hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

المجلس الدنماركي للاجئين يكرّم 245 فتاة وأفراد عائلاتهن لتصديهم للزواج المبكر

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 17:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كرّم المجلس الدنماركي للاجئين في لبنان يوم الجمعة أكثر من 200 خريج لوقوفهم في وجه الزواج المبكر الذي يُعتَبَر مشكلة اجتماعية عالمية.
قام المجلس الدنماركي للاجئين، بالاشتراك مع مفوضية اللاجئين النسائية وبدعم من الصندوق الإنساني للبنان التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بتنفيذ برنامج رائد لحماية الفتيات يهدف إلى الحدّ من الزواج المبكر والتخفيف من اثاره الخطيرة. وقد امتد البرنامج على 17 أسبوع استطاع من خلالها مراهقات لبنانيات وفلسطينيات وسوريات في لبنان وأفراد عائلاتهنّ تنمية مهارات حياتية مختلفة.
وتم تكريم الخريجين - ومنهم 160 مراهق ومراهقة و 85 أهل - لاكمالهم هذا البرنامج في حفل أقيم في Circuit Planete-City Complex يوم الجمعة. وبعد تسليهمهم الشهادات، شاهد الخريجون الفيلم السينمائي اللبناني "نور" الذي يتناول مشكلة الزواج المبكر والقصري. وبعد لحظات من انتهاء عرض الفيلم، ظهر أبطال الفيلم على خشبة المسرح وأجروا مناقشة مفتوحة مع الخريجين حول الفيلم ورسائله الرئيسية.
تُظهر الأرقام الرسمية أنّ أكثر من 700 مليون امرأة في العالم تزوّجن في سن الطفولة، وأكثر من ثلثهنّ تزوّجن قبل بلوغ الـ15 سنة. وقد سُجِل ارتفاع ملحوظ في نسبة الزواج المبكر منذ بداية الأزمة. ويشير ذلك إلى أنّ النزوح وانخفاض مستوى المعيشة هما العاملين الأساسيين الدافعين وراء هذه الظاهرة. فالعديد من الفتيات يُجبَرنَ على ترك المدرسة ليتم تزويجهنّ في سن مبكرة لمحاولة التخفيف من وطأة الفقر، كما أنّ الكثير من العائلات ترى في الزواج المبكر سبيلًا لحماية "شرف" بناتها كونهنّ معرّضات للخطر خارج وطنهن.
وتشير دراسة استقصائية أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية واليونيسيف إلى أنّ 27٪ من الفتيات السوريات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و 19 سنة متزوجات حاليًا. وترتفع نسبة الزواج المبكر أيضًا في المجتمعات الأخرى، إذ تبلغ 4% لدى اللبنانيين والفلسطينيين اللبنانيين، فيما تصل إلى 13% لدى الفلسطينيين من سوريا.
ويهدف برنامج المجلس الدنماركي للاجئين إلى الحد من نسبة الزواج المبكر في لبنان ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع حول مخاطر هذه الظاهرة، بما في ذلك المضاعفات المرتبطة بالحمل والمشاكل النفسية والاعتداء الجسدي والجنسي. وتمّ التطرّق خلال جلسات التوعية إلى حقوق المراهقات ومفهوم الزواج والتغيرات الجسدية أثناء المراهقة.
وتعليقًا على المناسبة، قالت مديرة برنامج الحماية في المجلس الدنماركي للاجئين، قمر علم الدين: "تناول هذا البرنامج مجموعة متنوعة من المواضيع التي ينبغي أن يعرفها المراهقون كي يكونوا أقل عرضة للعنف بأنواعه المختلفة وخاصة العنف القائم على نوع الجنس، وأكثر وعيًا بمحيطهم". وأضافت: "لقد تعلّموا كيفية تحديد الأماكن الآمنة في مجتمعهم، وكيفية التواصل مع مقدمي الخدمات المناسبين وتشكيل شبكة دعم في محيطهم. بالإضافة إلى ذلك، تعلّم الخرّيجون كيفية بناء علاقات سليمة مع أصدقائهم وطريقة التواصل اللاعنفي البنّاء من أجل حماية حقوقهم.
وعلاوة على ذلك، رأى المجلس الدنماركي للاجئين أن إشراك الأهل وأفراد الأسرة والتحدث معهم حول تداعيات الزواج المبكر له تأثير كبير على اتخاذ القرارات وفهم مخاطر الزواج المبكر. كما كان للبرنامج أثر ايجابي من خلال تمكين الخريجين من الدعوة إلى التغيير وتوعية مجتمعاتهم حول مخاطر الزواج المبكر.
وختمت قمر قائلة "لقد زاد هذا المشروع من ثقة الفتيات بأنفسهنّ، فشعرن أنهن متمكنات من خلال المواضيع المختلفة التي اخترنها بأنفسهنّ للمناقشة. وتجدر الإشارة إلى أنّ تنفيذ هذا المشروع بنهج قائم على أساس الأسرة وتوعية جميع أفراد الأسرة بالتساوي حول المواضيع نفسها، أدى إلى إعادة تعزيز الروابط الأسرية وزيادة مرونة الأهل وتقبّلهم لمعالجة هذه الأمور". 

  • شارك الخبر