hit counter script

باقلامهم - المحامي لوسيان عون

الشعب مصدر السلطات... فليكن

السبت ١٥ آذار ٢٠١٧ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يوم أقرّ الاحتلال السوري تعيين أعضاء في المجلس النيابي قامت القيامة رغم كون هذه الخطوة جاءت بعد عام ونصف من انتهاء الحرب اللبنانية، فيما حصلت انتخابات جزئية رغم التعيينات التي حصلت انفاذاً لاتفاق الطائف يومها، الى أن حصلت انتخابات العام 1996، لتعيد بعض الشيء ماء وجه الدولة وأجهزتها مع بقاء ذاك الاحتلال المشؤوم .
اليوم، وبعد سبع وعشرين عامأً على انتهاء الحرب في لبنان، وبعد تمديدين لا تبررهما أية أعذار مقنعة الا تسلط طبقة حاكمة على مقدرات السلطة، مما أدى الى انعدام مظاهر الديمقراطية، وتخللها احداث شلل لعامين ونصف على مستوى المجلس النيابي استنكف النواب خلالها وامتنعوا عن انتخاب رئيس للبلاد.
غير أن انتخاب رئيس للجمهورية، ومع انقضاء خمسة أشهر من عهده، تفاقمت الازمات، لتعيد اللبنانيين الى ما عانوا منه خلال الاحداث والحروب المتتالية، فتثقلهم المعاناة والازمات دفعة واحدة، وها أن التمديد الثالث يطل كالافعى براسه ليبخ سمّ الشلل وانحلال الدولة ومرافقها رغم كل التعهدات التي قطعها رئيس الجمهورية وفريقه وحزبه بأنه لن يقبل بالتمديد تحت اي ظرف كان "و" سيكون للبنانيين قانون انتخابي عصري يراعي صحة التمثيل "و" سوف تعود للمسيحيين ميثاقية مجيدة رائعة، ولكن...
ها هي البلاد تنعي الديمقراطية والشفافية والليبرالية والحريات ...
ها هم يبشرون اللبنانيين بفشلهم بوضع قانون للانتخاب.
فلا ستين ولا مئة ولا مئة وستين.
ها هم يغرقونهم بالضرائب الباهظة.
ها هم يكشفون عن حجم البطالة التي تجاوزت حد ثلث عدد السكان.
ها هم يعجزون عن مكافحة الفساد، بل يتعايشون معه ويتأقلمون واياه، ويدخلونه كالوسادة الى فراشهم !!!! بحجة أن ليس بمقدورهم أن يفعلوا شيئاً من دونهم.
ها هم يشكون من أنهم بمهلة اشهر لم يتمكنوا من اصلاح اي شيء أم احداث أي أمر في ذلك الجدار الصلب الذي يؤرّق المواطنين ويقض مضاجعهم.
ها هم يعجزون عن اقرار السلسلة رغم اطفاء شمعة المطالبة بها الخامسة.
ها هم يجترحون ويستحدثون صناديق وحسابات فارغة لاسكات الناس والمواطنين ولا سيما المستأجرين والمالكين، ليبعدوا كأس الازمات المرّة عن كاهلهم ويعجزون عن اتخاذ أبسط التدابير الرادعة للفساد في دوائرهم ووزاراتهم.
ها هم يتناسون أن شعباً يعاني البؤس والفقر والعوز والحرمان.
ها هم يتغاضون عن تأمين أبسط حقوق الناس في الاستشفاء والطبابة والتعليم.
ها هم يستنسخون أساليب المحتل وغطرسته، فتبلغ بهم الوقاحة كم الافواه ومنع بث مقابلات زعماء المعارضة، وزج الزعران في التظاهرات لاجهاضها، ما أعادنا الى حقبة الاحتلال السورية التي أعادتنا خمسين عاماً الى الوراء.
أما وقد عاد الشلل الى ادارات الدولة، وعمّتها الاضرابات والاعتصامات ما يهدد بشكل كافة القطاعات التعليمية والمرافق الحيوية ومعيشة المواطنين ولقمة عيشهم.
فان لا حول ولا قوة الا بما قد يقوم به الجياع والفقراء الذين حرمتهم هذه السلطة لقمة عيشهم وأخذ المبادرة رغم مخاطرها وتبعاتها.
طالما أن مصدر السلطات في نظامنا المفترض أن يكون مطبقاً هو الشعب نفسه وليس "ممددون لانفسهم" و "ممدّدون" ( بفتح الدال ) على الخيرات والثروات والدولارات، ولم يعيروا الشعب بالاً طالما تحوّل الحكم نفسه الى رافعة ومحدلة لهؤلاء تجدّد لهم نعيم الرخاء والديمومة والازدهار كل أربع سنوات.
وطالما أن المنطق الذي بات سائداً: "حكّلي بحكّلك ".

  • شارك الخبر