hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

أهالي الكورة في وقفة احتجاجية مقابل مصانع إسمنت شكا

السبت ١٥ آب ٢٠١٧ - 20:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نفذ أهالي الكورة وقفة احتجاجية مقابل مقالع مصانع إسمنت شكا "استنكارا لاعتداءات هذه المصانع ومقالعها على البيئة والحياة في الكورة وجوارها".

وقد شارك في الوقفة ناشطون بيئيون وفاعليات كورانية ومسؤولو احزاب ورؤساء بلديات ومخاتير، وقد وقعوا عريضة موجهة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوه فيها الى "تحمل مسؤوليته التاريخية والوطنية بإيقاف الدمار البيئي والصحي والاقتصادي الذي تسببه مصانع إسمنت شكا".

كما كانت مداخلات لعدد من أهالي المنطقة عبروا خلالها عن "الغضب الكبير تجاه ما تقوم به مصانع إسمنت شكا من ارتكابات وجرائم بحق المنطقة"، ولعدد كبير من السيدات اللواتي عبرن عن معاناتهن مما وصل إليه الوضع من "تدهور خطير". وقد رفعت يافطات طالبت ب"إقفال مصانع ومقالع إسمنت شكا ومحاكمة أصحابها والقيمين عليها بموجب قانون جرائم الحرب والمادة 64 من قانون البيئة اللبناني"، وب"رحيل أبالسة الإرهاب البيئي من أجل عودة اخضرار الكورة ولبنان"، معتبرة أن "مصانع إسمنت شكا ومقالعها وصمة عار على جبين لبنان الأخضر".

وقد أصدر المشاركون بيانا موجها إلى رئيس الجمهورية جاء فيه: "سيادة العماد ميشال عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، ندعوكم لتحمل مسؤولياتكم التاريخية لإيقاف الدمار البيئي والصحي والاقتصادي الذي سببته مصانع إسمنت شكا ومقالعها. نطالبكم بوضع يدكم على هذا الملف لسببين، الأول أننا أمام جريمة إبادة للحياة وتدمير للطبيعة لم تحدث في مكان آخر من العالم؛ والثاني إنه كلما زار أحد المسؤولين المعنيين هذه المصانع، نفاجأ بعدها بزيادة الهجوم الوحشي الجهنمي للجرافات على جبال الكورة، ونفاجأ بتطور أساليب الحرب الممنهجة التي تشنها مصانع إسمنت شكا على الشعب اللبناني وعلى اخضرار لبنان تحت شعار قتل من تبقى من الشعب اللبناني في الكورة للإستيلاء على ما تبقى من ترابها.

فخامة الرئيس، شهداء مجزرة السرطان في الكورة يتطلعون من عليائهم سائلين متى ستتوقف هذه المجزرة ومن سيوقفها؟ إننا نأمل أن تكون أنت أحد المساهمين في حماية الحياة في الكورة وأحد المحافظين على من تبقى من أهلها وترابها.

فخامة الرئيس، ندعوك لزيارة أهلك في الكورة المنكوبة، المسلوبة، المحتلة من قبل مصانع إسمنت شكا، هنا حيث كان مشرق شمس الاخضرار وحيث كانت تزهو الحياة فأصبح يعشش الجحيم والألم في كل دار وزاوية، بقدر ما يعشش الإرهاب البيئي الجهنمي في كل مقلع ومصنع وفي عقول أبالسة الإرهاب البيئي قتلة الحياة، عبدة المال الممزوج بدماء شعبنا.

إننا نرد على من يقول بأن مصانع الإسمنت لا تسبب مرض السرطان بأن الطريقة التي تعمل بها مصانع إسمنت شكا هي مسبب أساسي وناشر رئيسي للسرطان، ليس فقط في الكورة، بل في جميع المناطق اللبنانية. أليس إحراق الفحم البترولي (البتروكوك) المشبع بالكبريت بين البيوت السكنية وفوق المياه الجوفية جريمة العصر السرطانية الموصوفة؟ أليس نشر المعادن الثقيلة كالكروم والنيكل والكادميوم بكميات مخيفة في الهواء والتربة مسببا خطيرا للسرطان؟ أليس وضع رماد الفحم البترولي وغبار أتربة الإسمنت مع ما تحتويه من معادن ثقيلة داخل الإسمنت، مسببا أساسيا للسرطان لأهل القرى المجاورة ولكل من يستعمل هذا الإسمنت؟ إن مصانع إسمنت شكا، بالطريقة التي تعمل بها، هي سرطان يطير في الهواء والماء والتربة، وداخل الإسمنت الذي تبنى به البيوت مقابر لساكنيها.

