hit counter script

خاص - جورج غرّة

إستحقاقات بعد الإنتخابات

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 06:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لقد اعتبر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن حكومة عهده الأولى ستكون بعد الإنتخابات رغم مرور عام ونصف على حكومة دولة الرئيس سعد الحريري الأولى وتبنّي العهد لإنجازات قامت بها الحكومة اليتيمة أو البروفا.

كلام الرئيس عون لم يأتِ من عدم ودون خلفيات، وتحليله يحتمل إتجاهاً واحداً يتمثّل في تغييرات جذرية في بنية المجلس النيابي الحالي على صعيد الأعضاء وصولاً إلى رئيس المجلس ربما، خاصة مع فقدان التجانس والكيمياء بين الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي اللذين لم تعد تجمعهما سوى المصيبة، كما حدث خلال أزمة إستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، ويمكن في هذا الإطار وضع التسريبات غير العفوية والتي تناول فيها الوزير جبران باسيل الرئيس بري.
يدرك الرئيس عون تماماً أن عدد نواب التيار لن يكون كما في الماضي ليساند العهد القوي، كما يعلم الرئيس أن لا تغييرات جذرية في موازين القوى سوف تفرزها الإنتخابات، فعلى ماذا يعتمد؟
من الواضح أن المرحلة القادمة ستشهد إنسجاماً كلياً بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وبشكل أقل حياءً مما هو اليوم من خلال تقاسم واضح للسلطة وإبعاد أو إضعاف القوى التي عرقلت المشاريع في حكومة البروفا الأولى، وتحديداً هنا نعني الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية وحركة أمل وتيار المردة.
هؤلاء الوزراء المشاغبون أصبحوا عبئاً على تمرير الأمور كما كان يحصل سابقاً، والطرف الوحيد من بينهم الذي دخل مؤخراً إلى الحكومة بحصة وازنة هي القوات اللبنانية التي شكّل وزراؤها رأس حربة التمسك بالقانون ولم تنفع معهم كل محاولات الترويع والترويض لكبح جماح إصرارهم على رفض الصفقات بالتضامن مع الأطراف الأخرى، أضف إلى ذلك سلسلة المشاريع التي قد يقرّها مؤتمر "سيدر" كما مواضيع خلافية مؤجلّة منها سلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا والتي ستُطرح على طاولة البحث في الحكومة القادمة.
يعتبر الحلفاء الجدد أن ضرب الرأس يؤدي حكماً إلى خضوع الأعضاء والتسليم بمشيئة أولياء الأمر، وهذا ما حاولوا تنفيذه فعلاً من خلال إخراج وزراء القوات من الحكومة، فتأتي الإنتخابات لتكون خط الهجوم الثاني عبر محاصرة لوائح القوات اللبنانية لتقليص حجم كتلتها النيابية وبالتالي الحدّ من حقها في الحصول على عدد الحقائب الوزارية التي تتولاها اليوم وحجم التأثير الذي يتمتعون به، وإذا أمكن سيعرضون عليها حقائب تحرجها لتخرجها ضاربين عرض الحائط الطرف الثالث في التسوية التي أوصلت الرئيس عون إلى بعبدا وأعادت الحريري إلى السرايا في خطوة لا تبشّر بالخير بعد الإنتخابات.


 

  • شارك الخبر