hit counter script

مقالات مختارة - ابراهيم ناصر الدين

ضغوط أميركيّة على الحريري: النأي بالنفس عن مُعادلة نصرالله

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار


اطلق «الثنائي» الشيعي رسميا السباق الانتخابي نحو برلمان 2018 باعلان الترشيحات الحزبية، على ان تستكمل باقي اسماء الحلفاء بعد انتهاء التفاوض مع اكثر من طرف سياسي وفي مقدمتهم التيار الوطني الحر..اختار السيد حسن نصرالله فصل النيابة عن الوزارة في هذه الدورة مع ستة مرشحين جدد، فيما ادخل الرئيس بري العنصر النسائي على الترشيحات مع 4 ترشحات جديدة..في هذا الوقت تصاعدت الضغوط الاميركية على لبنان في ظل رغبة اسرائيلية واضحة بالمزيد من «المناورة» في الملف النفطي، «وباكورة» هذه الضغوط قبيل عودة ديفيد ساترفيلد من اسرائيل حاملا الاجوبة على المقترحات اللبنانية، محاولة من واشنطن لاستدراج موقف رسمي لبناني «للناي» بالنفس عن «معادلة» السيد نصرالله «الردعية»، فيما تحاول اسرائيل «تفخيخ» التفاوض من خلال ادخال ملفات جديدة على «المداولات» وفي مقدمها اتهامات ومزاعم اسرائيلية بان حزب الله كان وراء التخطيط لاغتيال وزير الامن الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في الفترة التي سبقت الذكرى العاشرة لاستشهاد عماد مغنية؟؟
ووفقا لاوساط سياسية مطلعة على سير التفاوض الذي يقوده مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد، فان اسرائيل تحاول عبر الاميركيين «تفخيخ» التفاوض وتثقيله بقضايا لا ترتبط مباشرة بالملف النفطي حيث من المفترض ان يناقش الموفد الاميركي مع الجانب اللبناني قضايا جديدة، لكن المؤشرات الدبلوماسية التي سبقته فيها تأكيد على عدم وجود رغبة اسرائيلية في تعديل قواعد اللعبة على جانبي الحدود وهو يحمل «ضمانات» بان اسرائيل لن تكون البادئة باي تحرك عسكري لحل الازمة القائمة مع رفضها دخول اي طرف ثالث على خط التفاوض بعد المواقف اللبنانية التي اعتبرت الولايات المتحدة طرفا وليس وسيطا..
ووفقا لمعلومات وزارية، فان المسألة المستجدة تتعلق «بضغوط» اميركية بدأت دون انتظار عودة ساترفيلد الى بيروت، وذلك بعد ساعات على موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي وضع امكانيات المقاومة بخدمة مجلس الدفاع الاعلى لاستهداف اي منصة نفطية اسرائيلية اذا ما طلب من حزب الله ذلك.. وفي هذا الاطار، اكدت اوساط دبلوماسية هذه المعلومات واشارت الى ان السفيرة الاميركية في بيروت ابلغت رئيس الحكومة بانها مكلفة من الخارجية الاميركية بابلاغه ان بلادها تنتظر توضيحات رسمية من قبل الحكومة اللبنانية حيال كلام السيد نصرالله، في ظل تقارير لدى السفارة تفيد بوجود تنسيق مسبق بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي وحزب الله حيال هذا الموقف..وبحسب المعلومات كانت ريتشارد واضحة في مطالبتها الحريري بتوضيحات علنية بعدما اعتبرها الطرف الاخر، اي اسرائيل، تهديد مباشر لمصالحه الاقتصادية ومحاولة «لتعديل» قواعد التفاوض وفرض امر واقع بالقوة، ملمحة الى ان الولايات المتحدة قد تجد صعوبة في انجاح مهمتها اذا ما استمر التصعيد على هذا النحو.