إن شركات موت شكا والكورة هي نبع السرطان والفساد والإرهاب البيئي ولن نقبل أن تبقى بين بيوتنا، وإن جرائم الحرب المتعددة التي ارتكبتها وترتكبها هذه الشركات تحتم إقفالها ومحاكمة أصحابها والقيمين عليها بموجب قانون جرائم الحرب وبموجب القانون 64 من قانون البيئة اللبناني: الأشغال الشاقة والإعدام. الذين يموتون بالسرطان وأمراض القلب والأمراض الصدرية في الكورة هم مواطنون لبنانيون وليسوا من كوكب آخر. الجبال التي تقتلع هي جبال وطنية لبنانية. ملايين أشجار الزيتون والسنديان التي اقتلعتها مصانع إسمنت شكا هي في لبنان الأخضر وليست في مجاهل أفريقيا. تراب الكورة التي استولت عليه هذه الشركات، والذي كان ينتج الزيت والتين والاخضرار والأوكسجين والحياة وأصبح ينتج السرطان والتلوث البيئي الرهيب، هو تراب لبناني وليس ترابا أجنبيا. الغازات السامة التي أطلقتها مصانع الموت هذه والتي تتعدى المليار طن تنشقها الشعب اللبناني في الكورة ولم يتنشقها سواه. ملايين أطنان أتربة النفايات السامة التي دفنت في مقالع هذه الشركات فوق المياه الجوفية اللبنانية وبين البساتين والقرى والينابيع، مع ما تحتويه من معادن ثقيلة، دفنت في أرض لبنانية وستسبب لساكنيها الفناء الشامل. فإلى متى تستمر جرائم مصانع إسمنت شكا في التزايد الوحشي؟ ما ترون أمامكم من مقالع هو قطعة من جهنم وليس لبنان الأخضر الذي يتغنى به البعض، والذي يصوره بعض أصحاب الشركات للوزراء الذين يزورونهم بأنهم قد زرعوه أحزمة خضراء ومحميات طبيعية، فهل ينبت شجر ومحميات طبيعية في جهنم؟ ردا على ما يقول هؤلاء نقول: ما ترون أمامكم هو محميات العار، محميات الرشوة، محميات الفساد ورأس حربة تدمير لبنان الأخضر وتحويله إلى لبنان الصحراء الجهنمية. يشارك في هذا التدمير بعض أقزام السياسة الذين يرتشون من هذه الشركات ويتقاسمون معها الأرباح الفاحشة التي تجنيها على حساب الحياة والبيئة في الكورة.

فخامة الرئيس، علمنا أنهم أخبروك بأن شركة الترابة الوطنية قد قامت بتركيب فيلتر للحد من التلوث والانبعاثات، وقد أقامت حفلا إستعراضيا لذلك. أما نحن، فكنا نعلم السبب والنتيجة سلفا. السبب هو التسويق لمشروع زيادة الاستثمار لإنشاء أبنية ومصانع وأفران جديدة، ومقدمة لمزيد من زيادة الانتاج لهذه الشركات واعتدائها على جبالنا وبيئتنا وحياتنا. والنتيجة هي أن هذا الفيلتر كسابقه كلمة حق يراد بها باطل. لم تنقض أيام ولم يجف حبر الدعايات، ولم تصرف قيمة الهدايا بعد، حتى انطلق الغبار والدخان والغازات من مداخن هذه الشركات في الأيام الماضية بشكل لم يسبق له مثيل قبل تركيب هذا الفيلتر.

أما بالنسبة لشركة هولسيم لافارج التي أجبر رئيسها التنفيذي إريك أولسن على الاستقالة في الخامس عشر من تموز الفائت بعد أن افتضح أمر تمويل مصنع هذه الشركة في حلب لتنظيم داعش وسائر التنظيمات المسلحة، فإننا نطالب القضاء اللبناني بإقفال مصانعها ومقالعها في الهري وشكا وكفرحزير، وإصدار أشد العقوبات التي تتناسب مع الجريمة الوطنية التي شعارها القضاء على معالم التراث الحضاري والثقافي ومحاولة محو الذاكرة الإنسانية في الكورة. اليوم ندعو جميع أعضاء مجلس إدارة شركة لافارج هولسيم السويسرية إلى الاستقالة بعد افتضاح أمر الاعتداء الخطير الذي قامت به عن سابق تصور وتصميم على جزء هام من حرش كفرحزير. وقد نظمت وزارة الزراعة محضر ضبط بالشركة المذكورة بكسر خمسين ألف متر من الأراضي الحرجية وهذا المحضر هو الأكبر بتاريخ المخالفات والاعتداءات البيئية والحرجية والزراعية في تاريخ لبنان. ماذا سيكون موقف السلطات في فرنسا وسويسرا حيث يوجد مجلس إدارة هذه الشركة لو حدث هذا الاعتداء على أهم غابة هناك؟ ماذا سيكون موقفهم لو تم إحراق الفحم البترولي (بتروكوك) المشبع بالكبريت بين البيوت السكنية وفوق المياه الجوفية؟
إنها جرائم حرب تلك التي ارتكبتها هذه الشركات بالجملة في غفلة من الزمن وفي تغافل من بعض الوزارات المعنية وبعض السياسيين وبعض المرجعيات الدينية وبعض الأحزاب وبعض الجمعيات والبلديات الذين أغروهم وأسكتوهم ببعض المقاولات والمحاصصات والرشاوى.

