hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

غطاس خوري: لبنان لؤلؤة الشرق الأوسط في التعدد الثقافي

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 14:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، بالتعاون مع اللجنة الدانماركية لليونسكو وشبكة المدارس المنتسبة الدانماركية، في فندق "الريفييرا"، ورشة عمل حول "دور التراث الثقافي المادي وغير المادي في تعزيز الحوار ما بين الثقافات والتنمية المستدامة"، برعاية وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري وحضوره ومشاركة 40 مديرا واستاذا من مدارس لبنانية ودانماركية.

وتأتي الورشة في اطار الشراكة القائمة منذ العام 2005 بين المدارس المنتسبة لليونسكو في الدانمارك ولبنان، والتي شملت 9 مدارس من الدانمارك و9 مدارس من لبنان وشهدت تنظيم انشطة ومشاريع مشتركة حول مواضيع التراث الثقافي المادي وغير المادي في كلا البلدين.

وتهدف الورشة الى "تعزيز التعاون بين المدارس الدنماركية واللبنانية والعمل على تخطيط مشاريع مستقبلية تتضمن محاور التراث الثقافي والمواطنة العالمية والتنمية المستدامة".

جبور
والقت الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونسكو البروفسورة زهيدة درويش جبور كلمة، اعتبرت فيها ان "ثروة لبنان هي في انفتاح ابنائه على الثقافات الأخرى وقدرتهم على التفاعل مع غيرهم من الشعوب، يوحدهم الإنتماء الى تراث انساني جامع، وتوق دائم الى تحقيق السلام والإستقرار في عالم يبدو متفجرا ومأزوما".

واعتبرت ان "كلمة تراث تختزن معان عميقة تخاطب الذاكرة والوجدان والوعي الجماعي، كما ان التراث ليس بالضرورة ما يقبع جامدا في الماضي البعيد، بل ان في بعض التراث شعلة لا تنطفىء وومضة من حياة تجعله قابلا للتجدد، وهذا التراث هو بالضبط ما توليه الأونيسكو الإهتمام وتسعى الى صونه والمحافظة عليه من خلال الإتفاقية التي تم توقيعها في العام2003 حول حماية التراث لاثقافي اللامادي. وهذه الإتفاقية لم تأت من باب الصدفة انما هي على صلة بما تشكله العولمة من خطر يهدد التنوع الثقافي في العالم والخصوصية الثقافية للشعوب. ولا حاجة هنا للتذكير بأن المحافظة على التراث تسهم في تأصيل الإنتماء الى الهوية الوطنية وصولا الى بناء المواطنة العالمية".

كريدي
اما مدير قطاع الثقافة في المكتب الإقليمي لليونسكو المهندس جو كريدي، فاعتبر ان "منظمة الأونيسكو عملت منذ تأسيسها على تنمية الحوار بين الثقافات الذي هو العنصر الأساسي في بناء ثقافة السلام. فنشر السلام والتماسك الإجتماعي من خلال الإرث التربوي هو احد اهم مبادرات الأونيسكو التي تركز على الأستفادة من التراث الثقافي كقوة متكاملة في المجتمع. وتهدف هذه المبادرة الى التعرف على التراث الحي في العالم وتطوير مفهوم السلام والتماسك الإجتماعي، وهذا كله يتم عن طريق تنمية معرفة المعلمين بالأرث الثقافي للجماعات وتأمين الوسائل لهم التي تمكنهم من نقل هذه المعارف الى طلابهم".

دمغارد
وكانت كلمة لمنسق الشبكة الدنماركية للمدارس المنتسبة حول التراث ومدير مدرسة يولزمايدي كارتسن دمغارد، شكر فيها "كل من نظم هذه الندوة"، واعلن ان "التعاون بين المدارس اللبنانية والدانماركية عمره 12 سنة، وانا هنا لمتابعة تطور هذا التعاون واهنىء المدارس على العمل الممتاز الذي قامت به وهي طورت تعاونا نوعيا ونموذجيا في ادماج مادة التراث في المناهج ولعب ادوار في احلال السلام وحل النزاعات".

الوزير الخوري
والقى الوزير غطاس الخوري كلمة، اعلن فيها ان "لبنان يعاني من استضافة أعداد كبيرة من النازحين السوريين على ارضه، لكنه محظوظ بأنه يستفيد من زيادة التفاعل مع الإغتراب اللبناني المنطلق عالميا والذي يعمل على التواصل مع وطنه الأم والإلتزام بقضاياه". ورأى ان "لبنان من خلال التزامه واستثماره في الحوار ما بين الثقافات، يعتبر حقا لؤلؤة الشرق الأوسط في التعدد الثقافي".

وللاطلاع على الأرث الثقافي اللبناني الفريد، شجع الوزير الخوري على "زيارة المدن والبلدات اللبنانية من الشمال الى الجنوب، ومن الساحل الى قمم الجبال والبقاع"، معتبرا انها "كلها غنية بالتراث، من المنازل القديمة الى الأديرة والمصانع والكنائس والجوامع. فجبالنا وودياننا كلها شاهدة على توالي الحضارات المختلفة على ارضنا. وهذه الحضارات لم تؤثر فقط على ارثنا المادي الذي يتمثل بالهندسة المعمارية، انما على ارثنا اللامادي المتمثل بالأعمال الفنية والحرفية. ونحن في الوزارة ملتزمون حماية تراثنا والمحافظة عليه. ولهذا تعمل وزارة الثقافة مع المعنيين من بلديات ومدارس ومراكز ثقافية للأستثمار في هذا الأرث. وإن تراثنا يشكل أيضا وسيلة قيمة لتوفير سبل العيش والحفاظ عليها وخلق فرص لزيادة دخل مختلف أعضاء المجتمع المحلي".

وتوجه الخوري الى المعلمين، معتبرا ان مهمتهم حيوية، وقال: "نحن نعتمد عليهم لحمل الشباب اللبناني على الإهتمام بتراث لبنان وبالعادات اللبنانية وعلى تربية اجيال فخورة بتراثها، ومنفتحة على الثقافات الأخرى، جيل ملتزم ومنفتح على الأخرين. لقد نظمت وزارة الثقافة في الأشهر الماضية ورشة عمل عرضت فيها استراتيجيتها للسنوات الخمس المقبلة".

اضاف:"لقد احتفلنا الأسبوع الماضي بيوم السلام في 21 ايلول، وتذكرنا ما علمنا اياه تاريخ لبنان، بان السلام لا يحل الا اذا تقبلت المجموعات المتنوعة وتفهمت بعضها البعض. ومن خلال نشر الحوار بين الثقافات والإستثمار في التربية على الثقافة نسهم في اغناء تراثنا حماية السلام للأجيال المقبل".

  • شارك الخبر