hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

بري زارت إذاعة لبنان: مؤسسة صامدة تسعى لتحقيق التنوع الانساني

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٧ - 18:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

زارت رئيسة "الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين" نائبة رئيسة اللجنة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية رندة عاصي بري "إذاعة لبنان" ظهر اليوم، حيث كان في استقبالها المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة ومدير الاذاعة محمد ابراهيم ومديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب ومديرة البرامج في الاذاعة ريتا نجيم وحشد من موظفي الاذاعة.

وقد رحبت نجيم ببري وأجرت معها لقاء مباشرا على الهواء، وشاركتها في الحوار المذيعة ريما الاعور التي رحبت بدورها بالضيفة "صاحبة القلب الكبير المليء بالحب والعطاء".

أما نجيم فعبرت عن "الفرح الكبير في استقبال السيدة بري"، وقالت: "هي سيدة كبيرة من سيدات لبنان، لها اليد البيضاء في عالم المرأة والطفولة والثقافة والفن. كنا دعوناها لمناسبة عيد الام الا ان ظروفا مؤلمة حالت دون زيارتها في 21 آذار، وها هي اليوم تنور الاستديو بحضورها".

أضافت: "هي سيدة لا تهدأ، تعمل من اجل تحقيق كل ما يخدم حياة الانسان في المجتمع والدولة في مجالات الطفولة والبيئة والتنمية والتراث، وجهودها أثمرت في مؤسسات ريادية فاعلة ومتميزة. وإذا اردنا ان نذكر المؤسسات التي اسستها السيدة بري وتديرها قد لا ننتهي، انما اردنا ان نشدد على مؤسسات كلنا نعرفها وكثر من اللبنانيين استفادوا منها وهي مؤسسات خاصة بالطفولة: الطفل المعوق، الحرفيين، مجمع نبيه بري الثقافي، إضافة الى المؤسسات التي تهتم بمهرجانات صور الفنية الدولية".

وتابعت: "سيدة كبيرة وقفت الى جانب المرأة والطفل والمعوق والى جانب الثقافة والفن والرياضة والكشافة والبيئة، وها هي اليوم تقف الى جانب اذاعة لبنان". وخاطبتها قائلة: "زيارتك فخر لنا ودعم للاعلام الوطني، وهي عزيزة على قلوبنا وسوف ندونها في سجل الاذاعة الذهبي".

وردت بري بالقول: "شكرا لهذه المقدمة، وأتمنى ان أكون استحق كلمة كبيرة، فأنا لا أستسيغها انما أود ان اكون مواطنة من الطراز المسؤول امام المجتمع وأهلنا. بداية أود ان أشكر لك هذه الدعوة الطيبة جدا، وإنني أشعر اليوم فعلا بأنني أكرم من مؤسسة رعت الحضور اللبناني وكرمت المرأة".

أضافت: "نحن نرتبط بهذه المؤسسة منذ الصغر وقبل ان نتحمل مسؤوليات، فكلنا يشعر بأننا أبناء هذه المؤسسة، والتعبير الصادق عن الاذاعة اللبنانية، انها المؤسسة الصامدة المجاهدة المكابرة الساعية في سبيل تحقيق التنوع والارث الثقافي الانساني للبنان، وقد عملت في ظروف صعبة وخطيرة للغاية. أنا مررت على الاذاعة اللبنانية في بداية الاجتياح الاسرائيلي، وكنت من الذين يحرصون على الحضور لأقول لجميع مدراء ورؤساء مصالح ومقدمي برامج ومساعدين ومخرجين ومنتجين ومصورين، شكرا. أنا اليوم باسم كل المخلصين، وباسم المرأة اللبنانية وربما العربية ايضا، أقول لكم شكرا على صمودكم وتحملكم، فنحن نعرف كل الظروف التي تمر بها الاذاعة اللبنانية وطبعا التلفزيون اللبناني ولا ادري عن الوكالة، فقد يكون وضعها أحسن بقليل".

