hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

الجسر كرم متفوقي طرابلس في الامتحانات الرسمية

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 19:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 كرم النائب سمير الجسر الطلاب المتفوقين في امتحانات الشهادة الرسمية بحفل في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، حضره رئيس الغرفة توفيق دبوسي، رئيسة منطقة الشمال التربوية نهلا حاماتي، منسق عام طرابلس في تيار "المستقبل" ناصر عدرة وعضو المكتب السياسي في التيار الدكتورة ربى دالاتي ومدراء مدارس.


النشيد الوطني، فكلمة ترحيب لنبيلة بابتي لفتت فيها إلى "كثرة الرموز التي ساهمت في تأسيس الحضارة العربية وإلى أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو من سعى إلى تطوير لبنان عبر تعليم الطلاب والعمل على بناء الأجيال"، مشددة على أن "المدرسة الرسمية لا تزال بخير".


من جهته، تحدث دبوسي عن دور التعليم والمدراء والهيئات التعليمية. ولفت إلى "مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية التي تبناها بشغف الرئيس سعد الحريري لأنه يحب طرابلس ويريد لها الخير"، مؤكدا حاجتها "للطلاب المتفوقين ولكل مساهمة لدعم وجهتها".

وقال: "بكم طلابنا نبني مدينة ومدنا مميزة، فأنتم مستقبل لبنان والشكر لاهاليكم وللهيئات التعليمية التي عملت على تطوير قدراتكم وتعليمهم. اننا مؤمنون بكم وبطرابلس وإنسانها ومرافقها وبأنها قادرة أن تكون عاصمة اقتصادية ورافعة للاقتصاد الوطني".


أما الجسر فأبدى سروره ب"الإحتفاء بالأبناء المتفوقين من حملة البكالوريا من تلامذة الثانويات الرسمية في طرابلس"، مشيدا بمبادرة غرفة طرابلس والشمال "احتضان ظواهر النجاح ولا سيما بين الشباب".

وقال: "التكريم اليوم، هو تعبير عن أصالة وقيم المدينة، وتأكيد على حيوية أهلها وتمسكهم بالعلم وأهله، وبيان على أنهم يعرفون بأن العلم الذي كان في أصل شهرة مدينتهم وتقدمها هو قادر وحده على إعادة دورها في المسار العلمي الذي هو في أصل كل تنمية وإزدهار وتقدم. ومن ناحية أخرى، فإن التكريم هو أيضا للتأكيد على أن كل مواقع التفوق سواء كان في العلم أو الإقتصاد أو الإجتماع وحتى العمل الخيري وكل ما ينفع الناس هو محط تقدير من أهل طرابلس".

أضاف: "التفوق في الحقيقة هو الإعتقاد بأنك أفضل من الآخرين، وهذا الإعتقاد حتى يكون صحيحا يجب أن يستند الى مقاييس. ففي مجال التحصيل العلمي وفي مرحلتي التعليم الثانوي والأساسي، المقياس هو النتيجة المقدرة بالعلامات. والأهم عندي من هذا التعريف، هو العلم بأسباب التفوق الذي له أركان منها ما هو متعلق بشخص التلميذ وجده ومنها ما هو متعلق برعاية الأهل ومنها ما هو مرتبط بالمدرسة الحاضنة التي ترعى المسيرة العلمية للتلميذ".

وتابع: "أما ما يتعلق بشخص التلميذ فإن كان صحيحا أن هناك من التلاميذ من خصهم الله بمواهب إستثنائية من قدرة على الحفظ أو التحليل أو الإستنباط أو القياس، الا أن ذلك لا ينفع وحده إذا لم ترافقه جدية عنوانها المثابرة والإتقان. وحتى المواهب تستلحق، واليوم هناك الكثير من التقنيات في مجالات الحفظ أو التحليل أو القياس أو الإستنباط والتعلم تعوض ما فات بعض الناس من الفطرة، فالإتقان الذي يقوم على المثابرة والإخلاص هو طريق النجاح وهو الذي يقودنا الى رضى الرحمن وحبه، الإتقان الذي هو في أصل كل توفيق، والحديث الشريف واضح "أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".