الحريري «والحياد الايجابي»

ووفقا لتلك الاوساط، فان الحريري اتخذ موقف «الحياد الايجابي» اتجاه كلام السيد نصرالله، وكان واضحا في التأكيد للسفيرة الاميركية انه سبق وحذر من انزلاق الامور الى الاسوأ في حال استمرار اسرائيل بالاستفزاز والاصرار على موقفها من الحدود البحرية، لان تصعيدها سيجر تصعيدا من الطرف الاخر، مشيرا الى ان هذا الموقف كان متوقعا من حزب الله، لكنه غير منسق معه، مشددا على ان هذا الامر يحتم تكثيف الاتصالات لايجاد حل لهذه الازمة لمنع حصول اي تصعيد لا يريده احد..
ومن المرتقب ان يزيد الاميركيين الضغط في هذا الاطار بعد عودة ساترفيلد من اسرائيل وهو يحمل معه «رسائل» مشابهة لما اعلنه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، بإن إسرائيل تنظر إلى لبنان، على أنه مسؤول عن أي هجوم ينفذه حزب الله، معتبرا ان حزب الله هو عنصر رئيسي في حكومة بيروت، ودعا الولايات المتحدة الى لعب دور أكبر، مؤكدا إن إسرائيل ستعمل «ما هو ضروري لحماية مصالحها»..وهذا الموقف سيؤكد عليه ساترفيلد خصوصا ان الاسرائيليين معنيون ايضا بالحصول على توضيحات من الجانب اللبناني حيال معلومات تفيد بان إيران تقيم مصانعاً للصواريخ الدقيقة في لبنان من خلال حزب الله.


واشنطن تحتج على «التشكيك» بموقفها..

وفي هذا الاطار، سعت ريتشارد للحصول على موقف رسمي لبناني واضح ازاء التشكيك الذي طال موقف بلادها ، وهنا كان الحريري واضحا بانه من موقعه الرسمي يتعامل بجدية كبيرة مع الطروحات الاميركية ويعتبر واشنطن الطرف الاقدر على التأثير على اسرائيل، لكنه كرر تمسكه بوحدة الموقف اللبناني حيال ترسيم الحدود البحرية، وعدم قدرته على التمايز في هذا الاطار،على الرغم من قناعته بامكانية البناء على «خط هوف» الذي يمنح لبنان 60 في المئة من المنطقة المتنازَع عليها مقابل 40 في المئة لإسرائيل، وهو يعتقد ان التفاوض سيحسن الحقوق اللبنانية..الا انه لا يستطيع التفرد بخفض سقف ما تم التوصل اليه مع الرئيسين عون وبري..وهو بات «اسير»اقتراح رئيس المجلس الذي طالب الاميركيين ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة أصلاً عن تفاهم نيسان عام 1996، على غرار ما حصل بالنسبة إلى الخطّ الأزرق بعد التحرير في عام 2000،في ظل وجود خرائط إسرائيلية تثبت حق لبنان في مكامنه النفطية البحرية، وتحديداً في البلوكين 8و9.
ولفتت تلك الاوساط الى ان الامر الجيد في كل ما يتداول ان استمرار النزاع لن يوقف الاعمال في البلوك رقم» 9»لان الشركات الملتزمة ستباشر عملها هناك دون انتظار انتهاء الخلاف القائم لأن المواقع الرئيسية للحفر تقع على بعد أكثر من 25 كيلومتراً من المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها.


