hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

افتتاح معرض اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٧ - 13:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتحت "اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو" معرض "تراث لبنان العالمي المسجل على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي" في قاعة قصر الاونيسكو في برعاية وزير الثقافة غطاس خوري ممثلا بمدير الآثار سركيس خوري وحضور ممثل وزير التربية محمد الجمل، السفير التركي تشغاطاي أرجياس، ممثل الأمين العام لتيار المستقبل وليد دمشقية، ممثل الجامعة اللبنانية محمد الحاج، رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا، وحشد من الشخصيات الثقافية والبلدية والاعلامية.

النشيد الوطني بداية، ثم ألقت الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور كلمة أكدت فيها أن "شبابنا اليوم يعيشون في عصر الانفتاح والعولمة وعصر المواطنة العالمية وهم اكثر حاجة للتجذر بتراثهم".

وقالت: "نحن أبناء أرض ووطن وثقافة وهذه اللوحات تشهد على الثقافة والتنوع. هذه هويتنا بتنوعها. وأردنا للمعرض أن يكون له هدف وأن يكون التجوال فيه يغني ومهمة المدرسة والجامعة أن تهيء الطالب للتفاعل الثقافي".

وألقى معد المعرض البروفسور خالد تدمري كلمة قال فيها: "يهدف هذا المعرض إلى إعطاء فكرة عن وجه لبنان الأصيل عبر الصورة التي وحدها تستطيع أن تكون صدى القصيدة التي تكتبها الأرض العريقة في التاريخ المشرقة جمالا والشاملة في إنسانيتها، فلطالما عرفت النصوص قديمها وحديثها لبنان بأنه مرادف للجمال. وها هو لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى يقولها عاليا ها أنذا".

أضاف: "في خضم النزاعات الإقليمية التي تعصف في محيطه، وعلى الرغم من حرب ظالمة مريرة استنزفت دماءه وطاقاته واستهدفت وحدته وكيانه، يتحدى لبنان البقاء بعزم وعزيمة مؤمنا بديمومته وهو يتعدى مفهوم الأوطان ليصبح غاية تنال، فهو أسلوب حياة وصيغة حضارة ورسالة وجود فريدة في محيطه العربي الطبيعي، فهو حتم يمليه التاريخ وتفرضه الجغرافيا".

وقال: "هكذا، تركت الحضارات المتعاقبة على أرض لبنان شواهدها ماثلة للتاريخ، وتوافرت فيه مواقع أثرية تضاهي بجلالها وجمالها أشهر وأهم المواقع والمدن التاريخية حول العالم. وبهدف حمايتها والتعريف بها في المحافل الدولية والحفاظ عليها من متغيرات الزمان وتشويه الإنسان، أعلنت منظمة اليونسكو عام 1984 تسجيل المواقع الأثرية في مدن جبيل وبعلبك وعنجر وصور على لائحة التراث العالمي، وأردفتها بتسجيل وادي قاديشا المهيب بقراه وأديرته ومكوناته الطبيعية على اللائحة عينها عام 1998".

ورأى أن "شهرة تراث لبنان العالمي لم تقف عند حد مواقعه الأثرية، بل تعدته إلى الإبداع في مجال التراث المنقول الشعبي والتقليدي، فأعنلت منظمة اليونسكو عام 2013 زحلة مدينة مبدعة في مجال فن الطبخ وأردجتها ضمن شبكة المدن المبدعة حول العالم".

أضاف: "كما شاهدتم يرافق معرضنا تراث لبنان العالمي عرض عدد من الأفلام الوثائقية التي سبق وقمت بإعدادها ضمن معارض تراثية مشابهة".

وأكد أن "لبنان قام منذ البدء على قاعدة جوهرية قوامها الحرية والتسامح، تتفتح في أجواء الحرية طاقاته الإبداعية والخلاقة، فلا حق ولا خير ولا جمال بلا حرية".

وختم: "ولئن كان مفهوم الحضارة واحدا، فالحضارة اللبنانية متعددة المنابع والخصائص، واللبنانيون يدركون تماما رسالتهم هذه التي خصهم بها التاريخ، فتعايش الطوائف المتعددة هو القاعدة، بل مبدأ الدولة اللبنانية التي قررت مختارة أن تكون جزءا متمما للعالم العربي، ويبقى لبنان سيدا حرا مستقلا له شخصيته المميزة ودوره الرائد. وطن شعاره الأرز الخالد".