وأردف: "أما رعاية الأهل من تربية صالحة ومحبة وتشجيع فهي التربية الصالحة اللازمة لكل غرس طيب، وليس صحيحا أنها لا تكون الا بأهل حصلوا على مستوى تعليمي عال، بل أن الرعاية هي حاصل ما يبذله الأهل مهما كان تحصيلهم العلمي من عرق وسهر يكللونه بالحب لأبنائهم ويتوجونه بالدعاء لهم وبما يوفرونه لهم من تربية حسنة قائمة على القدوة الحسنة. أما ما هو مرتبط بالمدرسة الحاضنة فإنه ينقسم بين إدارة ناجحة تهيىء لأسباب النجاح وبين أساتذة يبذلون بإخلاص وينمون لدى التلاميذ روح الجدية ويساعدونهم على بناء الشخصية المتوازنة ويحثونهم على المبادرة والإعتماد على النفس".

وتوجه الى المكرمين بالقول: "إن كلامي عن أسباب التفوق ليس رغبة في الغوص في النظريات بل تنبيه وتذكرة لكم خاصة وإنكم تقفون على مفترق جديد سيحكم مستقبل حياتكم. إننا نعيش في عالم هائل من المنافسة، البقاء فيه واليد العليا فيه للمتفوقين والناجحين. وأنتم بعد هذه التجربة يجب أن تكونوا أكثر ثقة بالله وبأنفسكم وتعلمون أنكم دائما قادرون على خوض كل المعتركات وأنكم قادرون على قهر كل الصعاب وأنكم قادرون على التفوق".

أضاف: "إننا نعيش زمن تحديات كبرى ارتفعت فيها مناسيب العلم وتدهورت فيها القيم، وحتى لا نزوغ في ما يصلح من القيم ردوا الأمر كله الى الله. فما ترونه يرضي الله هو ما يصلح لنا وللبشرية وما يغضب الله عز وجل هو وبال علينا وعلى البشرية. إن الله سبحانه وتعالى أمر الإنسان بعمارة الأرض وهذا لا يكون من دون علم، والعلم لا يأتي بالخير الا إذا كان في سبيل الله. إن ضعفنا وهواننا سببه عدم الأخذ بأسباب القوة، وأول أسباب القوة في مقاييس العصر هو العلم والإقتصاد، يبذل في خدمة الإنسان وعمارة الأرض و رضى الرحمن".

وتابع: "أيها الأبناء، إن مدينتكم في حاجة الى علمكم وجهدكم وإخلاصكم وعسى أن تبذلوا في المستقبل بعضا من علمكم وتفوقكم لخدمتها. إن وطنكم في حاجة الى علمكم وجهدكم وإخلاصكم، أنتم وكل المتفوقين من امثالكم، فعسى ألا تبخلوا عليه بشيء من ذلك وحب الاوطان من الايمان. إن لأهلكم عليكم حقا فأكرموا من رعاكم ورباكم، واعملوا على متابعة مسيرة المحبة التي احاطوكم بها، وانقلوها لأولادكم من بعدكم وانشروها بين الناس. إن لأساتذتكم عليكم حقا فلا تنسوهم وأحسنوا اكرامهم، فهم الآباء الذين لم ينجبوكم وهم الامهات اللاتي لم يلدنكم، فأبقوا على خيط الود معهم قائما ولا تنسوا الفضل أبدا. إن لمدارسكم عليكم حقا، فأوفوا لها، واذا ما أصابكم قسط من نجاح او ثراء وحيثما كنتم فاسعوا في دعمها".

وختم: "إن شهادة التقدير التي سأسلمكم اياها لا تفيكم حقكم في التقدير، كما أن المكافأة المالية التي أقدمها لكل منكم والتي توازي قيمة التسجيل لعام في الجامعة اللبنانية ما هي إلا هدية رمزية أردت بها التعبير عن فرحتنا بكم والتأكيد لكم على أنكم موضع تقدير من أهل المدينة".

وفي الختام، وزع الجسر شهادات تقدير على الطلاب بمشاركة دبوسي وحاماتي. ثم أقيم حفل كوكتيل. 

  • شارك الخبر