وسألت الاعور: أنت دائما مع ذوي الاحتياجات الخاصة والمرجع لعدد كبير من اللبنانيين، ولا شك انك حققت الكثير وأضأت شمعة في طريقهم. بعد هذا المشوار الطويل ماذا تقولين؟
أجابت بري: "حين نتكلم في لبنان عن أي مشروع انساني صحي فكري، علينا أن نفكر دائما ونتأكد بأننا ما زلنا في بداية الطريق، والحمد لله اليوم أقول بأننا فتحنا الابواب لهؤلاء ومددنا الايادي لهم لكن المسيرة طويلة وشاقة وهناك عراقيل".

أضافت: "أقول لا بل أدعي، أننا للمرة الاولى استطعنا وضع خطة واستراتيجية تخصصية، ليس بمعنى الخدمة الاجتماعية والرعائية الصحية بل هي مؤسسة تخصصية في كل انواع الاعاقة. لذلك استطعنا تحقيق انجازات على مستوى خدمتهم ورعايتهم، وأفخر وأؤكد ان ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يترددون وينتسبون الى الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين هم من مختلف أرجاء الوطن، من الشمال الى البقاع والهرمل والجبل وبيروت والجنوب والشوف".

وسألت نجيم: بعد ان حققت الكثير، هل من حلم تسعين الى تحقيقه في مجال ما؟
أجابت بري: "حلم وحيد هو ان يقف لبنان صامدا امام هذه الموجات والهجمات والتخبط والمخاطر، والسؤال كيف يقف؟ حين يأخذ معادلة مشاركة المرأة في المجتمع، فأنا أستغرب دائما كيف للبنان ان يهمل أم الوطن؟".

أضافت: "الوطن هو امرأة، وسامحوني اذا استخدمت هذا التعبير، الوطن هو المرأة والمرأة في لبنان تخطت الكثير من النجاحات والابداعات والاختراعات وتبوأت أعلى المناصب والمراكز في لبنان وفي الدول العربية والعالم. كيف لنا ان نقول لابنائنا اليوم انها غائبة عن الساحة السياسية وساحة القرار".

وتابعت: "هذا الوضع يشكل لي ألما كبيرا لان هذه المسيرة بدأناها منذ ثلاثين عاما تقريبا، وبتأسيس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة منذ حوالى عشرين عاما، كان العمل علميا وجديا واستراتيجيا وشاركنا في كل المؤتمرات العالمية، واستطعنا تحقيق انجازات. وأرجو من على هذا المنبر العريق، طرح موضوع في كل الاستوديوهات، وهو يتعلق بالأولاد والاحفاد، الذين يجدون دائما اسبابا ومبررات للهروب وإدارة الظهر. هذه القضية لم تعد قضية المرأة انما قضية مجتمع ووطن وعلينا جميعا تبنيها. يجب تقديم توضيحات الى الرأي العام وإشراك الشباب الذين يشغل بعضهم مواقع قرار".

الاعور: كرمت في كثير من المناسبات على كل ما تقومين به وتقدمينه، ماذا يعني لك التكريم وما هو التكريم الذي تنتظرينه؟
أجابت بري: "أشارك في أي تكريم يطلب مني، فبعد يومين هناك تكريم لامهات الشهداء في الجنوب لاكثر من 250 امرأة. أنا لا أريد تكريما شخصيا انما أقوم بواجبي كمواطنة، ولكن التكريم يعنيني من اجل إبراز قضايا المرأة اللبنانية وتقديم نموذج عنها، لذلك انا في امتحان دائم".

وكانت كلمة لمدير الاذاعة قال فيها: "بإسمي وبإسم كل الزملاء العاملين في الاذاعة، نعتبر هذه الزيارة دافعا وحافزا لنا لنستمر في العطاء وبدورنا في سبيل المواطنة وترسيخ المعرفة عند المجتمع اللبناني".

وردت بري قائلة: "لدي أمنية أخيرة وأؤكد عليها، أنا أنتهز الفرصة وأتمنى على الاذاعة اللبنانية وتلفزيون لبنان تغطية بعض الفراغ لدى الاجيال لا سيما الاطفال الذين لا يستحقون منا ما نقدمه لهم اليوم، بل يجب أن نخصص لهم مساحات في الاذاعة. حتى اليوم ورغم التقدم التكنولوجي، أنا استمع الى الراديو دائما، ويجب ان نشجع الناس دائما على التخاطب المباشر وتبادل الحوار بلغة سليمة ومحترمة لان للاذاعة دورا خطيرا وللتلفزيون دورا أخطر".