محاولة اغتيال ليبرمان..؟

اما المسألة المستجدة التي طرأت قبل ساعات فهي ترتبط باتهامات اسرائيلية لحزب الله بتدبير محاولة لاغتيال وزير الامن الاسرائيلي افيغدور ليبرمان تزامنا مع احياء الذكرى العاشرة لاغتيال الحاج عماد مغنية، وفي التفاصيل التي اطلعت عليها الاوساط الدبلوماسية المعنية فان الاسرائيليين وضعوا الجانب الاميركي في تفاصيل جديدة يزعمون من خلالها ان جهاز الأمن العام في إسرائيل المعروف ب»الشاباك« والذي كشف خلية مسلحة مؤلفة من ستة اشخاص تابعة لحركة الجهاد الإسلامي خططت لتفجير موكب ليبرمان، بوضع عبوة ناسفة على الطريق خلال عودته من تل ابيب لبيته في إحدى المستوطنات، كان بتخطيط وتدبير من حزب الله الذي يقيم علاقة عضوية بحركة الجهاد الاسلامي...واسرائيل غير المعنية «بالتصعيد» لا تريد راهنا منح الحزب «نصر معنوي» امام جمهوره باعتبار انه مستمر في محاولاته للانتقام من اسرائيل، فتم حذف الاتهام الى حزب الله علنا، لكن الاسرائيليين حملوا الاميركيين هذا الملف مطالبين بزيادة الضغوط على الحكومة اللبنانية، وتحذيرها من انها ستتحمل ردود الفعل على اي من افعال حزب الله. ووتنظر بعض المصادر اللبنانية برية الى هذه المسالة خشية من محاولات اسرائيلية لاستغلال هذه القضية في الوقت الذي يناسبها.


«رسائل» حزب الله وامل؟

انتخابيا برز الاعلان المتزامن للوائح حركة امل وحزب الله بالامس، من قبل الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، ووفقا لاوساط «الثنائي الشيعي» فان هذا التزامن بين يعد بمثابة» رسالة» الى كل من يعنيهم الامر حيال متانة التحالف السياسي لا الانتخابي فقط بين حركة امل وحزب الله، وهو تعبير عن «اريحية» في الترشيح وفي تجاوز التعقيدات الداخلية «الطبيعية» في اي تنظيم سياسي حيال اولوية الترشيحات واحقيتها. ومن ناحية ثانية تعتبر الاسبقية في اعلان الترشيحات عن وجود ارتياح كبير لدى الحزب والحركة للنتائج المتوقعة دون الحسابات المعقدة التي تقلق الاطراف السياسية الاخرى وتؤخر اعلان اسماء مرشحيها...لكن تلك الاوساط تؤكد على ان السيد نصرالله والرئيس بري سيشددان في المرحلة المقبلة على عدم اشاعة هذا المناخ التفاؤلي لانه قد ينعكس استرخاءا عند الناخبين ما قد يؤدي الى خفض «الحاصل الانتخابي» ما سيسمح للبعض بتحقيق خرق للوائح في بعلبك ?الهرمل وكذلك في دوائر الجنوب الانتخابية، ولذلك ستكون اولوية الخطاب في المرحلة المقبلة تحفيز الناخبين على الذهاب الى صناديق الاقتراع خصوصا في بعض الدوائر «الحساسة». وفيما يرتبط بالتحالف مع التيار الوطني الحر، فان الثابت حتى الان ان هذه التحالف سيكون بين حزب الله «والتيار» على «القطعة» والتفاهم النهائي ينتظر عودة الوزير جبران باسيل باجوبة حيال بعض الترشيحات في عدد من الدوائر خصوصا ان مسالة عدم ترشيح «التيار» شيعي عن مقعد جبيل لم تحسم بعد في انتظار البت بمطلب «التيار البرتقالي» تسمية مرشح مسيحي عن دائرة البقاع الشمالي او مرجعيون..اما بالنسبة الى التحالف مع حركة امل فهو أمر مستبعد بفعل ترسبات ازمة «الفيديو المسرب» لكن هذا لا يعني عدم حصول «تعاون» في بعض الدوائر «بمونة» من حزب الله.


مرشحو «التنمية والتحرير»

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أسماء مرشحي »كتلة التنمية والتحرير»، لخوض الإنتخابات النيابية. ودعا في مؤتمر صحافي عقده في عين التينة، الى «الالتزام باللوائح التي تجمعنا مع الإخوة في «حزب الله» وبقية الحلفاء لنستكمل سويا مسيرتنا». واكد ان «التزام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني هو خيارنا الأول». والمرشحون عن دائرة الجنوب الثانية هم: نبيه بري،علي خريس، عناية عز الدين،علي عسيران، ميشال موسى .وعن دائرة الجنوب الثالثة: بنت جبيل النبطية - مرجعيون حاصبيا: أيوب حميد،علي بزي، ياسين جابر، هاني قبيسي، علي الخليل، أنور الخليل، قاسم هاشم. وعن دائرة البقاع الثانية- راشيا والبقاع الغربي: محمد نصرالله. وعن دائرة البقاع الثالثة: غازي زعيتر.وعن دائرة بيروت الثانية: محمد خواجة.عن دائرة جبل لبنان الثالثة- بعبدا: د.فادي علامة.


