hit counter script

أخبار محليّة

الرئيس عون: ظلّ رأس لبنان مرفوعاً لأننا لم نخضع للضغط

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 10:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان لبنان نجح في تجاوز الازمة التي نتجت عن اعلان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الاستقالة من الخارج، "بفضل الوحدة الوطنية التي تجلّت بأبهى مظاهرها، ما حافظ على الاستقرار الامني والاقتصادي والمالي، وظل رأس لبنان خلال الازمة مرفوعاً لاننا لم نخضع للضغط من اي جهة اتى".

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم نقيب المحامين الجديد في بيروت الاستاذ اندريه الشدياق مع اعضاء مجلس النقابة والنقباء السابقين. وقد القى النقيب الشدياق كلمة قال فيها:

" فخامة الرئيس، مذ كنتم نقيباً في الجيش اللبناني وضعتم نفسكم، إرادياً وباكراً، في إحتياط الجمهورية، على ما ردّدتم في حينه أمام قلة من المقربين، ثم غدوْتم عماداً قائداً له إثر واحدة من أشرس المعارك الهادفة إلى إسقاط الشرعية اللبنانية. من بعد، عُقدت لكم رئاسة الحكومة الإنتقالية أعقبَها إبعادٌ غير منصوص عليه في قانون العقوبات غُلف بنفي قسري تلتْهُ عودة فنضال متجدد تُوِّج بإنتخابكم لتتبوؤا السدة الرئاسية الأولى.
بتّم، صاحب الفخامة، رجل كل الألقاب، لا بل ان الألقاب أقبلت إليكم لتجتمعَ في رجل أوْلى دوماً الدور، لا الموقع، المرتبة الأولى في سلم قِيَمِه، حتى لما إتحد الدور والموقع معاً بلغا الذروة في التصميم والعزم والحكمة."
اضاف: "قسمكم اليمين الدستورية، فخامة الرئيس، قسَم وخطاب قسَم، إرتقيتم بهما إلى أبلغ معاني المادة التاسعة والأربعين من الدستور وأسمى مغازي المادة الخمسين منه، فأضفيتم على رئاسة الدولة، المؤسسة الدستورية الأولى، فضلاً عن ممارستكم للصلاحيات اللصيقة بشخص رئيس البلاد، هالةً من مهابةٍ وقورة ومكانةً مرموقة مكّنت اللبنانيين، من جملة ما مكّنتهم، وطوال السنة الأولى من ولايتكم، من تحقيق شراكة صحيحة في ما بينهم كانوا افتقدوها منذ زمن، وأفسحتم في المجال أمام ممثليهم من سن قانون إنتخابي جديد مأمول منه أن يعيد التوازن إلى التمثيل الشعبي.

وفي ظل الشلل المعتري السلطة الإجرائية المتجسّدة في مجلس الوزراء طوال الشهر المنصرم، إرتدت مقاربتكم التشاورية الداخلية بمختلف أوجهها كما إطلاقكم للمبادرات الديبلوماسية الواسعة النطاق سلسلة من الأبعاد تجلّت ليس في تمتين الوحدة الوطنية وتحصين إستقرار المجتمع وتعزيز السلم الأهلي فحسب، بل تعدّتها إلى إرساء مفهوم عالي الشأن للكرامة، كرامة الوطن الذي، وإنْ صغيرةً كانت مساحته، كبيرة هي رسالته بين الأمم.
إن نقابة المحامين في بيروت، المؤتمنة على رسالة المحاماة ورسالة لبنان على حد سواء، أبصرت النور قبل ولادة دولة لبنان الكبير، فكانت، لتكوينه السياسي ممهدةً، لدستوره موحيةً، لركائز الدولة داعمة، لأسس الجمهورية موطدة، للإستقلال منجزةً، للمؤسسات حاضنةً، وبوحدة الأرض متمسكةً، وعلى سيادة الكيان ساهرةً، فجاءت إليكم هذا الصباح لتشهد كعادتها بالحق.

وهي اليوم، توْدِعكم أملها بالنهوض والإصلاح والتحديث، وتهدي إليكم لا سيما بوجود وزير العدل، ابن النقابة، المتعاون معها، وافر الإستعداد للمشاركة إلى جانب فخامتكم، إذا شئتم، في إسهامكم الكبير بالدور التشريعي الذي تتحلون به عبر المادتين السابعة والخمسين والثامنة والخمسين من الدستور كما بالدور الرقابي الذي تتمتعون به بشأن دستورية القوانين بموجب المادة التاسعة عشرة منه، بغية تحقيق غاية سامية ألا وهي إنتاج مجتمع سليم غيرِ فاسدٍ رائده القيم الأخلاقية لدولة عصرية قائمة على مؤسسات دائمٌ الإحتكام إليها وحدها."

ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد، مؤكداً اعتزازه بكون لبنان من اوائل البلدان التي انتخبت نقابة للمحامين. وقال ان الادعاء والدفاع والقاضي هم ثلاثة ركائز لا وجود لقضاء سليم من دونهم، وعلى هؤلاء الثلاثة العمل بتناغم دائم بحيث يتولى كل منهم بدوره بشكل صحيح كي تقوم العدالة بدورها بالشكل السليم.
واعاد رئيس الجمهورية التأكيد على ما كان طرحه في افتتاح السنة القضائية لجهة تأخر البت ببعض الاحكام القضائية، لافتا الى ان بعضها يتأخر لسنوات لا سيما في القضايا المدنية. واكد، في هذا السياق، على الدور المهم الذي يلعبه القاضي آملا التوصل الى ما يتيح اختصار المهل لاعطاء صاحب الحق حقه. وشدد على انه "اذا كان سبب التأخير يعود لنقص عدد القضاة فبامكاننا تعيين المزيد منهم كي يتم البت في القضايا ذات الصلة".

وتناول الرئيس عون الاوضاع التي مر بها لبنان اخيرا بعد استقالة الرئيس الحريري من الخارج، وما كان يحضّر للبنان، مشيرا الى ان همّه الاول تركز في بداية الازمة على المحافظة على الامن واستقرار السوق المالية والوحدة الوطنية، ما اتاح للبنان ابقاء الوضع تحت السيطرة. واضاف: " بعد ذلك، انتقل اهتمامنا لدعوة المجتمع الدولي الى التدخل، الامر الذي كانت له نتيجته الايجابية فابقينا رأسنا مرفوعا ولم ننحن للضغط من اي جهة اتى."
ولفت الرئيس عون الى مستجدات قضية القدس بعد اعلان الرئيس الاميركي اياها عاصمة لاسرائيل والموقف المهم الذي اتخذه لبنان منها والذي لقي تأييدا دوليا وعربيا، مشيراً الى ان الخطاب الذي القاه باسم لبنان في خلال مؤتمر القمة الاستثنائي في اسطنبول كان محط تقدير العديد من الاطراف وعبّر عنه عدد من الكتّاب والاعلاميين العرب والاجانب.
وتمنى الرئيس عون للنقيب والنقابة العمل الناجح والتوفيق في مهامهم الجديدة، كما تمنى ان يشكل المحامون والنقباء السابقون النموذج المتقدم الذي يوحي بالثقة في القضاء.

واستقبل الرئيس عون سفير جنوب افريقيا في لبنان السفير شون بينيفلدت Shaun Byneveldt، في حضور القنصل الفخري لجنوب افريقيا في لبنان السيد وجيه البزري وتداول معه في المواضيع التي تهم البلدين، في ضوء التعاون القائم في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
واشار سفير جنوب افريقيا الى النجاح الذي حققه مؤتمر الطاقات الاغترابية الذي عقد في جوهانسبورغ برعاية وحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بمشاركة اعداد كبيرة من المغتربين اللبنانيين ورجال الاعمال، والذي كان مناسبة لارساء قواعد اضافية للتعاون بين البلدين.
واكد الرئيس عون للسفير بينيفلدت حرص لبنان على تطوير العلاقات بين البلدين، مبرزاً اهمية دور المغتربين اللبنانيين في جنوب افريقيا وغيرها من الدول.

واستقبل الرئيس عون، في حضور المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، وفداً من المسؤولين والعاملين في قطاع النبيذ، شكر رئيس الجمهورية على الاهتمام الذي يبديه بالقطاع، ورعايته الدائمة لكل النشاطات المتعلقة بتسويق النبيذ اللبناني. وتحدث في مستهل اللقاء المهندس لحود شاكرا باسم الوفد الرئيس عون لرعايته ودعمه النبيذ اللبناني منذ ما قبل وصوله الى سدة الرئاسة، والمشاركة بالترويج له في مختلف دول العالم. كما شكر وزارة الخارجية التي تواصل دعمها اليوم عبر الوزير جبران باسيل، وهي فاعلة وشريكة في تثبيت النبيذ اللبناني في العالم.