وتوجهت الى مستمعي "إذاعة لبنان" بالقول: "شكرا لانكم لا تزالون تذكرون وتتذكرون ان من واجبنا جميعا الاستماع الى الاذاعة اللبنانية ومشاركتها ما يعجبنا وما نطلبه. وهذه العلاقة يجب ان تقوى كل يوم أكثر، فالاذاعة اللبنانية هي اذاعتنا، اذاعة الصوت اللبناني بكل اجياله".

أما فلحة فقال: "انه لشرف كبير ان اجلس الى جانب السيدة بري، هذه السيدة التي أعطت نموذجا راقيا عن عمل المرأة في لبنان والعالم العربي، وكانت قدوة يجب ان تحتذى على مقدرة المرأة في أن تكون هي الاساس ببناء الوطن".

أضاف: "الوطن هو المرأة، الوطن هو ولاد، وبالتالي نحن نفتخر بك، أهلا بك في دارك بين احبائك وزميلاتك وزملائك، ودائما انت في الطليعة وقد عودتنا على ذلك لا سيما في النشاطات الثقافية والانسانية حيث غرست ثقافات جديدة تتناسب مع تقاليدنا وعاداتنا وهي فعلا فيها الجدية والطابع الذي يؤسس للانسان ولكرامته ولكل انسان".

وتابع: "أهلا وسهلا بك بإسمي وباسم معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي، نتشرف بك بيننا في هذه الاذاعة التي هي فعلا كما تفضلت، اذاعة كل لبنان، هي الاذاعة التي تحمل التراث وان شاء الله تكون الباب والنافذة الى المستقبل".

وردت بري قائلة: "أتمنى على الاستاذ محمد ابراهيم تحقيق معادلة 50 ب 50 في تمثيل المرأة والرجل في الاذاعة وفي الوكالة".

فقال فلحة: "ان العنصر النسائي متعادل في هذا الجانب".

وقالت بري: "المهم مواقع القرار، نحن نستطيع ان نكون في مواقع كثيرة لكنني أريد الدفع باتجاه ان تكون المرأة في المواجهة مع المجتمع والعاملين والاخصائيين والخبراء، لاننا إذا لم نخض هذه التجربة في كل المؤسسات فلن يصل الصدى وتدخل المرأة الى الندوة السياسية، سواء في البرلمان او الحكومة. القضية تبدأ من المؤسسات العامة والخاصة وسنعمل على معادلة مواقع القرار في الاذاعة".

ورد فلحة: "لدينا سبعة مراكز تشغلها سيدات من الفئة الثانية منهن: مديرة الوكالة، مديرة البرامج، مستشارة في المديرية العامة، رئيسة مصلحة الديوان، وفي الاذاعة إذا اخذنا خارطة التوزيع من السيدات هناك مقدمات ومذيعات وعاملات، وعلى المستوى التقني والاخراج نجد الاغلبية من السيدات".

أضاف: "كما قلت في القطاع الخاص قيادات هي فعلا للسيدات، انما تبقى المشكلة في القطاع العام. نحن معك في هذا الموضوع، وجهودنا لا بد ان تنضم الى جهودك لتتبوأ المرأة الموقع الصحيح على مستوى التمثيل السياسي سواء في مجلس النواب او الحكومة او حتى السلطات".

وعقبت بري بالقول: "ايضا على مستوى التمثيل العربي والمحلي والدولي هناك نقص خطير لا يعرفه الناس او المجتمع، وقد شكل خطرا كبيرا على بنية المجتمع وعلى الرجال ومسؤولياتهم لان التوازن مفقود. وأكرر ما قاله الرئيس في دعمه لقضايا المرأة بأن المجتمع الذي يقف على رجل واحدة ويسمع بأذن واحدة ويرى بعين واحدة لن يكون له موقع قرار في العالم".

