hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

الحريري خلال إطلاق رحلة مايكل حداد للقطب الشمالي: أنت إنسان تبث الأمل

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٧ - 18:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تم اليوم في السراي الحكومي اطلاق رحلة مايكل حداد إلى القطب الشمالي تحت عنوان "رحلة القطب الشمالي، رحلة من أجل الإنسانية"، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وحضوره.

وحضر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وزير الاتصالات جمال الجراح، وزير السياحة أواديس كيدانيان، السفير البابوي في لبنان غابرييل كاتشا، النائبان غسان مخيبر وسيمون أبي رميا، نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، راعي الكنيسة الإنجيلية في بيروت القس حبيب بدر، رئيس الجامعة اللبنانية - الأميركية الدكتور جوزف جبرا، رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور رندة حمادة وحشد من الشخصيات الإجتماعية والثقافية والرياضية والمقربين من مايكل حداد والعاملين معه لتنفيذ مشروع رحلته إلى القطب الشمالي، حيث سيعبر مئة كيلومتر في القطب الشمالي لرفع الوعي حيال المشاكل المناخية وتداعياتها الكارثية.

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية للاعلامي ريكاردو كرم، تحدث الدكتور جبرا فأشار إلى أنه "وجد في مايكل حداد مصدر إلهام كبيرا لمختلف العاملين في الجامعة اللبنانية - الأميركية، إذ إنه طلب من كلية الهندسة في الجامعة أن تعطيه جهازا يساعده على التوازن كي يتمكن من السير بسرعة أكبر وسهولة أكبر. وقد استجابت كلية الهندسة بشكل إيجابي، وهي تعمل معه كي تعطيه هذا الجهاز المتطور. كما أن كلية الطب شعرت بالدهشة بعدما شاهدت تصميم وحماسة وفرح مايكل إذ أدركت أن مكونات دماغه فريدة".

أضاف: "كل ذلك أتاح لمايكل أن يسير ويتسلق الجبال من دون أي خوف على الإطلاق. ويتمحور حلمه الجديد على تحدي القطب الشمالي، رغم أن هناك من يعتبر أن هذا المشروع غير واقعي ومجنون، إلا أن مايكل يؤكد ألا شيء جنونيا أو غير واقعي، مضيفا: راقبوني وأنا اقوم بهذا".

وأشار إلى "أن حماسة مايكل وما يتمتع به من روح تحد دفع بالجامعة اللبنانية - الأميركية إلى دعم مشروعه"، مؤكدا أن "حفل الإطلاق في السراي يهدف إلى إعطاء مايكل كل الدعم الذي يحتاج إليه ولمساعدته على تحقيق حلمه" لافتا إلى أن "مشروع الرحلة في القطب الشمالي هو هدية للبنان، ونجاح مشروع مايكل هدية لبنان للعالم".

من جهته، لفت لازاريني إلى أن "رحلة مايكل في القطب الشمالي تظهر إصراره على تحدي المستحيل"، وقال: "إن مسيرة مايكل تؤكد ما يمكن تحقيقه من إنجازات عندما تلتقي الإرادة مع العقول العلمية في العالم".

أضاف: "ما قام به مايكل حتى الآن جمع أشخاصا متعددين في مجالات العلوم، الامر الذي أدى إلى تحقيق القدرة على تخطي الشلل الجسدي، وإن هذا في حد ذاته كاف لكثيرين، إلا أن مايكل يسعى إلى تحقيق المزيد من خلال رفع الوعي إزاء قضية تهم المجتمع الدولي بأكمله، وهي قضية التغير المناخي الذي يشكل التحدي الأكبر، مع توقع تردي الوضع في العالم في السنوات المئة المقبلة".

وسأل: "أي كوكب سنتركه لأطفالنا"؟ وقال: "علينا تحديد ما إذا كان هذا العصر هو عصر ضياع الفرص أم أنه عصر مواجهة التحديات".

أضاف: "مايكل قرر أن يعبر مئة كيلومتر في القطب الشمالي لرفع الوعي حيال المشاكل المناخية وتداعياتها الكارثية، وينوي توجيه الدعوة للقيام بعمل عالمي في هذا الإطار. وسيعمل مايكل عن كثب مع فريق من الخبراء، بحيث ستشكل كل خطوة يخطوها مايكل في القطب الشمالي انعكاسا لهشاشة العالم، فإذا سقط مايكل في المياه الثلجية فإن ضررا كبيرا سيلحق بالجهاز العصبي وسيؤثر على قدرته على الاستمرار، الأمر الذي سيدفعه إلى تذكير متابعي رحلته بأهمية المحافظة على مصير كوكبنا وضرورة عدم تجاهل الإنذارات المناخية".

بدوره، تحدث حداد فشكر "كل الذين قدموا الدعم لمشروع رحلته في القطب الشمالي"، لافتا إلى أن "اتخاذ قرار السير مئة كيلومتر في القطب الشمالي تطلب سنتين"، وقال: "لقد قررنا السير في هذا المكان الخطر في العالم على الثلج والمياه من أجل رفع الوعي في موضوع التغيير المناخي، ولنقول للعالم إن من خلال الإيمان والتصميم يمكن للانسانية أن تنتصر وتنجو من تداعيات التغييرات المناخية".

