hit counter script

حرب الرسائل: أردوغان وإسرائيل على مسار تصادم

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 18:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا عادت واستعرت أمس، على خلفية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأسبوع الماضي اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لإسرائيل، مع تبادل رسائل قاسية بين قادة البلدين وأشد هجوم يشنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف إسرائيل بأنها "دولة إرهاب تقتل الأطفال".

رئيس الحكومة لم يسكت على كلام أردوغان، ونزع القفازات في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون وهاجم الرئيس التركي بشدة يبدو انها غير مسبوقة: "لا يعظنا أردوغان بأي عظات. شخص يقصف قرى كردية في تركيا، ويزج بصحفيين في السجون، ويساعد إيران على التملص من عقوبات دولية ويساعد إرهابيين في مهاجمة مدنيين أبرياء في غزة وأماكن أخرى – فليعظ في مكانٍ آخر".

في أعقاب الكلام الشديد من نتنياهو خشوا في إسرائيل من أن يرد أردوغان بخطوة دراماتيكية. الرد على كلام نتنياهو ورد في النهاية على لسان المستشار المقرب من اردوغان إبراهيم كالن: "الرئاسة التركية تدين بشدة ملاحظات رئيس حكومة إسرائيل ضد الرئيس أردوغان وتركيا، وتقول ان على إسرائيل ان تقدّم الحساب على الخروقات التي ترتكبها ضد القانون الدولي. إسرائيل، التي تتجاهل القانون الدولي، تحتل أراضٍ كانت فلسطينية على مدى مئات السنين وتخرق بمنهجية قرارات مجلس الأمن، عليها أولاً ان تدفع ثمن ما ترتكبه. على إسرائيل ان تضع حداً لاحتلال الأراضي الفلسطينية بدل مهاجمة تركيا وقائدها. مثلما ان تركيا موجودة في كافة أنحاء العالم، فسوف تبقى في فلسطين إلى جانب أصحاب الحق والقانون والمضطهدين".

لكن حتى في غمرة تبادل هذا الكلام، تقدّر مصادر دبلوماسية في إسرائيل أن أردوغان لن يقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لأنه سيخسر أي إمكانية لمساعدة الفلسطينيين في غزة ولن يكون له أي قدرة وصول إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي. أيضاً في آخر كلام مستشار الرئيس التركي تعبير عن رغبة في مواصلة مساعدة الفلسطينيين.

مع هذا، اعترف مسؤولون في إسرائيل انه من الصعب البناء على أن ردود أفعال أردوغان هي عقلانية بالضرورة، وبالتأكيد يجب ان نأخذ بالحسبان ردود فعل اعتباطية. مصادر خبيرة بالشؤون التركية تجد صعوبة في التصديق بأن أردوغان سيتمالك نفسه حيال كلام نتنياهو ولا تستبعد ان يتخذ خطوات احتجاجية مثل دعوة السفير التركي للتشاور.

ويوجد بين إسرائيل وتركيا حوار سياسي وقنوات التحاور قائمة طوال الوقت. لكن يوجد هنا فهم عام بأنه طالما أردوغان في السلطة لا يلوح اختراق سياسي في الأفق والعلاقات ستبقى على نيرانٍ خفيفة ويمكن أن تتطور أساساً في البُعد الاقتصادي والسياحي والثقافي وما شاكل.

أردوغان يقدّم نفسه مدافعاً عن الفلسطينيين وراعياً لحماس. ومن هو هكذا لديه مصلحة في الحفاظ على حوار مع إسرائيل وسيكون اول خاسر من قطع العلاقات معها. في إسرائيل يتعاملون مع أردوغان بطريقة "احترمه وشكّ فيه" – يفهمون ان خيراً لن يأتي منه.

من جهة أخرى، يوجد في إسرائيل أيضاً من يعتقدون انه تحديداً توثيق العلاقات الاقتصادية، مع التشديد على صفقة الغاز، سيعزز العلاقات ويُضفي عليها بعداً استراتيجيا. لكن هذا لا يمنع إسرائيل من أن تمضي في موازاة ذلك في قناة الغاز الأوروبية مع قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي.

لقد أراد أردوغان في الماضي التوقيع على صفقة غاز مع إسرائيل من أجل تنويع مصادر الطاقة لتركيا – سيما كبديل عن روسيا – لكن حصل تقارب في العام الأخير بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أيضاً على خلفية اتفاقات وقف النار في سوريا.

يبدو ان أردوغان أقل احتياجاً اليوم للغاز الإسرائيلي وأكثر للغاز الروسي. وعلى هذه الخلفية يصل اليوم الرئيس بوتين في زيارة إلى أنقرة والاجتماع بأردوغان، وهو سادس اجتماع بينهما في العام الأخير. وسيبحث الاثنان الوضع في سوريا، والأزمة حول الاعتراف [الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك مسألة الغاز بين تركيا وروسيا وخطة لإقامة روسيا مفاعلاً نووياً للطاقة في تركيا.

  • شارك الخبر