hit counter script

باقلامهم - عقل العويط

ليتكَ تبقّ البحصة يا شيخ!

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 11:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حرام الشيخ سعد. 

كنتُ أتمنّى لكَ أن تبقّ البحصة. بل كنتُ، منذ استقبالكَ الوفود الشعبية المؤيدة، أعدّ الساعات، وأحصي الأنفاس، منتظراً موعد اللقاء المنتظر، يوم الخميس. وقد رحتُ في أعماقي أرندح أغنية "هلا بالخميس"، إذا ليس لشيء أو لسبب، فمن أجل أن تنفرج أساريركَ بعد طول عبوس، ومن أجل أن تفشّ خلقكَ، وأيضاً... لئلاً تبقى هذه البحصة الكبييييرة عالقة في زلعومكَ، فتختنق بها. لا سمح الله.
من حقّكَ، يا شيخ سعد، ومن حقّ أحبابكَ ومريديكَ، في الداخل والخارج، أن تكشف النقاب عن الخونة؛ عن هؤلاء الذين فتحتَ أمامهم صدركَ، فطعنوكَ شرّ طعن.
من حقّكَ بالكامل، وبلا تردد، أن تدافع عن صورتكَ، عن جدارتكَ، وعن أهليّتكَ للحكم، أمام الرأي العام، بل أمام العالم كله، وخصوصاً حرصكَ على الصالح اللبناني العام، وتنبهكَ إلى الداخل والخارج، من أموال الدولة والشعب. ناهيك بحرصكَ الفائق على العلاقات اللبنانية – السعودية، وعلى مصالح اللبنانيين هناك. وقدرتكَ التي لا يُشَقّ لها غبار، على الإمساك بزمام أمور الدولة، كما يجب، وبحزم، عندما تدعو الحاجة إلى الحزم. ولا سيما عندما يطبش الميزان لصالح الفريق الحكومي الذي يحلّ ويربط، برضاكَ، أو بعدم رضاكَ.
وأقول أكثر: فمن حقّ المواطنين، كلّ المواطنين، أن ينفضح هؤلاء ببحصتكَ المبقوقة، كرئيس للحكومة، عائد عن استقالتكَ، من أجل أن يعرفهم الناس واحداً واحداً، بالاسم وبالوجه، ولئلاّ تعود تنطلي على أوادم آخرين غيركَ، يا شيخ سعد، سبل مكرهم وخبثهم وانتهازيتهم وقلة وفائهم وقصر حيلتهم.
ليش أرجأت حلقة "كلام الناس" يا شيخ سعد؟! كنا ناطرينك بلهفة.
شخصياً، كنتُ أتمنّى أن تنعقد الحلقة في أوانها، لفضح مَن تريد فضحهم. مش عم أمزح أبداً في هذا الشأن، يا شيخ سعد.
كثرٌ هم الذين يجب أن ينفضح أمرهم، ولكن ليس من طريق بحصتكَ فحسب، بل من طريق بحصة الوجدان الجمهوريّ، وبحصة أهل الجمهورية، المغتصَبة تطلعاتهم الوطنية إلى حياة كريمة وغد أفضل.
وإذا انعقدت حلقة الحوار نفسها، معكَ، في يومٍ، أرجو أن يكون قريباً، فأمنيتي العليا أن يطرح عليكَ مواطنٌ ما، "شريف" "غير خائن" و"لا يطعن في الصدر والظهر"، سؤالاً من مثل:
لماذا لا تبقّ البحصة الكبيرة، والكبيرة جداً جداً جداً، فتكشف للرأي العام حقيقة مَن أسقطكَ من رئاسة حكومتكَ الأولى عندما كنتَ في زيارة البيت الأبيض؟
وحقيقة مَن غزا بيروت في 7 أيار؟
وحقيقة "وان واي تيكيت"؟ وحقيقة مَن سمّى ميقاتي رئيساً للحكومة بعد واقعة القمصان السود؟
وحقيقة مَن قتل شهداء "ثورة الأرز"؟
وحقيقة مَن كان دامعاً ومن كان شامتاً عندما ذهبتَ لزيارة بشّار الأسد في العام 2009، وتناولتَ "الطعام المسموم" إلى مائدته لدى زيارتكَ الأولى للشام رئيساً للحكومة، في المكان الذي تعرّض فيه والدكَ المغفور له، لكل أنواع المهانات؟!
وحقيقة العلاقة "الروحية" الفذّة التي باتت تربطكَ بحلفائكَ الجدد هؤلاء، وحلفاء حلفائكَ الجدد، وهم أنفسهم، بوجوههم وأقنعتهم، الذين "أجبروك" على النوم في "قصر المهاجرين"، لدى زيارتكَ الأولى للشام رئيساً للحكومة، في المكان الذي تعرّض فيه والدكَ المغفور له، لكل أنواع المهانات؟!
وبعد، هل من اللزوم يا شيخ أن يكون المسيحيون دائماً مكسر عصاك، وعصا الآخرين؟!
لازم تبقّ البحصة كلّها، يا شيخ سعد. دخيل إجريك!

  

  • شارك الخبر