أمضى العميد شامل روكز يومين في عكار وفاءً لأرضها ولأهلها. فقد أجرى حواراً حول "كيفية تفعيل دولة القانون" مساء السبت 22 تموز 2017 بحضور 300 شخص من فعاليات ورؤساء بلديات من مختلف البلدات في عكار بدعوة من الدكتور أنطوان ضاهر رئيس الصالون الثقافي – القبيات، الذي لفت بأنها المرة الأولى التي يحضر هذا العدد الكبير من الفعاليات حواراً في القبيات. بعد تعريف الدولة والقانون، انتقل العميد روكز للحديث عن الواقع اللبناني الذي يعاني من غياب سلطة القانون ودوره كالغطاء الجامع للعلاقات بين الأفراد وشدّد على أن الانقسامات والخلافات بين السياسيين حول ملف النازحين وأزمة الكهرباء والنفايات وسلسلة الرتب والرواتب والخطط الاقتصادية وصولاً إلى قانون الانتخاب والعلاقات الدولية، تحول دون إنشاء دولة القانون في لبنان. وركّز على أهمية مبدأ فصل السلطات وخضوع كل سلطة للقانون لأنها الآلية التي يتفعّل من خلالها القانون.
تحدّث روكز عن نظرته الوطنية المشبّعة بالمبادئ العسكرية التي حملها معه من المؤسسة العسكرية، فأشار إلى أن الحفاظ على القيم الديمقراطية المبنية على التعددية والتنوع وحق الاختلاف دون أية تفرقة طائفية أو طبقية أو مناطقية يجعل من لبنان وطناً نهائياً لكل أبنائه. وانتقل بالحديث أيضاً عن أهمية استقلالية السلطة القضائية عن السياسة للحفاظ على حقوق وكرامة الشعب اللبناني إضافةً إلى ضمانة الاستثمارات وتعزيزها.

وكان قد أمضى العميد روكز نهاراً وطنياً بإمتياز حيث زار صباحاً النصب التذكاري لشهداء مخيم نهر البارد في ساحة منطقة العبدة ووضع أكاليل الزهور مع زوجته السيدة كلودين عون وبحضور ممثل قائد الجيش اللبناني العميد وليد السيد.
ظهراً، التقى العميد روكز بعدد من المتقاعدين من الجيش اللبناني وحشد من أهالي بلدة جبرايل في دارة الدكتور راني موسى، حيث قال روكز أنه لا يشعر بالغربة عند مجيئه إلى عكار لأنها المنطقة التي لم تبخل يوماً بتقديم شبابها للمؤسسة العسكرية وأنه لم يكن ليصل إلى المراكز والمراتب التي وصل إليها وحقق الإنتصارات لولا جميع العسكر في الجيش اللبناني وعلى رأسهم أبناء عكار. وفي سؤال عن موضوع سلسلة الرتب والرواتب وحقوق المتقاعدين، أكّد روكز أن حقوق كل المصابين وأهالي الشهداء ستؤمّن كاملةً والعمل مستمر على تصحيح حقوق المتقاعدين. وأخيراً قدّم الدكتور موسى درعاً تكريمياً للعميد روكز.

