق إنهاك اللبنانيين ودفعهم للإستسلام له أو تيئيسه للهجرة، وإلا فالمصير أحداث دامية لم تبدأ فقط مع محاولة إغتيال مروان حمادة ولم تنته مع إغتيال محمد شطح. إن إستمرار حزب الله وحده دون سواه باحتكار الإحتفاظ بسلاحه دون سواه من اللبنانيين وسائر الأحزاب اللبنانية، الأمر الذي يناقض الدستور والقوانين اللبنانية حيث التشديد على حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم بالدولة، الأمر الذي يخالفه حزب الله شكلا ومضمونا، وما مشهدية تسليم مفتاح كسروان من أحد رؤساء بلدياتها سوى نتيجة طبيعية لتمادي قوة الحزب العسكرية والأمنية بعدما رضخ له مسيحيون انتهجوا الذمية سبيلا وطريقا بحثا منهم عن مقعد نيابي أو وزاري أو رئاسي".

واعتبر أن "الأخطر من الوقع الذي أحدثه قيام رئيس بلدية كسروانية تقديم مفتاح كسروان لزعيم حزب الله السيد حسن نصرالله، أمران أو إشارتان: الاولى انها جاءت عبر تعليق أحد المرشحين الموارنة عن المقعد النيابي في كسروان بالقول: "القصة بسيطة وعادية" و"إن ردات الفعل هي مزايدات إنتخابية رخيصة". اما الإشارة الثانية فكانت من خلال غياب شبه كامل لأي معالجة منطقية، بما فيها المواقف لأصحاب الشأن والمعنيين، باستثناء تفاعل اللبنانيين والكسروانيين بالتحديد من خلال تعبيرهم عن السخط والرفض لمشهد اعتبروه غريبا عن عاداتهم وانتمائهم وتاريخهم".

وأضاف: "لا يكفي القول إن من قدم المفتاح لنصرالله لم يكن يعلم، على طريقة نصرالله نفسه بعبارته الشهيرة في حرب تموز "لو كنت أعلم". وفي كل الأحوال صاحب الخطوة لم يخرج إنسيابيا عن سياسة الخط السياسي الذي ينتمي اليه، فالرجل ضمن مجموعة مسيحية نسجت لها تحالفا مع حزب الله منذ سنوات، أنتج مصلحة مشتركة بين الطرفين، تمكين هذا الخط وهذه المجموعة من الوصول الى مراكز في السلطة منذ إنتخابات 2005 الى اليوم، وفي المقابل تأمين غطاء مسيحي لسلاح حزب الله الذي وصل اليوم الى ما وصل اليه بفضل هذا الغطاء. صورة الحياة السياسية اليوم تتمحور حول جماعات بقدر ما تقترب من حزب الله وتمده بجرعات الدعم المطلق لسلاحه ونشاطه داخل لبنان كما خارج الحدود، بقدر ما يشعر الحزب بضرورة رد الجميل عبر تمكين هؤلاء من تبوؤ مراكز في السلطة، وبالتالي باتت الدولة بين فكي كماشة، فئة تسعى للمراكز ولو على حساب الكيان والوجود الحر، مقابل تسليم كلي للحزب الذي بات على مقربة من الإمساك بكل المقدرات السياسية والأمنية، حيث باتت قدرته فائضة لفرض شروطه على الجميع، وباتت تتملكه نشوة الانتصار، هي التي سمحت له فرض معادلات وثلاثيات هي في واقعها هالكة للجمهورية، ولا ننسى أنه أضاف اليها منذ فترة الجيش السوري".

ولفت محفوض الى ان قصة مفتاح كسروان أعادته الى سنوات خلت، "عندما حاول أحد المشايخ تحويل كنيسة في لاسا شيدتها الكنيسة المارونية مضى على بنائها أكثر من 200 سنة، الى حسينية، الى أن وصل حزب الله الى حل الأزمة من خلال تسليم مفتاح الكنيسة الى الرابية، وكأن الحزب هو من يقرر ملكية كنائسنا". وسأل: "هل هذا ما يريده أبناء كسروان، عاصمة الموارنة؟"

وشدد على أن قصة تسليم مفتاح كسروان "لم تكن لتأخذ هذا الطابع لو أن الشخصية المعنية لم تكن تشكل مادة خلافية وسجالية، كما أن هذه الخطوة جاءت من خلال ترشيح أحد قادة حزب الله المعممين عن دائرة جبيل-كسروان، وردات الفعل والتحدي الذي شاب هذا الاختيار، بالاضافة الى الوصف الذي أطلقه نصرالله على اللوائح المعارضة له، إذ وصفها بأنها "داعش ونصرة السفارات".

وأضاف محفوض: "إشتكى المسيحيون طوال فترة الإحتلال السوري لتهميشهم وتقليص دورهم الحر على حساب تقديم بعض من المسيحيين الذين كان يفرضهم الاحتلال السوري في الرئاسة والوزارة والنيابة والإدارات العامة، وهذه الشكوى كانت تصح لكون سلطات الإحتلال كانت تتحكم بمفاصل الحياة السياسية في لبنان، وبعد زوال الاحتلال علت أصوات ذات نغمة طائفية تتذمر من السنية السياسية، ومن أنها تمنع تحقيق الاحلام المسيحية واستعادة الدور، ليعود هذا الفريق المسيحي بذاته ويسمح لحزب الله كي يلعب الدور الذي لعبه الاحتلال السوري، ولعل تصريحات ومواقف قادة الحزب واضحة للعيان من خلال سلسلة محطات بدأت مع عرقلة تشكيل الحكومات، مرورا بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية الى حين تحقيق وصول مرشحه وغيرها من المحطات. في زمن الاحتلال السوري، كانت مشيئة غازي كنعان ورستم غزالة تتحقق، اليوم مشيئة حزب الله ورغباته أصبحت حاجزا أمام استعادة الحياة الطبيعية للجمهورية، والسكوت عن هذا الشواذ يعتبر شراكة وسماحا بحصوله".

