بات الخلاف اللبناني - الإسرائيلي حول البلوك 9 مستفحلا، وباتت العلاجات مفقودة، فكل الوساطات الاميركية والجولات المكوكية التي يخوضها المبعوث الاميركي ديفيد ساترفيلد فشلت، ولا تزال اسرائيل تهدد وتهول يوميا بحقوقها في البلوك رقم 9 ، ففي البدء كانت تريد 40 بالمئة منه ومن بعدها خفضت شروطها الى 25 بالمئة، وحتى لو وصلت الى واحد بالمئة فلن تخرج نقطة نفط من البلوك 9 لغير لبنان.

المواقف التي يطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واضحة وصارمة ووضعت النقاط على الحروف، أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فلا مفاوضات ولا تنازلات عن شبر واحد من المياه الاقليمية اللبنانية للعدو، ولرئيس الحكومة سعد الحريري موقف حازم، فالبلوك رقم 9 للبنان كاملا ويقع في مياهه الاقليمية، وإلا فليتم ترسيم الحدود البحرية من قبل الامم المتحدة لكي تظهر الحقيقة، فكل الخرائط تظهر ان البلوك هو للبنان بكامله، ولكن الأطماع الإسرائيلية الدائمة تلهث نحو سرقة لبنان. ولا حياة لأي لجنة ثلاثية لان موقف لبنان نهائي وغير قابل للتعديل حتى لو بقي البلوك 9 مقفلا للأبد.
القضية وصلت الى مكان لا تراجع عنه، ومقابل التهديد الإسرائيلي بات هناك تهديدا لبنانيا، فلبنان دولة قادرة ولديها جيشها وقادرة على الدفاع عن نفسها، كما ان حزب الله حدد اهدافه وتجاوز البلوك 9 وذهب الى كل منشأة نفطية اسرائيلية في البحر وحدد صورها وإحداثيات إستهدافها وتعطيلها، وإذا سُرقت نقطة من نفط لبنان، فستتوقف كل المنشآت الاسرائيلية فورا.
الشعب اللبناني لا يستوعب مدى خطورة ما يحصل، وهو منشغل بالإنتخابات النيابية والمناكفات السياسية، والبلاد تعيش في تصعيد اقليمي، وللأسف لا يوجد اي دولة عربية قد تدعم لبنان في هذا الأمر سوى سوريا، لان بقية الدول باتت تلعب فوق الطاولة لا تحتها مع الإسرائيليين.
"إياكم والإقتراب من نفط لبنان عنا رجال"... عبارة قالها قيادي كبير في أحد مجالسه، فإنتبه أيها العدو فلا يمكنك إغتصاب ارضنا ومياهنا واليوم نفطنا كما في الماضي.