رعى العميد الركن شامل روكز احتفالا أقامته ثانوية "أجيال" الدوير لتخريج تلامذة شهادة الثانوية العامة، بحضور ممثلين عن نواب المنطقة وشخصيات سياسية وحزبية واجتماعية وتربوية وفاعليات وذوي الطلاب المكرمين.

بعد النشيد الوطني ونشيد "أجيال"، ودخول موكب الطلاب المتخرجين، وكلمة ترحيب وتعريف من هديل حاريصي، قدم طلاب من الثانوية لوحات فنية وفولكلورية، وألقى الطلاب سمر سليمان، جنى حجعلي، ورنا سكافي كلمات باسم المتخرجين.

وبعد أناشيد وطنية قدمها كورال الثانوية، قال روكز: "عندما أراكم استرجع شريط حياتي وأتذكر نفسي يوم تخرجي من المدرسة، عندها لم أكن أعلم انني بعد اربعين عاما سأخاطب أجيالا تتخرج، إلا أنني كنت أعرف أمرا واحدا قررته وأنا في الثالثة عشرة من عمري عندما شاهدت عرضا لفوج المغاوير في ساحة المدرسة، وهو أن أصبح مثلهم. لقد استوحيت من قوتهم وصلابتهم وشراستهم وصممت على ان أكون واحدا منهم، ومع أن أحدا من عائلتي لم يكن في الجيش انما بإيماني وإصراري قد وصلت. آمنت بالجيش الذي التحقت به، وآمنت بالوطن الذي دافعت عنه، وبالقضية التي حاربت من أجلها. وإذا انتم اليوم لم تؤمنوا بقضيتكم ووطنكم وأنفسكم فلن تصلوا".

وقدم شهادة حياة عن تجربته في الجيش منذ أول دورة مغاوير، وتحدث عن صعوبة التدريبات التي شملت الى "الحياة العسكرية الحياة العامة أيضا"، وعن المعارك التي خاضها في نهر البارد وعبرا وعرسال.

وتوجه الى المتخرجين بالقول: "المخاطرة تولد الانجازات، الحياة لعبتكم، لا تقبلوا أن تلعبوها حسب قوانين تفرض عليكم، أنتم اخلقوا لعبتكم وقوانينكم وتحدوا وجازفوا، لتنتصروا". 

أضاف: "أنا اليوم أوجه لكم السؤال: من منكم يقبل أن يستسلم؟ استسلامكم أنتم اليوم هو قبولكم بظروف تفرض عليكم في بلد لا يعرف كيف ينصفكم. لا تستسلموا وتقولوا قانون الانتخاب غير مهم لأنه كيفما كان، فالزعماء أنفسم سيرجعون. كلا، إذا طالبتم بتغيير القانون فغدا أنتم ستنتخبون ثم تصلون الى مركز القرار".

وتابع: "لا تستسلموا وتقولوا إقرار موازنة صحيحة غير مهم، فغدا أنتم ستصبحون موظفين وتعرفون أهمية أن تكافأوا على تعبكم وجهدكم. لا تستسلموا وتقولوا المطالبة بسياسية صحية صحيحة وضمان للشيخوخة غير مهم، لأنكم غدا ستحتاجونها. لا تستسلموا لسوق عمل خال من الفرص وتقبلوا بأن يصدروكم الى دول الاغتراب. تحدوا الزعماء وتسلحوا بشهادتكم وكفاءتكم واخلقوا عملكم هنا في لبنان. لا تستسلموا للواقع السائد اليوم الخالي من الإنماء المتوازن والعدالة الاجتماعية وكونوا أنتم الانماء والعدالة".

وأردف: "تعلموا قدر ما تستطيعون لأن الشهادات هي السيف الذي ستحاربون فيه بمعترك الحياة، تعلموا التاريخ لأنكم تغتنون بثقافات العالم، تعلموا الاجتماع لتعرفوا كيفية الاندماج في كل مجتمع ومع كل عرق ودين وجنسية، تعلموا الجغرافيا لتعرفوا أن حدود الوطن لا تقف عند شريط أو خط بل حب الإنتماء والإلتزام والتضحية هي التي تقيس حدوده، تعلموا الفيزياء ليكون كل واحد منكم رمال رمال ابن الدوير الذي انطلق من هذه البلدة الصغيرة للعالم وملأ الدنيا بإبداعاته وعطاءاته".

وختم: "أنتم خريجو ثانوية أجيال، أنتم أجيال أرض قاومت طويلا، وعلمتكم أن المقاومة الأهم ليست بالسلاح بل بالعلم والثقافة والمعرفة والانفتاح. أنتم أجيال بلدة الدوير، أبناء اتحاد بلديات الشقيف، كونوا أنتم قلعة الشقيف التي ما انهزمت مهما قصفوها، كونوا شامخين بعزة وكرامة، وسلاحكم الشهادة التي تحملونها اليوم. تحدوا الظروف المفروضة عليكم وطالبوا بمستقبل يليق بكم. تحدوا الطبقة الحاكمة اليوم التي استنزفت لبنان وصناعته وزراعته وتجارته واقتصاده وانماؤه وشبابه وطوائفه. أنتم الأجيال القادرة على خلق التغيير وأنا مؤمن بها".

ثم قدم رئيس المجموعة الثقافية محمد رشيد حيدر واعضاء المجموعة درعا تذكارية الى روكز الذي وزع الشهادات التقديرية على الطلاب المتخرجين.