hit counter script

الحدث - طوني شاميه

مؤتمر الرياض 2 واستنهاض الاوراق السعودية في سوريا بعد لبنان

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يبدو ان السعودية تسعى للتعويض عن الخسارات التي منيت بها المعارضات السورية ميدانيا وعلى الارض وسياسيا بعد تصدع منصة الرياض التابعة للهيئة العليا للمفاوضات وهي اهم منصات المعارضة .

فاستقالة المنسق الاعلى للهيئة دكتور رياض حجاب قبل ساعات من انعقاد مؤتمر الرياض 2 مع تسعة اعضاء من الهيئة شكل اول علامات الاختلاف بين هذه المنصات المتعددة الولاءات للسعودية وقطر وموسكو والقاهرة .
كما شكلت الاستقالات اول الاشارات الى ان السعودية تريد اعادة الامساك بمنصات المعارضة ولاسيما اكبرها وابرزها منصة الرياض فكانت استقالة حجاب المدعوم قطريا، وذلك افساحا في المجال لتسمية منسق جديد اكثر التزاما بتوجيهات السعودية واكثر تشددا واكثر استعدادا للسير بالخطة السعودية في العهد الجديد اي عهد ولي العهد الامير محمد بن سلمان.
اذ يبدو ان ولي العهد قرر اعادة تجميع الاوراق الاقليمية العربية بدءا من استقالة سعد الحريري من الحكومة اللبنانية، وان تريث من بعبدا في الاصرار عليها، الى المعارضات السورية والسعي لتوحيدها لتشكل ورقة ضغط اخرى بموازاة ورقة الرئيس الحريري تمهيدا لافهام من ظن ان السعودية خسرت سياسيا في الحرب الطاحنة بينها وبين ايران من اليمن الى غزة والاعلان عن القضاء على داعش وغيره من التنظيمات الارهابية بانها ما زالت حاضرة بقوة في هذه الساحات .
الايام المقبلة سيكون عنوانها الوضع في سوريا من خلال مؤتمرات ونتائج وتداعيات ...
ففي الساعات المقبلة ستتضح توجهات مؤتمر الرياض 2 وبعدها سينعقد مؤتمر سوتشي المخصص للوضع السوري بمشاركة موسكو وطهران وانقرة والذي سبقه لقاء بوتين الاسد في سوتسي .
وفي 28 من الجاري ستلتقي هذه المنصات في جنيف حيث تتواصل المحادثات غير المباشرة بين وفودها والوفد الحكومي السوري، وان كان الكل ينتظر توحيد وفود المعارضة كما يطالب الموفد الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا حتى تطرح افكارا موحدة مقابل افكار وتطلعات الوفد الحكومي السوري بقيادة الدكتور بشار الجعفري الذي يتوقع ان يتشدد اكثر فاكثر اذا ما بقيت منصات المعارضة على حالها من التشرذم واستمرار الخلاف بينها كما هو حاصل في مؤتمر الرياض 2 مع منصة موسكو التي ترفض ادراج مصير الرئيس السوري بشار الاسد قبل الانتهاء من المرحلة الانتقالية ومتكئا اي الوفد الحكومي على انتصارات ميدانية للجيش السوري...
الهم السعودي الآن ينصب على ضرورة توحيد منصات المعارضة اقلها بين منصة الرياض الاكثر تمثيلا للمعارضة السورية بكل تشكيلاتها السياسية والعسكرية، ولاسيما جيش سوريا الحر وغيره من الفصائل العسكرية وبين منصة القاهرة السياسية ...
وعليه يبدو ان المملكة العربية السعودية ستعيد تجميع وترتيب اوراقها السورية تمهيدا للعودة بقوة، ولو سياسيا الى الوضع السوري، خصوصا وان الساحة اللبنانية عادت واكدت الرياض انها قادرة على الامساك بها واعادة خلط التفاهمات والترتيبات والتسويات بما يتلاءم ومصلحتها، والدليل الايام الخمسة عشر التي عاشها لبنان بكل مكوناته اثر استقالة الحريري وان تريث في الاصرار عليها اليوم الا ان مفاعيلها قائمة ...
كل ذلك يجري الا ان العين تبقى على اليمن اذ منه البداية وفيه النهاية ومن يربح هناك يربح في المنطقة...
بالطبع اسرائيل الرابح الاكبر نتيجة حروب العرب واستنزاف قدراتهم من غزة الى لبنان ولاسيما حزب الله الذي يدفع من شبابه وقدراته الكثير... الى سوريا واستنزاف الجيش السوري مرورا بالعراق المنهك بالحروب ضد داعش ومحاولات تقسيمه وصولا الى اليمن حيث المعركة طاحنة بين محوري الرياض وطهران... وستستمر ...

  • شارك الخبر