hit counter script

مقالات مختارة - رولا عبدالله - المستقبل

إلى القدس سلام...

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٧ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من غزة الى القدس سلام طفلة فلسطينية، لا تهاب بنادق الاحتلال ولا غطرسة جنود يحاصرونها بالدم والبارود. هكذا ولدت مقاومة، جريئة، شجاعة، وقد بلغها في سنواتها الأولى أن ثمة أوطان محتلة لا تستعاد بغير دماء الحرية، فاختارت أن لا تكون بنتاً عادية، بصوت منخفض، بأحلام وردية، بوردة مغروسة في خصلات شعرها، وإذا بها الصوت الهادر في كوابيس الصهاينة، تصلهم كلماتها من كل حدب وبيت وشهادة.

ليست طفلة، تلك التي وقفت خلف الميكرفون وشاشات التلفزة تفرّد حكاية وطن، معلنة تضامنها مع الأقصى في وجه ممارسات الاحتلال، وقد تناقلت المواقع «خطبتها الصغيرة» والثائرة. هي قضية اسمها فلسطين، مسجدها هناك في الأقصى، ووجهتها القدس الشريف، وفي عروقها تغلي الدماء المحتقنة منذ ما يقارب الـ70 عاماً. عروق تجرّعت القهر والفقدان على الجد والأب والأخ والجنين الذي قنصوه في بطن أمه، وعيون اختبرت حرقة الأمهات الثكالى وكيف أن الأجساد تتلوى ألماً في سكرات الموت الاخيرة، وصرخات شبان لا تزال تصدح في الساحات: «فلسطين لنا والقدس لنا والبيت لنا»..

ثم يأتي من يسأل كيف لتلك الطفلة أن تكون بهذه القوة، بملكة الخطابة تلك، بالايمان والاندفاعة والمواجهة التي لا تعلو بعدها مواجهة، بالتوصيفات وبلغة العيون التي تقدح وعيداً وتهديداً، والجواب بسيط: لقد علموها في المهد أن للشجعان كل العالم الأخضر الذي اسمه وطن، بشعبه، بشرائعه، بمواثيقه، بأحكامه، بما له وما عليه. وعلّموها إن هي خافت ستبقى تصم أذنيها من دوي الموت، وإن أعلنتها ثورة تكون النور الذي لا تحده جدران أوحواجز أو عبارات عازلة من مثل «ممنوع». نور ينطلق مثل الشرارة، أسرع من الصواريخ و القنابل العنقودية وأدوات القتل مجتمعة، ليحط في حدود المسجد الأقصى المتربع على حوالى سدس مساحة القدس القديمة، وبدلاً من صوت الخطيب الممنوع من الدعوة الى الصلاة، وبدلا من المصلين وأبناء المدينة الأصليين، وعوضاً عن الكاميرات التي تحاصر المدينة وآلات كشف المعادن، ولأجل الشهداء الذين يتساقطون جمعة بعد جمعة، ها هو صوت الطفولة يعلو ويخطب فوق كل منع وتصعيد، صوت يوجز الحكاية متوعداً:«نحن الأقوياء، نحن أسود وأنتم فئران، وأنتم لستم إلا دولة احتلال فاسدة فاسقة لا يوجد في قلوبكم أي ذرة من الرحمة، تقتلون الأطفال والنساء وكأنهم يحملون الصواريخ، بالطبع هكذا يا فخاي كان النساء والاطفال يحملون الصواريخ. أنت كاذب. أنت وكل جيشك أنتم كاذبون. وأنتم يا أبناء اليهودية، والله.. والله.. والله سنحرر فلسطين وسنسجد ركعات شكر لله في المسجد الأقصى انشاء الله، سنحرر فلسطين وسنطردكم وندوس على آخر جثة صهيوني لعين بأرجلنا الشريفة».

وإن توعّدت الفتاة، فليدوي صوتها في العالم أجمع، بعد النكبة بأجيال، ذلك أن قضايا الأوطان ولاّدة مقاومين ومقاومات حين يكبرون تكبر القضية في قلوبهم، تصير وطناً قابلا لأن يستعاد في يوم ما، ويزهر زيتوناً وياسمين.

موسى ورحمة إلى الرباط للمشاركة في مؤتمر حول انتهاكات «الأقصى»

وصل الوفد البرلماني المؤلف من النائبين ميشال موسى واميل رحمة للمشاركة في المؤتمر الخامس والعشرين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة لحرمة المسجد الأقصى والإجراءات والاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعقد الوفد على هامش المؤتمر عدداً من الاجتماعات مع بعض الوفود المشاركة، واجتمع أيضاً مع الأمين العام للاتحاد فايز الشوابكة.
رولا عبدالله - المستقبل

  • شارك الخبر