hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

بو عاصي: دير المخلص طبع الهوية اللبنانية برسالته وثقافته

الأحد ١٥ أيار ٢٠١٧ - 17:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اقامت مدرسة دير المخلص الثانوية، في جون، حفل التخرج السنوي لطلابها، برعاية وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي، وشارك فيه راعي ابرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد، الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، النائب ميشال موسى، نزار الرواس ممثلا النائب بهية الحريري، احمد الحجار ممثلا النائب محمد الحجار، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، رئيس دير المخلص الأرشمندريت نبيل واكيم، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم منى وازن على رأس من وفد من راهبات سيدة البشارة ورؤساء بلديات ورهبان وشخصيات من اقليم الخروب وجزين وشرق صيدا واهالي الطلاب.

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، وتلاه ترتيلة للسيدة مريم العذراء، ثم ترحيب من ليليان الغريب، بعدها قدم الطلاب رقصات.
ثم القى رئيس المدرسة الأب جيلبير وردي كلمة الهيئة التعليمية فقال: "نحتفلُ اليومَ وكَكلِ عامٍ بتخرجِ طلابنِا، إنها لفرحةٌ كبيرةٌ وكأنَنَا وصلنَا إلى قطافِ ثمرةِ إنتاجِنا كما ينتظرُ الزارعُ نضوجَ ثمارهِ ليقطِفَها. نشبّهُ هذا العملَ المدرسيّ بالعمِل الزراعيّ لأن لِكليهِما عملٌ مضني، إذ إن الثمارَ يجبُ أن نعتنيَ بها ونُسقِيَها ونُعطيَها كل ما يلزمُ لتُصبِحَ ثمرةً ناضِجةً، كذلك الطالبُ وَجَبَ علينا أن نعتنيَ به ونَسقيه من العلمِ والمعرفةِ ونُعطيه كل ما يلزمُ، وأن نُعلِّمَه التربيةَ ونزرعَ فيه الأخلاقَ والمحبةَ والسلامَ، ليُصبِحَ ناضجًا ومثقفًا ولامعًا في المجتمع".
واضاف: "مدرسةُ دير المخلّص العامر التي تأسست ما قبل عام 1828 وكان هدفُها تعليمَ بعضِ الرهبان ليُصبحوا كهنةً، علماءً في الرهبانيّة لخدمةِ المجتمعِ، مرّ عليها عددٌ من النكباتِ في الأعوام 1841، 1845، 1860 ، وفي سنة 1914 توقفت المدرسة عن رسالتِها بسببِ الحرب الكبرى التي دامت بلبنان ومن بعد الحروب وفي سنة 1950 عاودتِ المدرسةُ نشاطَها التعليميّ فأصبحت تستقبلُ العديدَ من الطلاب الإكليريكيّين والداخليّين والخارجيّين، ولا ننسى ما فعلَ التهجيرُ سنة 1982 في المنطقةِ، وأيضا توقفت المدرسةُ عن التعليمِ لتعاودَ نشاطَها سنة 1996، وهي مازالت حتى اليوم تستقبلُ الطلابَ من جميعِ الفئاتِ في أقسامِها الإكليريكيّةِ والداخليّةِ والخارجيّةِ، ونحنُ على علاقةٍ وطيدةٍ مع وزارةِ الشؤون الإجتماعيّة في عقودٍ سنويّة التي تساعدُ العائلات الميسورة التي بحاجة إلى العلمِ والمعرفةِ، وهذا العام خاصةً فتحَ لنا معالي الوزير قلبَه ووزارتَه لدعمِ مؤسساتِ الرهبانيّة التي هي على علاقةٍ بهذه الوزارة الكريمة لما فيه خيرُ المجتمع".

