hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

سليم دكاش حاضر بالـAUB عن العمق التاريخي والرسالة التربوية

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 16:47

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظم برنامج أنيس الـمقدسي للآداب (AMPL) في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) محاضرة تذكارية ألقاها رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت (USJ) الأب البروفسور سليم دكاش اليسوعي، بحضور رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري وعدد من عمداء وأكاديميي وموظفي الجامعتين، مساء الأمس 8 تشرين الثاني 2017 في قاعة محاضرات كوليدج هول في حرم الجامعة الأميركية في بيروت.

ويهدف برنامج أنيس الـمقدسي للآداب في الجامعة الاميركية في بيروت إلى تعزيز ودعم الحوارات المتعددة التخصصات، مع الانفتاح على أشكال وتقاليد ثقافية مختلفة في دراسة الآداب والعلوم الإنسانية، تماشيا مع النهج الواضح في أعمال الباحث أنيس المقدسي. ويعمل البرنامج على تشجيع وتطوير الدراسات الأدبية والإنسانية في الجامعة الأميركية في بيروت، وتعزيز التبادلات الفكرية بين أعضاء الدوائر المختلفة، وطلابها، والباحثين الزائرين، والقيام بأنشطة توعية بالاشتراك مع مختلف المؤسسات الأكاديمية والثقافية في لبنان والخارج. وفي تعليق له عن هذا الحدث، قال مدير برنامج أنيس الـمقدسي للآداب الدكتور نادر البزري "تأتي فكرة دعوة البروفسور دكاش كذلك بعد الاحتفالات بالذكرى ال 150 للجامعة الأميركية في بيروت، والذكرى 140 لجامعة القديس يوسف. الجامعتان تاريخيتان رائدتان في المشرق والمنطقة، وانضواؤهما في تحالف أكاديمي افتراضي في بيروت هو في حد ذاته مناسبة ملهمة للتفكير في ما مجموعه 290 عاماً من التجارب البارزة في التعليم العالي، ومن التفكير في آفاق مستقبل يتجلّى في ميراثهما النيّر."

أما الدكتور خوري فشدد في كلمة ترحيب عرف فيها عن المحاضر، على أنه بالنسبة له وللجامعة الأميركية في بيروت، "عمل الأب دكاش كشريك حيوي في عملية تقييم وتسخير وتحسين البرامج التعليمية في لبنان، والتي ربما يوما ما قريبا ولأول مرة منذ أجيال، فإن شباب الأجيال القليلة القادمة الموهوب والواعي والمتنوع، سوف يكون قادر على الأقل أن ينظر في إمكانية عدم الهجرة، ولكن أن يعيش حياة كاملة في المجتمع هنا في لبنان وفي العالم العربي، حيث مستقبله قد يكون أكثر تشاركية وأكثر ضمانا." وأضاف، "لقد كان حقا نموذجا للتعاون يحتذى به، ومع قيادته نحن نبني علاقات متينة سنعلنها بشكل أكثر رسميا في كانون الثاني، بين الجامعتين ولكن في نهاية المطاف سوف تأتي لتشمل ما هو للأسف عدد محدود من مؤسسات التعليم العالي ذات النوعية الحقيقية حتى نتمكن من المساعدة بإرشاد خيارات الأجيال القادمة بطريقة شفافة." ثم قال "أظن أن الدكتور أنيس المقدسي العظيم، أحد العلماء البارزين في تاريخ هذه المؤسسة، سيكون سعيدا جدا لرؤية محاضرة الأب دكاش. لبنان، في اعتقادي سوف يمضي قدما في هذه الظروف الصعبة، فقط بقدر ما ستمضي قدما الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف، وبقدر ما تستمر صلاتنا العميقة، وبالتالي الفرص الثقافية لشعوب هذا الجزء من العالم."

ثم بدأ دكاش بإلقاء محاضرته بعنوان "الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية في بيروت، العمق التاريخي لرسالتيهما التربويّة وآفاق المستقبل". وانطلقت المحاضرة من تأسيس الجامعتَين وشملت خمسة أجزاء: إنشاء المؤسستين كرمز للتعليم العالي (الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1866، وجامعة القديس يوسف في العام 1875). نقاش حول شخصيات نموذجية من كل جامعة (الدكتور كورنيليوس فان دايك من الجامعة الأميركية في بيروت، والكاهن الكلداني اليسوعي الأب لويس شيخو من جامعة القديس يوسف). ودور الجامعتَين في تعزيز اللغة العربية وتخصصاتها. الاحترام والتضامن والتعاون بين الجامعتين خلال الحرب اللبنانية. دور الجامعتَين في النهضة الفكرية في المنطقة، وربط الشرق مع الغرب وتثبيت القومية العربية؛ وأخيرا، مناقشة التحديات الحالية والمقبلة التي تواجه التعليم العالي والمنطقة: ترسيخ المواطنة؛ والحفاظ على العلوم الإنسانية، والتراث، واللغة العربية؛ والالتزام بالتعليم الجيد؛ وتفعيل نتائج البحوث في مجال التنمية البشرية.

وتحدث دكاش عن التطور والتوسع بالتوازي بين المؤسستين في المعاهد وتفاعلاتها مع الالتقاء على مساريهما ومواصلة التعاون لصالح المؤسستَين ولبنان والمنطقة. وتحدّث عن الأخلاقيات المشتركة بين الجامعتين، مثل التميز والإنسانية والحوار والاحترام والحفاظ على التراث والتنوع والخدمة وحرية الفكر والتعليم الليبرالي، وقال أن العلاقة بين المؤسّستين على مر السنين تميّزت بالحوار والاحترام والتماثل، وليس المنافسة. واضاف ان المهمة المشتركة لكلتا المؤسستين كانت دائما التنمية بشرية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية لمجتمعاتنا. وقال أنه قد قدّمت الجامعتان مساهمات كبيرة في مختلف المجالات منذ إنشائهما وعلى الرغم من التحديات المحلية والوطنية والإقليمية. وأضاف أنه تترتّب مسؤولية كبيرة على جامعاتنا وعلى نظام التعليم العالي ككل لاستكمال وتجديد ما أنجزته الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف على مر السنين في لبنان والعالم العربي.

والأب البروفسور دكاش هو الرئيس السادس والعشرون لجامعة القديس يوسف منذ أول آب 2012، وهو يحمل الدكتوراه في الفلسفة والدكتوراه في العلوم التربوية، والماجستير في اللاهوت والفلسفة. وهو باحث بارز، وهو مؤلف ومترجم لعدة كتب ومنشورات، بالإضافة إلى المئات من المقالات المكتوبة باللغة العربية والفرنسية والإيطالية والإنكليزية في مجالات التربية والروحانية السريانية والفلسفة الأخلاقية والسياسية للحياة الكنسية في الشرق الأوسط، والدراسات الإسلامية، وتلاقي الثقافات، والحوار بين الأديان. ودكاش هو رئيس تجمع الصداقة اللبناني للحوار المسيحي – الاسلامي وعضو في المجلس التنفيذي للاتحاد العالمي للجامعات، وهو نائب رئيس مجلس المدراء ونائب الرئيس للوكالة الجامعية للفرانكوفونية للعام 2017.
 

  • شارك الخبر