أقيم في مقر قيادة القطاع الغربي ل"اليونيفيل" لقاء روحي بين المرجعيات الدينية المسيحية والإسلامية بدعوة من قائد القطاع الجنرال فرنشيسكو اوللا والوحدة الايطالية، لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، وذلك في مقرها في شمع جنوب صور.
وحضر مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، رئيس أساقفة صور للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج، متربوليت صور وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميشال أبرص، ممثل متروبوليت صور ومرجعيون للروم الارثوذكس المطران الياس الكفوري، الأب نقولا باصيلا، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال ممثلا بالشيخ عصام كساب، وقادة الكتائب الدولية في القطاع الغربي.

بدأ الاحتفال بآيات من القرآن للمقرىء عباس عبد الحسين، ثم قال الأب الرائد سلفاتوري لاذارا إن اللقاء "مثال لمسيرة السلام والعيش المشترك. وان احتفال جنود اليونيفيل بصحبة المرجعيات الدينية بعيد انتقال السيدة العذراء مريم يوحد المسيحيين والمسلمين، ويشارك فيه أهم المرجعيات الدينية المسيحية والاسلامية في جنوب لبنان".

ثم تحدث المفتي عبد الله: "تطل علينا ذكرى السيدة مريم عليها السلام لتأخذ بأيدينا الى عدد من الموضوعات التي جعلتها محل تقدير واحترام للعناية الهية من جهة والسلوك الانساني من جهة أخرى. تتلخص العناية الالهية منذ اللحظة الاولى عندما نذرتها امها لتكون خادمة في بيت المقدس، وعند ولادتها تبينت أنها انثى، وهذا كان امرا غير مقبول ان تكون الانثى من خدمة بيت المقدس. الله تقبل النذر وكفلها زكريا فكانت تتعبد لله. واثناء اقامتها تكفل الله برزقها دون سواها مما تعجب له زكريا، حتى سالها من أين كل هذا الرزق؟ فأجابته هو من عند الله. وخصها الله بولد من روحه مخالفا الناموس الطبيعي، حين بشرها الملاك بغلام، فتعجبت لذلك، وأخبرها بأنه اصطفاها دون نساء العالمين، وكان بذلك نموذجا بشريا ثانيا بعد آدم".

وأضاف: "اخلاقها مع الناس كانت في غاية اللطف الذي جعلها نموذجا اجتماعيا خاصا بالاحترام ومكنها من نشر القيم الاخلاقية بين الناس. وقد ساهمت مع ابنها في نشر الرسالة السماوية معه وتنقلت من مكان الى آخر لتحقيق هذا الهدف الالهي، بما تملكه من مزايا ايمانية واخلاقية".

أما كساب فقال: "إن السيدة مريم ذكر اسمها في القرآن الكريم مرات عدة"، وقدم شرحا وافيا عن حياتها "هي التي انجبت نبي الله السيد عيسى عليه السلام".

بدوره قال اوللا الذي تسلم قيادة القطاع الغربي في نيسان الماضي: "أن نكون بعيدين عن بيوتنا وأحبائنا ولا نتمكن من احياء تقاليدنا الخاصة، فهذا صعب جدا، لكنه جزء من حياتنا كجنود. ومنذ التزامنا العهد الذي قطعناه عندما كنا شبابا بكل شغف واحساس بالمسؤولية، نجعل هذا الفراق أقل ألما عندما نقضي هذه الأوقات مع المسيحيين، وبشكل أخص ومعبر مع المسلمين المنتمين الى الوحدات الاثنتي العشرة التي تشكل القطاع الغربي، لكننا كرجال حفظ سلام نعمل على تعزيز الحوار من خلال ما يوحدنا، وما هو مشترك بيننا. إن الاحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء فرصة عظيمة بغض النظر عن الديانة التي يعتنقها كل واحد منا، ولذلك قررنا منذ زمن أن نتقاسم المشاعر والجذور الثقافية التي تربطنا بالعذراء مريم".

وأضاف: "الكتيبة الايطالية تلتزم قرار مجلس الامن 1701 في بلاد الارز، وتعمل على التواصل مع السلطات المدنية والدينية المحلية، وتقدم الدعم للاهالي من خلال مشاريع مكتب التعاون المدني العسكري (سيميك). بالاضافة الى ذلك، فإن رجال حفظة السلام الايطاليين يؤدون بشكل مستمر دوريات لمراقبة الخط الازرق، من أجل تعزيز وقف الاعمال العدائية بين لبنان واسرائيل، بالاضافة الى انشطة تنسيق وتخطيط وتدريب ومناورات وعمليات مشتركة مع الجيش اللبناني المنتشر في قطاع جنوب الليطاني".

واختتم الاحتفال بقداس في كنيسة في ساحة قاعدة ميللي، تعبيرا عن الإيمان المشترك بأحد أهم الرموز الدينية المذكورة في الكتابات المقدسة المسيحية والاسلامية، ترأسه الاب لاذارا بمشاركة المطرانين الحاج وابرص والأب باصيلا ممثلا المتروبوليت كفوري. وتم إحياء الذبيحة الإلهية بست لغات مختلفة من الكاهن العسكري. واختتم بزياح حمل خلاله عدد من الجنود والضباط الايطاليين مجسما للسيدة العذراء، وجالوا فيه داخل المقر.