في طريقه إلى بزبينا، التقى العميد روكز بأهالي تكريت الذين رحّبوا به بالأرز والزهور على طرقات البلدة. من جهة أخرى، نظّمت هيئة بزبينا في التيار الوطني الحر نشاطاً تحت عنوان "من خيرات أرضنا" بحضور العميد شامل روكز حيث عرض المزارعون منتوجاتهم البلدية أمام مكتب التيار الوطني الحر في بزبينا بحضور عدد من الفعاليات السياسية والدينية ورؤساء بلديات المنطقة. وقد رحّب السيد وسيم الورد منسق هيئة بزبينا في التيار الوطني الحرّ بالعميد لافتاً أن بزبينا التي قدّمت 22 شهيداً من أبنائها فداء لبنان، لن تبخل مستقبلاً بالدفاع عن الأراضي اللبنانية. جاء هذا النشاط دعماً للمزارعين ولتصريف منتوجاتهم الزراعية التي تنافسها البضاعة المستوردة في الأسواق اللبنانية وأشار روكز إلى أنه ينحني أمام وفاء عكار وأبنائها وأنه متضامن مع أهالي أرض الخير بكافة المجالات العسكرية والزراعية والثقافية فهي الأرض التي أكل من خيراتها خلال الفترة التي أمضاها في عكار خلال إحدى مهماته.
ليلاً افتتح العميد روكز مهرجانات بلدية شدرا بحضور رئيس بلدية شدرا السيد سيمون حنا وعدد من الفعاليات في ساحة كنيسة مار الياس بحضور حوالي 800 شخص.
في اليوم الثاني، انطلق مشوار الوفاء بعكار من سهلة القموعة صباح الأحد 23 تموز حيث تجمّع المشاركين الوافدين من كافة المناطق اللبنانية والذين وصل عددهم إلى أكثر من 1500 شخص للمشاركة بالنشاط الرياضي والبيئي برعاية وحضور العميد شامل روكز ومن تنظيم جمعية سباق القمم بالتعاون مع هيئة قضاء عكار في التيار الوطني الحر والمجلس البيئي – القبيات.

وكانت رعاية العميد روكز لهذا النشاط ومشاركته فيه ملفتة ومشجعة لأهالي المنطقة ولجميع المشاركين، فقد شدّد على أهميّة هذا المشوار الذي يشكّل فرصة فريدة من نوعها يلتقي فيها اللبنانيون من كل المناطق فيتعرفون إلى بعضهم وإلى أهالي منطقة عكار وإلى معالم لبنان الطبيعيّة ويمارسون الرياضة ضمن جوّ من الأخوة والمرح ما يفتح قنوات التواصل بين الناس على امتداد الوطن. وأشار روكز إلى أن طبيعة منطقة عكار بالتحديد تعكس وجهاً من أوجه لبنان الطبيعية المهمة عكس ما يظنه معظم الناس بأنها منطقة مهملة. وشدّد روكز على أهمية منطقة عكار بدعمها للمؤسسة العسكرية فهي المورد الأساسي للجيش حيث تقدم خيرة شبابها فداء لبنان، "هذه هي أرض الوفاء" قال روكز. ولم تخلو كلمة العميد روكز من ذكر عسكر الجيش اللبناني الذيت يقاتلون اليوم في جرود عرسال فقال: "قلوبنا وروحنا وضميرنا معكم فحافظوا على لبنان وأوجّه التحية لأهالي عرسال وأتمنى أن ينتهي كابوس الإرهابيين بأسرع وقت ممكن في عرسال وعلى كافة الأراضي اللبنانية بوجود الجيش اللبناني على امتداد الوطن".
سار المشاركين على طول مسار 16 كيلومتر في ربوع طبيعة المنطقة الخلابة انطلاقاً من سهلة القموعة نحو أقدام جبل عروبة مروراً بغابة العذر وصولاً إلى موقع النبي خالد حيث تواجدت أكثر من نقطة مياه طبيعية وعدد كبير من أشجار اللزيب والأرز والشوح والصنوبر.

أخيراً استقبل رؤساء اتحادات بلديات عكار العميد في موقع النبي خالد وقدّموا له درعاً تكريمياً ومن ثم قاموا بزرع شجرتين أرز وشوح باسم العميد شامل روكز رمزاً للصمود والصلابة ووفاءً لأرض عكار.
وما كان هذا النشاط ليتحقق إلا بدعم مجموعة من الاتحادات والشركات والمؤسسات أبرزها الصليب الأحمر اللبناني والجيش اللبناني والقوى الأمنية الذين انتشروا على طول المسلك، واتحادات بلديات عكار والدكتور راني موسى والسيد مروان حايكمن شركة ألفا والسيد مارك طابوريان من شركة صنين وجميع المنسقين والمشرفين على نجاح هذا النشاط.