وقال:" خلال فعاليات يومي النبيذ اللبناني في كل من سان فرانسيسكو ولوس انجلوس في 16 و20 /11/2017، تمكنا من تحقيق اهداف كبيرة ابرزها تشجيع الاغتراب اللبناني على شراء النبيذ الوطني، والاقبال الكثيف من السوق الاميركي السياحي لاستهلاكه، خصوصاً وانه احترم المعايير والمواصفات والنوعية المطلوبة، ففرض نفسه في العالم. هناك محطات عديدة بعد اميركا لتسويق النبيذ اللبناني تمتد من سويسرا الى موسكو، وخلال مؤتمرات الاغتراب اللبناني."
وتابع: " بدأنا اليوم التحضير، مع جمعية الطاقة اللبنانية، لمؤتمر كبير حول التصنيع الزراعي سيقام في حزيران المقبل برعاية فخامتكم، للحديث عن نجاح القطاعات الزراعية من نبيذ وغيره، ما يؤكد دعم الدولة اللبنانية كما قلتم في خطاب القسم، وذلك عبر تسويق الانتاج اللبناني في السوق الداخلي كما الخارجي. كما سنعمل على تفعيل المعهد الرسمي لقطاع النبيذ في لبنان. وتم خلال الفعاليات التي اقيمت في الولايات المتحدة الاميركية الشهر الفائت عرض فيلم وثائقي عن محطات عدة مع فخامتكم في هذا القطاع، وقد تأثر اللبنانيون بمشاهدة مدى اهتمام رئيس الجمهورية بهذا القطاع".

واشار لحود الى ان هذا القطاع شهد منذ سنة 2012 زيادة في الانتاج لاسيما بعدما بدأ تنظيم ايام النبيذ اللبناني في الخارج، لافتاً الى ان الانتاج حالياً يقدر بحوالي 12 مليون زجاجة سنوياً، ستة ملايين منها للاستهلاك المحلي أما الباقي فيصدر الى الخارج. وكشف عن ان وزارة الزراعة ستطرح مشروعا على مجلس الوزراء لدعم هذه الصناعة بدلاً من الشمندر السكري، ما يزيد من كمية الانتاج والصادرات.
ثم شكر رئيس اتحاد الكرمة والنبيذ ظافر الشاوي للرئيس عون رعايته يوم النبيذ اللبناني الذي اقيم في سان فرانسيسكو في 16 /11/2017 ما اعطى زخماً لهذا الحدث، متحدثاً عن الحضور الكثيف الذي ميّزه. ووجه الشكر ايضاً للمهندس لحود، وللدعم المستمر من قبل وزارة الزراعة وموظفيها لهذا القطاع، مشدداً على ضرورة ايلاء الاهتمام الكافي لتنظيم النبيذ المستورد في ظل الصعوبات التي تواجه هذا القطاع والتي يعمل الجميع على مواجهتها. كذلك تحدث عدد من اعضاء الوفد، مركزين على الاهتمام بقطاع النبيذ اللبناني وتعميمه وتسويقه وحمايته من المنافسة الاجنبية.

وردّ الرئيس عون مرحّباً بالوفد، ومؤكداً أنه يتم حالياً الاهتمام بالسياسة الاقتصادية للبنان كي يتمكن قريباً من اعتماد استراتيجية اقتصادية بديلة من نظام الاقتصاد الريعي. وقال:"نحن اليوم في صدد انعاش الاقتصاد اللبناني المنتج لأن السياسة الريعية أوصلت لبنان الى الاستدانة والنكبة المالية، ويتم حالياً معالجتها،عبر الاهتمام بكافة القطاعات الانتاجية وخصوصاً تلك التي تعود بالفائدة والربح على لبنان". ولفت من جهة ثانية الى ان "الانتاج اللبناني للنبيذ جيد ونشكر في هذا السياق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، لدعمه النبيذ الوطني وتزويد سفراء لبنان بالتوجيهات اللازمة لتسويقه في الخارج"، لافتاً الى أهمية الاسواق الخارجية بالنسبة لهذا القطاع كي يتمكن من تحقيق الاستمرارية والتخلص من الكساد.
وهنأ الرئيس عون الوفد على جهوده في تحسين نوعية النبيذ اللبناني من خلال تقنيين واختصاصيين بارعين يساهمون في ذلك، آملاً بأن تبقى الاسواق الخارجية مفتوحة امامه. فـ"لبنان من الآن وصاعداً سيعتمد على جودة هذا الانتاج لتأمين استمرار قبول هذه الاسواق له."
 

  • شارك الخبر