أضافت: "لبنان بلد ديمقراطي ودستوره أعطى للمرأة كل الحقوق، لكن اصحاب القرار الذكوريين منعوها عنها".

جولة على استوديوهات الاذاعة
ثم جال الحضور على استوديوهات الاذاعة، وتوقفت بري في استوديو فيروز واستوديو 5، وفي استوديو رقم 4 جرى تكريمها بتقديم درع لها عربون شكر وتقدير ووفاء لزيارتها. وقالت نجيم: "بفرح كبير نستقبل اليوم سيدة كبيرة لها اليد البيضاء في عالم المرأة والطفل والثقافة والفن".

أضافت: "معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي الذي بث فينا املا كبيرا وحقق انجازات كثيرة في وقت قياسي، ومدير عام وزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، بتوجيهاتكم وارشاداتكم الى الامام نتقدم، والاستاذ محمد ابراهيم مدير اذاعة لبنان برؤيتكم وتبنيكم للافكار الجديدة الناجحة منطلقون".

وتابعت: "الزملاء والحضور، كلنا يد واحدة لأداء رسالة اذاعة لبنان، رسالة الثقافة والفن والادب والوطنية والموضوعية والانفتاح والتواصل والحوار".

وأدرفت: "بإسمي وبإسم الجميع، نرحب بك بيننا، ونعتبر ان زيارتك هي دليل دعم ومساندة لاعلامنا الوطني، وهي شرف وفرح وأمل وتدون في سجل الاذاعة الذهبي، وتأتي دعما لاذاعة لبنان التي تخطو خطوات جبارة الى الامام وقد حققت العام الماضي الكثير".

وردت بري قائلة: "زيارتي ليست ابدا اختصارا لكل العاملين والمجاهدين والمجاهدات في الاذاعة اللبنانية الكريمة التي نفتخر اليوم بأنها قائمة على أحدث التقنيات والتجهيزات لخدمة العاملين، وتعمل على تطوير الخبرات، وتنافس على مستوى لبنان والعالم العربي والعالم ايضا، عبر تثبيت دورها ومكانتها وموقعها".

أضافت: "بصراحة أنا لم أكن أتوقع رؤية هذه الجهوزية الضخمة، واعذروني لانني ربما لم أطلع على التفاصيل، فأنا ألتقي السيدات اللواتي يغطين برامج ومشاريع ونشاطات لي انما لم أكن أملك فكرة عن قوة هذه الاذاعة. لنتبن جميعا دعم هذه المؤسسة الوطنية التي تربينا على صوتها وفكرها وإرثها الثقافي والانساني والفني والعلمي وفي كل المجالات، ولنقدم كل ما لدينا من إبداع من خلال هذه الاذاعة كي تستمر كما استمرت بعد حروب طويلة وبقيت صامدة كما صمد لبنان".

وتابعت: "شكرا لكل العاملين ولكل الذين تحملوا الظروف الصعبة وجعلوا هذه الاذاعة في الطليعة، في عالمنا وفي الشرق. كل عيد امهات وانتم بخير، وأقدم أمنياتي لمناسبة عيد الفصيح الذي سيحل قريبا، وليكن كل عيد هو تجديد لالتزاماتنا نحو هذا الوطن ليكون الافضل".

وقدمت بري لوحة الى مدير الاذاعة، وقالت: "من خلال حضوري اليوم، حاولت ان اترك بصمة صغيرة لتكون ايضا رسالة للجميع، وهي تتمثل بلوحة رسمها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في قسم التربية المختصة يعاني من تأخر عقلي، وهؤلاء حين يدخلون الى المؤسسة لا يستطيعيون احيانا ان يحركوا اصابعهم وينتهي بهم الامر بعد سنتين او ثلاثة من التدريب والتدريس والتأهيل الطبي بأن يقدموا لنا تحفا مثل هذه اللوحة. ونحن نحضر لمعرض يقام كل عام في فندق البستان في ايار".

بعد ذلك، عرض فيلم بعنوان "450 ريبورتاج" من اعداد دائرة الريبورتاج في "إذاعة لبنان".  

  • شارك الخبر