hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

عودة في جنازة أنطونيوس شدراوي: واجه تجارب عديدة لكنه بقي أمينا لسيده

السبت ١٥ تموز ٢٠١٧ - 20:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقيمت اليوم مراسم جنازة المتروبوليت أنطونيوس شدراوي في كنيسة القديس نيقولاوس في الاشرفية، وألقى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس الياس عودة عظة قال فيها:

"نجتمع اليوم لنرفع الصلاة من أجل راحة نفس أخ لنا في المسيح، سمع نداء الرب ونذر نفسه للرسالة التي اختارها.أخونا المطران انطونيوس إختار الطريق الضيق الذي وحده يقودنا إلى من أحبنا حتى بذل نفسه من أجلنا، ودعانا إلى أن نحب بلا حساب ونعطي بلا حساب، بعيدا عن الحقد والأنانية والمصلحة.
طبعا عديدة هي مصاعب الطريق الضيق ومتنوعة. تتمنى أن تصلي بلا انقطاع فيقمعك العدو الأكبر، الشيطان، روحيا وجسديا. تود أن تكتب عظة فيهاجمك بالتعب عله يمنعك من التبشير. تطمح إلى الإهتمام بأبنائك وتنمية أبرشيتك فيرسل لك من يعرقل المسيرة. تسعى إلى عمل مشيئة الرب فيسعى إلى إغراقك في الإحباط بواسطة أزلامه، وغالبا ما يكونون من أهل البيت المتناسين أنه "حيث يكون الأسقف هناك يجب أن تكون الرعية" "ومن كرم الأسقف كرمه الله" كما قال القديس العظيم في الشهداء إغناطيوس المتوشح بالله في رسالته إلى فيلادلفيا. هذاالقديس العظيم كان ثاني أسقف على انطاكية وقد قدم نفسه ذبيحة من أجل إيمانه بالمسيح وقربانا، أثناء الإضطهاد الذي طاول المسيحيين في بداية القرن الثاني. خبر الرعاية وعانى منها ما عاناه، وقد قال في رسالته إلى أهل رومية: "من كان مع الله ومع يسوع المسيح هو مع الأسقف، لا تضلوا. من اتبع الشقاق لا يرى ملكوت الله، إن الروح القدس يقول لا تفعلوا شيئا بدون الأسقف واحتفظوا بأجسادكم كهياكل لله، أحبوا الوحدة وتجنبوا الشقاقات".

وتابع: "اتبعوا جميعكم الأسقف كاتباع يسوع للآب، والمتقدمين كاتباعكم للرسل، أما الشمامسة فاحترموهم كناموس الرب. لا يفعلن أحد منكم شيئا يتعلق بالكنيسة بدون إرادة الأسقف. سر الشكر هو السر الذي يتممه الأسقف أو من أوكل إليه ذلك، حيث يكون الأسقف هناك يجب أن تكون الرعية كما أنه حيث يكون المسيح هناك تكون الكنيسة الجامعة. بدون الأسقف لا يجوز العماد ولا ولائم المحبة. ما يوافق عليه الأسقف هو المقبول عند الله. وكل ما يفعله يكون شرعيا".
الأسقف يواجه بالحسد تارة وبالنميمة طورا وبغرور البعض ومصالحهم أحيانا، ويرشق بشتى النعوت والأضاليل. لكن من يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء بل يجاهد ليشق الطريق أمامه. هكذا خادم الرب. قد تعترضه الصعاب الكثيرة لكن لجوءه إلى المعزي، الروح القدس الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، ينير دربه وينجيه من كل تجربة. وعندما يصمت يكون عاملا بقول القديس اغناطيوس نفسه: "الأفضل أن نصمت ونكون من أن نتكلم ولا نكون، وجميل أن يعلم الإنسان لكن الأجمل أن يفعل ما يعلمه". أما المعتدون بالكلام أو بالنيات فيقول لهم: "يجب أن تزداد رهبتنا للأسقف كلما رأيناه يزداد صمتا".

وأردف عودة:"أخوناأنطونيوس قد يكون واجه تجارب عديدة، لكنه بقي أمينا لسيده، عاملا بقول يوحناالحبيب: "العالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1 يو 2: 17).
دخل إلى دير البلمند بعمر الثالثة عشرة وسيم شماسا في العشرين من عمره. بعد دراسة اللاهوت في أثينا عاد إلى طرابلس حيث خدم شماسا ثم كاهنا. وعند انتخاب المثلث الرحمة البطريرك ثيودوسيوس بطريركا سنة 1958 انتقل معه إلى دمشق.
سنة 1959 عين رئيسا لدير بكفتين في الكورة ورئيسا للمحكمة الروحية في أبرشية طرابلس وسنة 1962 تم تعيينه وكيلا في أبرشية حوران ثم سنة 1964 وكيلا في أبرشية جبل لبنان ورئيسا للمحكمة الروحية. سنة 1966 تمت رسامته الأسقفية وعين معتمدا بطريركيا للمكسيك وفنزويلا وأميركاالوسطى وجزر الكاريبي التي أصبح أول متروبوليت عليها. هناك عمل بجهد وبنى العديد من الكنائس كان آخرها كاتدرائية القديس بطرس وبولس في مكسيكو وهي من أكبر كنائس القارة الأميركية. كما أنشأ ديرا في مكسيكو وآخر في غواتيمالا.
احتضن المهاجرين الأرثوذكس إلى هناك وأحبهم وخدمهم. حمل هموم أبرشيته حتى آخر أيامه، لكن لبنان بقي في قلبه وكان يزوره باستمرار وقد عمل على الحفاظ على علاقاته اللبنانية وعلى الدفاع عن وطنه حيثما حل.
ككل أسقف، بل ككل إنسان لم يكن ليرضي الجميع. المهم أن يكون قد أرضى ربه وسيده وأن يكون سمع كلام الرب القائل "دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض" (متى 28: 18) وأطاع قوله "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس وعلموهم ما أوصيتكم به" (متى 28: 19) وأن يكون فخورا بما صنع بالوزنات التي سلمت إليه، وأن يقول له الرب الإله "نعما أيها العبد الصالح الأمين، كنت أمينا في القليل فسأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك" (متى 25: 21)".

وختم عودة: "صلاتنا أن يحتضن الرب الإله نفس أخينا أنطونيوس وأن يغدق عليه رحمته ويسكنه مع أبراره، ويعزي قلوب أبناء رعيته وإخوته بالجسد والروح وجميع محبيه آمين".

  • شارك الخبر