وأنتم يا عملاء مصانع الموت، موت الشعور، موت الإحساس، موت الأخلاق، فليس هناك في العالم من هو مثلكم. أنتم شركاء في قتل أهل الكورة وتدمير اخضرارها. كل دولار تتقاضونه من هذه الشركات على شكل هبات أو مساعدات أو مقاولات يقابله شهيد بالسرطان وجبل يقتلع، فتنبهوا جيدا إلى مواقفكم. لقد طلبنا من النيابة العامة أن يبرز أصحاب مصانع إسمنت شكا التراخيص التي يزيلون بموجبها جبالنا ويشوهون اخضرار كورتنا، وإلى الآن لم تقدم أي تراخيص ما يؤكد عدم وجودها، وما يؤكد أنها تعمل بقانون الرشوة والفساد. كل المخالفات البيئية والممارسات غير الشرعية تحدث داخل هذه المقالع وصولا إلى الاعتداء على أراضي الزيتون التي يرفض أصحابها بيعها لهم ومحاولة الاستيلاء عليها بطرق احتيالية غير شرعية. أصحاب هذه الأراضي في بدبهون لا يريدون بيعها لكم، فتوقفوا عن استعمال الطرق الاحتيالية للإستيلاء على أرض الناس.

إننا نضع فخامة رئيس الجمهورية أمام مسؤولياته الوطنية بإلزام هذه الشركات بخفض سعر طن الإسمنت إلى 40$. إن استيراد الإسمنت الخالي من المواد الملوثة المنتج بالغاز الطبيعي قد أصبح أمرا ضروريا لاسيما أن سعره لا يتعدى 40$. المطلوب خفض الرسوم الموضوعة على استيراد الإسمنت لحماية مافيا الإسمنت وإلزام هذه المافيا بإرجاع أموال الشعب اللبناني التي سلبتها بعد بيعها طن الإسمنت بأضعاف سعره العالمي وبعشرة أضعاف كلفته من أجل أن توزع الرشاوى على شركائها في الجريمة.

إننا هنا اليوم لنثبت أننا سنسقط المشاريع والأحلام التوسعية الاستعمارية لمصانع الموت. سنسقط مخططاتها في زيادة الاستثمار وفي بناء أبنية تصل إلى 5% من 116 ألف متر. إننا هنا لنسقط خططها الجهنمية في إنشاء أفران جديدة وفي زيادة إنتاجها القاتل للحياة، وفي إنشاء أحزمة نقل جديدة هي أحزمة ناسفة للحياة والطبيعة في الكورة وجوارها. نحن هنا لنسقط مشاريعها الإستعمارية في تغيير تصنيف الأراضي من أراض زراعية إلى أراضي مقالع. نحن هنا لنعلن للعالم المتقدم أن مجرمي حرب الدمار البيئي والصحي الشامل سيعاقبون بعقوبات تتناسب مع جرائمهم التي لم تحدث في مكان آخر من العالم. لقد حولتم الكورة الخضراء، عاصمة الاخضرار، إلى عاصمة للدمار البيئي في لبنان. سنحولها قريبا إلى عاصمة للانتصار على الدمار البيئي في لبنان والعالم. إفتحوا عيونكم وآذانكم جيدا يا أبالسة الإرهاب البيئي حينما تبدأ المواجهة المباشرة لن تتحملوا البقاء هنا لدقيقة واحدة. نحن اليوم نقوم بتحركات تحذيرية ولكن المستقبل آت ولن نسمح ببقائكم بين بيوتنا. وإن ترددت الجهات المعنية بإزالة هذه البؤرة السرطانية، فإن نساء شهداء مجزرة السرطان في الكورة وأطفالهم سيزيلونها بأيديهم".

  • شارك الخبر