hit counter script

الحدث - غاصب المختار

استعادة "حلف 14 آذار" انتخابياً هل يستمر سياسياً؟

السبت ١٥ آذار ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

انجز وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري مهمة التواصل مع "القوات اللبنانية" مكلفاً من رئيس"تيار المستقبل" سعد الحريري على اكمل وجه من الدقة والوضوح، من اجل إنجاز تحالفات انتخابية "من فوق الطاولة"، شملت حتى الان الحزب التقدمي الاشتراكي، وهذه الاطراف الثلاثة كانت العصب الاساسي "لحركة 14 آذار" السياسية الكبيرة قبل ان يخرج منها باكراً "التيار الوطني الحر".

لكن يبدو ان المسعى مستمر لاستعادة التيار العوني الى حضن هذه القوى ولو من باب الانتخابات حصراً في المرحلة الراهنة، طالما ان العودة السياسية باتت امرا صعباً نظرا لتغير الظروف السياسية، وارتباط التيار الحر بورقة تفاهم مع "حزب الله"، جعلته طرفا ولو غير مباشر في "ربط النزاع" الذي اوجده الرئيس الحريري مع الحزب.
 وتفيد المعطيات التي باتت شبه معلنة او معممة، ان الرئيس الحريري عاد من السعودية بنَفَسٍ جديد مفاده حصد اكبر عدد من المقاعد النيابية لمصلحة خصوم "حزب الله"، من ضمن المواجهة القائمة لوقف تمدد ايران في المنطقة، وهذا ما يفسر الاتفاق الذي جرى لتحالف "المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي" في دوائر الشوف - عاليه، وبعبدا والبقاع الغربي، وهو بصدد الاستكمال في دوائر اخرى يتواجد فيها ايضا التيار "الوطني الحر" كزحلة وصيدا - جزين.
وتستند القوى الثلاث الى خطاب رئيس التيار البرتقالي الوزير جبران باسيل خلال الاسابيع الماضية، والذي تضمن غمزاً وهمزاً سياسياً وايديولوجياً مخالفة لتوجهات حليفه في ورقة تفاهم كنيسة مار مخايل، وثمة من يشير الى انزعاج "شيعي" بشكل عام من مواقف باسيل خاصة كلامه عن "عدم وجود خلاف ايديولوجي مع اسرائيل وعدم رفض وجودها في المنطقة العربية والرغبة بتحقيق السلام"(معها). وإن كان "حزب الله" قد امتنع عن إظهار الخلاف مع باسيل حول هذه المفاهيم، فهو- حسب اوساط "الثنائي الشيعي"- لا زال يراهن على البعد الاستراتيجي للعلاقة مع التيار الحر خاصة بوجود رئيس الجمهورية ميشال عون على رأس الهرم البرتقالي ولو معنوياً وروحياً وسياسياً، ويضع الحزب خلافه مع باسيل في الدائرة المتعلقة بالتحالفات الانتخابية حيث امكن، وحيث توجد مصلحة للطرفين بالتحالف كما تتجه اليه الامور في دائرة بعبدا ودائرة بعلبك - الهرمل، او الافتراق كما اتجهت اليه الامور في دائرة كسروان- جبيل.
واذا كان من الصعب التكهن من الان بمصير ومستقبل العلاقة بين الحزب والتيار العوني بعد الانتخابات، فإنه من الصعب ايضا التكهن بمسار ومستقبل العلاقة السياسية بين "تيار المستقبل" وحلفاء الامس في "حركة 14 اذار"، إلا اذا كان المطلوب لاحقا مواجهة الحزب سياسياً من ضمن اداوت السلطة اي البرلمان والحكومة لا عبر الشارع. وامام هذا الامر محظور واحد ربما هو علاقة النائب وليد جنبلاط الطيبة بالرئيس نبيه بري، والتي تمنعه من التطرف في مواقف معادية لـ"حزب الله".
لكن رهان "القوات اللبنانية" لا زال قائما وبقوة على تكوين حالة سياسية على الاقل شبيهة "بحركة 14 اذار"، من هنا كان شرطها الاساس دوما في نسج التحالفات الانتخابية ان يكون هناك تفاهم سياسي ايضا على عناوين وخطوات مرحلة ما بعد الانتخابات.


 

  • شارك الخبر