وألقى المهندس سركيس خوري كلمة وزير الثقافة وجاء فيها: "مواقع التراث العالمي معالم من التراث الثقافي او الطبيعي ذات القيمة العالمية الاستثنائية، تشكل جزءا لا يتجزأ من التراث المشترك للبشرية وتعود الى جميع شعوب العالم بغض النظر عن البلد الذي تنتمي اليه".

وقال: "تحرص الدول على إدراج مواقعها في قائمة التراث العالمي لما في ذلك من دلالات على غنى التراث الثقافي للدولة وتريفا للعالم بأهميته الثقافية والسياحية والاستعانة عند الحاجة بالمنظمات الدولية لحماية هذا الارث لاسيما من النواحي المالية والفنية والعلمية والتقنية".

وأضاف: "موقع لبنان الاستراتيجي ساهم في جعل هذا البلد الصغير مهدا للحضارات وشاهدا أساسيا على تطور الانسانية عبر العصور، ما أدى إلى خلق نسيج تاريخي متنوع فزخر لبنان بمواقع مهمة أدرجت ضمن التراث الانساني العالمي لقائمة الاونيسكو نظرا للأهمية العالمية الاستثنائية التي امتازت بها واليوم بات الزجل اللبناني على لائحة التراث العالمي حيث تم ادراجه ضمن "تراث البشرية الثقافي غير المادي"، واعتبرت عنجر الشاهد على مدينة الامويين، وتميزت بعلبك مدينة الشمس باحتضانها لأهم آثار الهندسة الرومانية وارتبطت جبيل وصور ارتباطا وثيقا بتاريخ انتشار الحضارة الفينيقية ،ونحط رحالنا اخيرا بوادي قاديشا او الوادي المقدس الغني بالتراث الثقافي الطبيعي ،الديني والبيئي".

وأكد خوري أن "لبنان يسعى حاليا وعبر وزارة الثقافة الى تأهيل المواقع المدرجة على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي والبالغ عددها 10 موزعة بين تراث ثقافي وطبيعي ابرزها نهر الكلب وما يحمله من معالم تاريخية وثقافية وآثار ونصب تشهد لحقبات مختلفة من تاريخ لبنان ومدينة طرابلس التاريخية حيث تنتشر القلاع والمساجد والمدارس والاسواق والحمامات التي تعود الى الحقبة المملوكية والعثمانية ،ومدينة البترون التاريخية بآثارها وأسواقها القديمة".

وأشار إلى أن "وزارة الثقافة تسهر على الحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي صونا لذاكرة الوطن والتاريخ، وأطلقت ورش عمل وترميم في العديد من المواقع الاثرية لاسيما المصنفة تراثا عالميا وساهم مشروع الارث الثقافي والتنمية المستدامة CHUD بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار في تقديم الدعم المادي ،التقني والفني في مجال ترميم وتأهيل هذه المواقع وذلك تحت اشراف فريق تقني متخصص كما تسعى هذه الوزارة الى تحديث القوانين والانظمة التي ترعى نشاطاتها وضخ دم جديد في كادرها البشري واستثمار التطور التكنولوجي لحسن ادارة هذه المواقع كل ذلك ضمن اطار الالتزام التام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ولكن من جهة أخرى هناك مخاطر عدة تعيق عملية حماية هذا الارث الثقافي العالمي خاصة الصعوبة في المحافظة احيانا على علاقة متوازنة بين التطور المديني والبعد الثقافي والتاريخي لهذه المواقع الاثرية بالإضافة الى عدم التنسيق بين بعض الجهات والادارات المعنية بهذا الملف، ونشر الوعي الثقافي في المناطق المحيطة بهذه المواقع".

وختاما، حيا بإسم الوزارة "الجهود المبذولة لتنظيم معرض تراث لبنان العالمي"، وشكر اللجنة الوطنية وخصوصا الدكتورخالد تدمري نظرا لأهميته ومساهمته في إلقاء الضوء على مواقع أثرية وطبيعية ساهمت في إبراز وتعزيز الوجه الثقافي والتراثي للبنان على الصعيد العالمي والعلاقة الجدلية بين الماضي والحاضر والمستقبل".

وعرضت في الإحتفال أفلام وثائقية عن صور وبعلبك وجبيل، يستمر المعرض حتى مساء اليوم الاربعاء.
 

  • شارك الخبر