وشدد على ان "القضية أكبر وأخطر من قصة رئيس بلدية قدم مفتاح كسروان الى قيادة حزب الله"، سائلا: "هل فعلا نريد دولة أم بات بعضهم كالخاضع لبنج أو مخدر، فاستسهل الاستمرار بالدويلة، تمهيدا لتمكين حزب الله من أن يصبح هو الدولة؟"

ورأى ان "لحزب الله مشروعا واضحا لا يخفيه على أحد، بل يجاهر به علنا، لذا الأخطر هم المسيحيون الطامعون بالكراسي وهم على استعداد للتنازل عن الكثير الكثير لمجرد تمكينهم من سلطة ما. وإذا كان رئيس بلدية أقدم على خطوته هذه وتجرأ على تسليم مفتاح عاصمة الموارنة لحزب الله، فهو لأنه شهد وشاهد من سبقه بتسليم مفتاح لبنان الى حزب الله، أو بالأصح أعتقد بعضهم أنه بإمكانهم تسليم لبنان".

وقال: "من يريد تسليم مفاتيح فليسلم مفتاح بيته الخاص، لأن أحدا لا يملك الحق، ولو رمزيا، بتقديم مفتاح أي منطقة في لبنان".

وعلق على رأي نصرالله في الموضوع الذي اعتبر ان اهداءه مفتاح كسروان مجرد خطوة تعبر عن الاحترام بين الناس، سائلا: "ماذا لو قام رئيس بلدية حارة حريك مثلا بتسليم مفتاح الضاحية الجنوبية لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع؟ ماذا كانت لتكون ردات الفعل؟ يا سيد منذ أيام أحد وزرائكم، ومن بعلبك، قال ممنوع على القوات اللبنانية وتيار المستقبل أن يدخلوا المنطقة، وكان يقصد نيابيا، وبالأمس تعرض المرشح الشيعي الصحافي علي الأمين للضرب المبرح. فهل تسمحون وتحللون وتحرمون كما يحلو لكم؟"

وتوجه الى نصرالله: "أنت تقاتل في سوريا لتحمي نظام بيت الأسد الذي احتل لبنان وقام بأوسع وأبشع عمليات قتل وذبح ومجازر ونهب بحق اللبنانيين، بينما نحن قاتلنا وقاومنا المحتل السوري، لكن هذه المقاومة لم تحتفظ بسلاحها، ولا هي تمنن اللبنانيين بما قامت به، وجونية التي سلمها رئيس بلديتها كانت حلما عند الفلسطينيين كي تكون ممرا ومعبرا نحو القدس، الأمر الذي منعته المقاومة اللبنانية والتي سيكون لها نائب ماروني في دائرة بعلبك- الهرمل. إن احتفاظكم بالسلاح لم يعد محل إجماع عند اللبنانيين، وأنتم اليوم في وضع حرج خارجيا، ومكابرتكم في ما يجري دوليا وكأن الأمر لا يعنيكم هي تعام عن الواقع، واستمراركم بمشروعكم الأمني والعسكري تقويض للسلم اللبناني، والتسليم لكم من بعض المسيحيين نتيجة تخاذل وإسترخاء في لعبة السلطة لا يعني أن هذه هي حال جميع اللبنانيين، ومحاولة البعض الإشاعة أن التحالف مع حزب الله هو عمل إنقاذي، كلام سخيف وذمي مرفوض كليا".

وتوجه للبنانيين بالتأكيد "ان أمامهم فرصة وحيدة لمنع تسليم أكثر من مفتاح لأكثر من قضاء، لا سيما ان بشار الأسد يفرض بعض الأسماء ممن يعملون في خدمته وفي أكثر من لائحة"، خاتما بالتشديد على ان "القرار يجب أن يخرج من منطق وطني وبالتالي عدم الإنجرار وراء عواطف وأهواء لمجرد أننا ننتمي الى هذا الخط أو هذا التيار".

وردا على الكلام الذي يعتبر ان تكبير هذه المسألة يأتي لغايات انتخابية، خصوصا ان البطريرك الراعي كان قد تسلم في السابق مفتاح مدينة صور، أكد محفوض ان "اعطاء المفتاح عادة يكون لمن لا مشكلة عليه من اللبنانيين، والبطريرك الماروني لا يشكل مادة سجالية ولا ينتمي الى اي دولة ولا ميليشيا لديه. في المقابل، نصرالله مادة سجالية وينتمي الى ايران ويمتلك ميليشيا وسلاحا غير شرعي".

وسئل محفوض عن المادة 49 من قانون الموازنة والمتعلقة بالتوطين، فاجاب: "ان اي مادة تشكل خطرا على الكيان اللبناني يجب ابطالها. حسن فعل النواب الذين وقعوا الطعن، وكذلك المجلس الدستوري الذي اوقف العمل بها". 

  • شارك الخبر