مرشحو حزب الله

واعلن السيد نصرالله مرشحي الحزب مؤكدا على فصل «النيابة» عن الوزارة في هذه الدورة والمرشحون هم عن دائرة البقاع الثالثة (بعلبك الهرمل) الدكتور حسين الحاج حسن- الدكتور علي المقداد- الدكتور السيد ابراهيم الموسوي- الدكتور ايهاب حمادة. عن دائرة البقاع الاولى (زحلة) انور حسين جمعة،عن دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا): الحاج علي عمار، عن دائرة جبيل كسروان: الشيخ حسين زعيتر، عن دائرة بيروت الثانية: الحاج أمين شري، عن دائرة الجنوب الثالثة (النبطية بنت جبيل مرجعيون حاصبيا) : الحاج محمد رعد- د. السيد حسن فضل الله ? د. علي فياض ،عن دائرة الجنوب الثانية (صور الزهراني): السيد نواف الموسوي- المهندس حسين جشي.


لقاءات غير حاسمة للوطني الحر

وفي سياق انتخابي ايضا كشفت اوساط سياسية مطلعة عن لقاء الوزير باسيل مساء في «بيت الوسط»رئيس الحكومة سعد الحريري بحضور مدير مكتبه نادر الحريري لوضع اللمسات الاخيرة على التحالف الانتخابي بين «التيار» «والمستقبل» لتذليل بعض العقبات خصوصا في دائرة جزين ـ صيدا حيث الحسابات متضاربة انتخابيا هناك..ووسط ارباك مستمر لدى التيار في نسج التحالفات في ظل تقاطعاته السياسية مع اكثر من طرف، عقد ايضا اجتماع في مركز حزب الطشناق في برج حمود بين الوزير السابق الياس بوصعب ممثلا التيار الوطني الحر مع النائب ميشال المر والنائب اغوب بقرادونيان، وجرى البحث في احتمالات التعاون الانتخابي في المتن برعاية من «الطاشناق» المصر على التحالف مع المر فيما يسود «فتور» في اوساط «التيار» ازاء هذا الامر على اعتبار ان المر ياخذ اصواتا ولا يعطي وسيكون عقبة امام تقدم اللائحة لان اصواته التفضيلية ستكون محصورة بشخصه ولن توزع على باقي اعضاء اللائحة، وقد انتهى اللقاء بابقاء التشاور مفتوحا.في هذا الوقت تنتظر معظم الاطراف القرارات النهائية «للتيار» في اكثر من دائرة لاطلاق عجلة الانتخابات خصوصا في دائرة الشوف-عاليه.


جلسة الموازنة

وإنتهت جلسة مجلس الوزراء امس بمطالبة رئيس الجمهورية ميشال عون ايجاد حل جذري لملف الكهرباء، وقد أعلن اثرها وزير المالية علي حسن خليل، «ان هناك إصرارا على إقرار الموازنة في أسرع وقت ممكن»، وقال: «إذا درست الموازنة خلال 15 يوما يمكن إقرارها قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي». اضاف: «إذا بقينا على الأرقام الحالية للموازنة فنحن أمام عجز»، مؤكدا ان «علينا الإستعداد للمؤتمرات الدولية». واوضح ان «العجز الحالي يساوي 8 آلاف مليار ويجب تخفيض 20% على النفقات الجارية واقرار خطوات جذرية لتخفيف كلفة الدين العام».واشار الى ان «الموازنة لا تتضمن أي اجراءات ضريبية جديدة ولا مشاريع قوانين برامج جديدة»..
  

  • شارك الخبر