hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - سعد حسامي

ثمن حكم "الشعبويين" في العالم: "التضحية" بالدول الخليجية؟

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٦ - 05:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يبدو ان الثمن السياسي الخارجي لوصول "الشعبويين" الى الحكم في العالم سيكون التضحية بالعلاقات مع الخليج.

بدأ ذلكٓ مع وصول دونالد ترامب الى الرئاسة الاميركية، وهو الذي كانٓ اكد سابقا ان "واشنطن تساعد كثيراً الدول الخليجية الغنية، وتحصل في المقابل على القليل"، وهذا ما أزعج البعض في الخليج.
ويتصرف ترامب على اساس انه رجل اعمال، فيقول: "ندافع عن اليابان، وندافع عن ألمانيا، وندافع عن كوريا الجنوبية، وندافع عن الخليج، ندافع عن عدد من الدول. ولا يدفعون لنا (مقابل ذلك) شيئاً، ولكن يجب عليهم أن يدفعوا لنا لأنّنا نُوفّر لهم خدمة هائلة ونخسر ثروات... إن لم يدفعوا حصتهم العادلة... قد يضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم أو عليهم مساعدتنا، فنحن دولة لديها ديون تبلغ 20 ترليون دولار، عليهم مساعدتنا."
وشدد ترامب على "أهمية القدرة على التفاوض في صفقات التجارة"، معلّقاً: "يجب ان تكون قادراً على التفاوض مع اليابان ومع الخليج. هل تتخيلون أننا ندافع عن الدول الخليجية؟ بكل الأموال التي لديها، نحن ندافع عنها، وهم لا يدفعون لنا شيئاً؟".
هذا الموقف اتى خلال حملته الانتخابية لكنه في نظر متابعين محقٌ نوعاً ما، فالسعودية اكبر مصدر للنفط ولديها مخزون نفطي كبير جدا ويمكنها الاتكال على نفسها سياسيا واقتصاديا وعسكريا الخ.
غير ان عالم السياسة غيّرٓ مفاهيم الاقتصاد، فاصبحت السعودية والولايات المتحدة تتبادلان النفط السعودي مقابل السلاح الاميركي والدعم السياسي، هذا الامر حصل من اليوم الاول لاقامة الدولة السعودية.
لكن هذه الدوامة بدات بالتراجع مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما حيث بدأت الولايات المتحدة تستخرج النفط من السواحل الاميركية لوقف الاتكال على الخليج ودوله، ما يظهر اكثر قوة الموقف الاميركي.
قوة الموقف ظهرت من خلال محطات عدة تتعلق بالازمة السورية، حيث لم تعد تكترث واشنطن لمواقف الرياض ولم تعد تحاول ارضاءها اذا غضبت بسبب وقف الاميركيين دعمهم لها.
إلى ذلك، انتقدٓ اوباما دول الخليج مرارا بسبب سياستها الداخلية وفي الشرق الاوسط، ما يبرهن "ملل" الاميركيين منها، والدليل هو ابرام واشنطن والدول الكبرى اتفاقاً مع ايران.
والدول الخليجية تنتظر بقلق كبير ما ستؤول اليه الاوضاع بعد تسلم ترامب الحكم في 20 الشهر المقبل، فهي تترقب الافعال وليس الاقوال رغم بدء تطبيق ترامب الكثير من مواقفه.
هذه الاجواء انسحبت على الانتخابات الفرنسية حيث تجاهل المرشح الرئاسي اليميني للانتخابات الفرنسية، فرانسوا فيون، دعوات الأمير السعودي محمد بن سلمان لعقد لقاء معه خلال زيارته باريس الاسبوع الماضي.
وأشارت مصادرٌ إعلامية إلى أنّ "الأمير السعودي الذي يحظى بثقة الملك سلمان؛ أمضى أياماً عدّة في باريس أملاً في لقاء فيون قبل العودة إلى الرياض". وأضافت أن "السعودية التي اختارت منذ البداية دعم المرشح آلان جوبي أصبحت ترتبك بعدما تبين أن الطريق أصبح مفتوحا أمام فيون نحو قصر "الإليزيه"، لافتة إلى أنّ "فيون انتقد خلال حملته الانتخابية سياسات المملكة التي اتهمها بدعم التطرف في العالم، خصوصاً في فرنسا".
وأفادت المصادر أنّ "السعوديين قلقون من إمكان وصول فيون للسلطة، ما قد يعني تعيين برونو لومار وزيراً للخارجية، وهو معروف برغبته في إعادة النظر في العلاقات بين فرنسا ودول الخليج، وتحديدا السعودية وقطر، وتطبيع العلاقات مع ايران".
الدلائل باتت واضحة على انّ علاقة الخليج بدول النفوذ في العالم اصبحت مهددة بسبب مواقفها السياسية ازاء الازمات في الشرق الاوسط والعالم. واستشعرت الرياض خطورة هذا المواقف عبر اعتماد سياسات اقتصادية مغايرة كليا عن السنوات الماضية (موازمة عام 2017)، تستند على مواردها الطبيعية، فضلاً عن تغيير مواقفها السياسية عبر الانسحاب من الساحة السورية والبحث عن حل للازمة اليمنية، وتشكيل تحالفات سياسية جديدة مع الاحتفاظ بالقديمة، وذلك لبناء مستقبل افضل.

  • شارك الخبر