وأشار إلى أن مشروعه هو "عمل جماعي ضمن فريق علمي تحت مظلة الجامعة اللبنانية - الأميركية من أجل تأمين التدريب والعلاج الفيزيائي والطب في إطار علم الأعصاب، وذلك بهدف القول للعالم إن قوة العقل والدماغ تجعل كل شيء ممكنا".

وختم: "إنني أحمل هويتي إلى العالم، وأتطلع إلى المستقبل رافعا اسم لبنان، فإذا آمنا يمكننا إحداث التغيير".

ونوه حاصباني ب"رعاية الرئيس الشاب سعد الحريري لهذا المشروع، خصوصا أن الرئيس الحريري دعم ويدعم الشباب اللبناني وطموحاته ليس فقط في لبنان، بل على الصعد العالمية"، وقال: "إن مايكل حداد، الذي حقق انجازات على ارض الوطن، ها هما عيناه على إنجازات عالمية عبر السير في القطب الشمالي في رسالة تحمل بعدين: الاول تحدي واقعه الصحي لتكريس حقيقة ان الارادة سلاح لا يعرف التعب، والثاني التوعية على الخطر البيئي وتداعياته المناخية التي ستغير وجه الارض وتهدد مستقبلها إذا ما استمر ارتفاع حرارتها".

أضاف: "إننا نلتقي حول شاب تحدى واقعه، وانتفض على إصابته متسلحا بإرادة فولاذية. شاب حطم بالممارسة مفاهيم البعض الخاطئة عندنا وحول نظرات الشفقة التي قد تطال ذوي الاحتياجات الخاصة الى نظرات تقدير وإعجاب. شاب أثبت أن الشلل لا يحول دون سير صاحب الارادة بأحلامه لتصبح حقيقة. نعم إنها رحلة من أجل الانسانية، لأنها تعطي عبرة للبشرية جمعاء بأن الاصابة بالشلل مش "آخر الدني"، بل "آخر الدني" فقدان الامل والتقوقع في واقع ما وموت الارادة والحلم".

وتابع: "هذه الرحلة هي في آن صرخة من أجل البشرية، فالتبدلات المناخية تتطلب وعيا جماعيا وتضافرا للجهود. نعم، العالم أضحى قرية كونية ليس فقط تكنولوجيا، بل ايضا بيئيا. ومن هنا، فالمشاكل البيئية أصبحت بجزء منها عابرة لحدود الاوطان واختلافات الاتنيات والفوارق بين الطبقات، والحلول تتطلب ليس فقط علاجات آنية وموضعية، بل رؤية استراتيجية لكيفية الحد من التداعيات السلبية للتطور عبر البحث عن بدائل لما يهدد حرارات الارض ويرفع منسوب التلوث".

وأردف: إن لبنان أعطى ويعطي رجالات برعوا في ميادين عدة، وتركوا بصماتهم في المسيرة البشرية. ومايكل حداد برحلته الى القطب الشمالي يجسد طموح الشباب اللبناني وارادته وحبه للحياة، وروح التحدي لديه، التحدي بإيجابية. قوته أولا أنه متصالح مع ذاته، وهو حتما سيكون من هؤلاء الرجالات، لكن حلم مايكل بهذه الرحلة ما كان ليتحقق لولا ايمان كثر به، يرعون هذا الحلم معنويا وماديا، ومنهم الجامعة اللبنانية - الأميركية التي تسعى عبر فرق ابحاثها إلى أن تحول تجربة مايكل الى منفعة طبية للبشرية. فكل الشكر لهؤلاء الحالمين مثلنا مع مايكل وكل التوفيق له في رحلة من اجل الانسانية.

وفي الختام، قال الرئيس الحريري: "مايكل أنت بالفعل شخص فريد من نوعه كونك قمت بهذا التحدي الذي لم يقم به العديد من الأشخاص، الذين يتمتعون بلياقة بدنية جيدة، لكنك التزمت القيام بأمر غير عادي، وأعتقد أن هذا الامر يعكس شجاعة كبيرة من قبلك. لم أكن أعرف الكثير عنك، لكني عندما سمعتك تتكلم اليوم وتقف هنا، وبعدما سمعت ما قلته أشعرتني بالإلهام مع كل التحديات التي أواجهها، والتي أعتقد أنها تحديات صعبة، لكنك جعلتها سهلة علي، وبالتالي أشكرك".

أضاف: "بين كل فترة وأخرى، يطل علينا شخص مميز، ومايكل أحد هؤلاء الأشخاص الذين يجعل الشباب والشابات ينظرون الى حالتهم التي يعتقدون انها مأسوية، وان عليهم ان يفقدوا الامل من جرائها، ولكن من يراك يقول كلا، لا يمكن للانسان أن يفقد الامل، فأنت انسان تبث الامل، وأود أن أشكر كل من عمل معك، دولة نائب رئيس الحكومة ومعالي الوزراء والجامعة الأميركية - اللبنانية والأمم المتحدة، على الجهد الذي يقومون به معك، وانا سأتابع كل خطواتك ان شاء الله. وفقك الله، وجميعا هنا نقف وراءك باستمرار، وأي أمر تحتاج إليه نحن مستعدون كدولة أو كأشخاص أو كأصدقاء أن نكون بجانبك. وفقك الله بهذا التحدي الكبير، وان شاء الله ترفع رأس لبنان والشباب والشابات خارج لبنان وحيثما تواجدت".

  • شارك الخبر