hit counter script

أخبار محليّة

الحريري: جديرون بوحدتنا واستقرارنا.. شكراً لعاطفة كل اللبنانيين

الأحد ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 07:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بالـ«أهلاً وسهلاً»، وبحفاوة حارة عند الباحة الخارجية لقصر الإليزيه، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس سعد الحريري أمس، في مشهد تداخلت أبعاده رئاسياً وعائلياً، سيما وأنّ ماكرون، وبعد انتهاء مراسم الاستقبال الرسمية وما تخللها من استعراض لحرس الشرف في الرئاسة الفرنسية والتقاط الصور التذكارية، عاد فحرص على الخروج مجدداً برفقة عقيلته بريجيت لاستقبال عقيلة الحريري لارا ونجله البكر حسام عند مدخل القصر. وكما الاستقبال كذلك الوداع كان استثنائياً «قلباً وقالباً» بين الرئيسين والعائلتين، ليعبّر الحريري قبيل مغادرته الإليزيه في كلمة مقتضبة أمام الصحافيين عن شكره لفرنسا التي «أثبتت مرة جديدة كبر دورها في العالم والمنطقة»، ولرئيسها ماكرون الذي أظهر تجاهه «صداقة خالصة». وإذ أرجأ الكلام في السياسة إلى حين عودته إلى بيروت حيث كشف أنه سيصل إليها «خلال أيام» للمشاركة في حفل عيد الاستقلال الأربعاء المقبل، خصّ الرئيس الحريري مساءً جريدة «المستقبل» برسالة وجهها من القلب إلى جميع اللبنانيين تقديراً لمحبتهم وتأكيداً على العمل لإعلاء مصالحهم فوق أي اعتبار، فقال: «اللبنانيون جديرون بوحدتهم واستقرارهم، شكراً لعاطفة كل اللبنانيين».

وكان النهار الباريسي الاستثنائي قد انطلق مع وصول الرئيس الحريري وعقيلته صباحاً من الرياض إلى العاصمة الفرنسية حيث، إلى جانب الرصد الإعلامي المحلي والأجنبي الكبير ترقباً للحظة الوصول وسط احتياطات أمنية ملحوظة من قبل رجال الشرطة الفرنسيين، لوحظ في المقابل تجمهر عفوي لحشد من اللبنانيين المقيمين في باريس إلى جانب دارة الحريري رافعين صوره والأعلام اللبنانية، وما أن وصل موكبه آتياً من المطار وترجّل من سيارته حتى علت الهتافات «سعد سعد سعد كلنا هون لعيونك».

وبُعيد الواحدة ظهراً بتوقيت بيروت، وصل الرئيس الحريري إلى قصر الإليزيه تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسي فعقدت بينهما خلوة تناولت آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، ثم أقام ماكرون وعقيلته مأدبة غداء على شرف ضيفه وعقيلته، خرج في إثرها الحريري ليتحدث إلى الصحافيين بالفرنسية فقال: «أشكر الرئيس إيمانويل ماكرون على دعمه، لقد أظهر تجاهي صداقة خالصة وهذا ما لن أنساه أبداً. لقد أثبتت فرنسا مرة جديدة كبر دورها في العالم وفي المنطقة، وهي تثبت تعلقها بلبنان وباستقراره. ولكل ذلك أكرر شكري للرئيس ماكرون ولفرنسا». وأضاف: «في ما يختص بالوضع السياسي في لبنان، فإني سأكون في بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة، وسأشارك في الاحتفال بعيد استقلالنا. وهناك سأعلن موقفي من كل الأمور بعد أن أكون التقيت رئيس جمهوريتنا العماد ميشال عون».

ثم تحدث الحريري بالعربية قائلاً: «أشكر فخامة الرئيس (ماكرون) وأرى أن فرنسا تلعب دائماً دوراً إيجابياً جداً في المنطقة، خاصة والعلاقات اللبنانية - الفرنسية التي هي علاقات تاريخية، وهو ما يهمنا أن ندعمه دائماً»، وختم: «أنا إن شاء الله سأحضر عيد الاستقلال في لبنان، وسأطلق كل مواقفي السياسية من لبنان بعد لقائي فخامة رئيس الجمهورية. أنتم تعلمون أني قدمت استقالتي، وفي لبنان نتحدث إن شاء الله في هذا الموضوع».

تغريدات الشكر والترحيب

وكما على أرض الواقع، أبدى الرئيس الفرنسي حفاوة كبيرة في الترحيب بالرئيس الحريري عبر صفحته على موقع «تويتر»، حيث كانت تغريدة أولى (مرفقة بفيديو لهما يتشابكان اليدين لدى صعودهما على درج قصر الإليزيه)، قال فيها «أهلاً وسهلاً» بأحرف أجنبية، مع عبارة فرنسية ترحب بوجود الحريري في باريس، ثم عاد ماكرون فغرّد مساءً بعبارة (مرفقة بفيديو يظهر لحظة تبادل أطراف الحديث بين العائلتين داخل القصر بينما الرئيس الفرنسي يدردش مع نجل الرئيس الحريري حسام)، جاء فيها: «الاهتمام الذي نوليه لاستقرار لبنان وأمنه هو ثمرة العلاقات التاريخية والثنائية بين بلدينا».

أما الرئيس الحريري، فغرّد بدوره على صفحته عبر «تويتر» قائلاً بالفرنسية «شكراً السيد الرئيس إيمانويل ماكرون وشكراً لفرنسا»، مع صورة تجمعهما عند مدخل الإليزيه.

الدعم الفرنسي مستمر

ولاحقاً، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر رئاسي فرنسي أنّ باريس «تبحث استضافة اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان لبحث الأزمة السياسية اللبنانية»، غير أنّ المصدر أشار في الوقت عينه إلى أنّ «أي قرار لم يُتخذ حتى الآن بشأن الاجتماع أو ما إذا كان سيُعقد على المستوى الوزاري».

في حين أفادت وكالة الصحافة الفرنسية «أ ف ب» أنّ الرئاسة الفرنسية وضعت زيارة الحريري إلى باريس في إطار مساهمة باريس في «تخفيف حدة التوتر» في الشرق الأوسط، ونقلت عن بيان للإليزيه تأكيد ماكرون عزمه على «مواصلة اتخاذ جميع المبادرات اللازمة من أجل الاستقرار في لبنان»، وأضاف البيان: «الهدف هو أن يتمكن لبنان من الحفاظ على استقراره، وحمايته من الأزمات الإقليمية»، مشدداً على «ضرورة البقاء هادئين» وعلى كون فرنسا تتحدث «بحرية تامة مع إيران ولم يحدث انقطاع».

وإذ آثر الإليزيه عدم الخوض في أي تعليق حول موقف الحريري السياسي، اكتفى بالإشارة إلى أنه سيعود إلى بيروت «في الأيام القليلة المقبلة وليس من غير المعتاد أن يحتفظ لنفسه بما ينوي إعلانه».

اتصالات الحريري

وكان المكتب الإعلامي للرئيس الحريري قد أعلن أمس أنه أجرى من باريس «سلسلة اتصالات هاتفية بكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وعرض معهم الأوضاع العامة والتطورات، كما تلقى اتصالاً من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط».
(جورج بكاسيني- المستقبل) 

  • شارك الخبر