وتابع: "لماذا هذا العرضُ التاريخيّ المقتضَبِ عن المدرسةِ، أولاً لكي نُظهِرَ لكم أهميّةَ المدرسةِ وتاريخِها، وثانيًا إظهارُ المستوى التعليميّ والتربويّ الذي حققتُهُ هذه المدرسة منذ القدمِ حتى اليوم. وثالثًا تثبيتُ أهالي المنطقةِ في أرضِهم خصوصا الوجودُ المسيحيّ، والإنفتاحُ والتواصلُ والعيشُ الواحدُ مع العائلاتِ الروحيّة اللبنانيّة الدرزيّة والشيعيّة والسنيّة. فهي التي علّمَ فيها العلامةُ الشيخُ ناصيف اليازجي، والشيخ بشارة الخوري (الأخطل الصغير) والشيخُ إبراهيم اليازجي الذي كتب بيتًا من الشعر سنة 1876 الا وهو: هذا مقامٌ للمعارفِ قد غدا ببهاءِ أنوارِ المخلّصِ مشرقا وافى مؤرخُه فخطَّ ببابِه قد لاحَ صُبحُ العلمِ في فَلكِ التُقى، ولا ننسى أيضًا العلامةَ الأب نقولا أبو هنا صاحب ترجمة LA FONTAINE والعديدَ من الآباء المثقفين وخصوصًا المكرم الأب بشارة أبو مراد وغيرهم وغيرهم، وهي التي خرّجت على مرِّ الزمنِ رهبانًا وكهنةً وأساقفةً وبطاركةً عُظماء، ورؤساءَ عامين، ومحامينَ ومهندسينَ وضباطًا ودكاترةً وإداريين وأناسًا لامعين في المجتمعِ ومن أي مهنةٍ كانت. وقد عملنا هذه السنةَ على وضع خططِ عمل تعليميّة وتربويّة واضحةِ، وسنسعى بتزويدِ المدرسة بالأكتيف بورد Active board، وعن إمكان إضافةِ فرع الإقتصاد والإجتماع للسنةِ القادمة، كما وأننا بدأنا بالعملِ مع الخريجين القدامى لنبقى على تواصلٍ فعّالٍ معهم لما فيه من خير المدرسة".
واضاف: "أيها الخريجون الأعزاء أودُّ أن أقولَ لكُم لا تخافوا ولا تترددوا من أن تقولوا جِهارًا أنكم خريجي مدرسة دير المخلّص. أنتم اليومَ تنتقلون من مرحلةٍ لأخرى، لا تنسَوا مدرستَكم التي علمتكُم العلمَ والأخلاقَ، ولا تفقِدوا العزيمةَ على المغامرةِ لأنها أساسُ نجاحِكم ومستقبلِكم ثابروا عليها لتصلوا إلى هدفِكم، نتمنى لكم النجاح في حياتِكم ونطلبُ من الله أن يوفّقَكم في مرحلتِكم الجديدة ولا تنسَوا أن تتكلوا على الله لأنه هو أساسُ حياتِكم فأنتم أبناءُ المخلّص.

ثم تحدث الوزير بو عاصي فحيا الحضور، معربا عن سروره وسعادته لوجوده في دير المخلص من جهة، ومن جهة اخرى بين الطلاب والطالبات الذين يغادرون، مؤكدا رتباطه بعلاقة قوية وحميمة مع الرهبنة المخلصية، ومنوها بدور ورسالة دير المخلص عبر التاريخ وما يرمز من حضارة وثقافة وهوية لبنانية. كما إعتبر ان دير المخلص طبع الهوية اللبنانية من القرن الثامن عشر وما قبله، وكلنا الى حد ما من تلامذة دير المخلص.

واضاف بو عاصي: "هناك الكثير من الاصدقاء الذين درسوا في دير المخلص، وخلفيتهم الطبقية خلفية فلاحين، وهم يتمتعون بثقافة وعلم وقدرة ونجاح بالحياة، اكان في اميركا او فرنسا او في لبنان، اشخاص نجحوا بشكل مميز"، معتبرا ان هناك تطورا اجتماعيا وثقافيا حصل نتيجة وجود دير المخلص في المنطقة، واطلقها نحو العالم ونحو النجاح، فأهم شيء المحافظة عليه، واعتقد هذه مسؤوليتنا جميعا.
واثنى بو عاصي على الرعاية والاهتمام المميز اللذين تقوم بهما مدرسة دير المخلص، مشيرا الى ان الوزارة تعمل في هذا الخصوص ضمن الامكانات المتاحة والموازنة، ولكن هذا غير كاف.
ودعا الوزير بو عاصي، الطلاب بعد تخرجهم، الى المحافظة على العلاقة مع الصرح التاريخي الثقافي العلمي، وعلى هذا الإرث والتراث الموجود، الذي اعطاكم كثيرا ، فاعطوه، مشيرا الى اهمية المحافظة على القيم التي تعلمتموها في هذه المدرسة، عبر الاهتمام بالضعيف وتقبل اختلاف الآخر، واغنائه، عندها تكونوا تبنون ذاتكم وقيم مجتمع، متمنيا للطلاب النجاح وتحقيق طموحاتهم.

بعدها سلم الوزير بوعاصي والارشمندريت ديب والاب وردي ومديرة المدرسة ريتا انطون الشهادات على الطلاب المتخرجين.
 

 

  • شارك الخبر