hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - سعد حسامي

أيُّ مفاجآتٍ في سوريا خلال الأيام الخمسين الأخيرة لأوباما؟

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٦ - 05:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تتسارع التطورات السورية على نحو دراماتيكيّ في الأيام الخمسين الأخيرة من ولاية الرئيس الاميركيّ باراك اوباما، إذ سيطرٓ الجيشُ السوريّ بدعم روسيّ على أكثر من تسعين في المئة من شرق حلب، في انتظار تحرير المدينة بالكامل مهما كلّفٓ ذلكٓ من دماءٍ وغيرها من الاثمان الباهظة.
ويُضاف الى هذا التطور الميدانيّ البالغ الاهمّية من الناحيتين السياسية والاستراتيجيّة، قرار الإدارة الاميركية رفع الحظر عن توريد السلاح للمعارضة السورية بعد طول انتظار، والتحذير الذي وجّهتهُ موسكو الى واشنطن من مغبّة تنفيذ هذه الخطوة، ما يؤشر الى مرحلة جديدة وغامضة في سوريا.
وقالٓ متابعون للشأن السوريّ في حديثٍ لموقع ليبانون فايلز، إنّ "هذه المرحلة غامضةٌ لان قرارٓ تسليح المعارضة الذي لا يوافقُ عليه الرئيس الأميركيّ المنتخب دولاند ترامب، يأتي في الأسابيع الاخيرة من ولاية اوباما".
واضافوا انّ "وزير الخارجية الاميركية جون كيري يبذل جهودا جبّارة توٓصُّلاً الى حلّ مع الروس في شأن حلب والملفّ السوريّ بكامله إذا أمكنٓ ذلك".
وأكّدوا ان "اعلان الروس سيطرة الجيش السوريّ على 93 في المئة من شرق حلب دفع كيري الى الاسراع في البحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عن نوع من الحلّ للوضع في حلب والتوافق على لقاء يجمع خبراء البلدين".
واعتبرت المصادر نفسُها أنّ موافقة الادارة الاميركيّة على تسليح المعارضة هو محاولةٌ منها لتحقيق "إنجازٍ" ولو محدود في سوريا لأنّها تعلم أنّ الروس باتوا ممسكين "بالشّاردة والواردة" هناك.
وقد درست إدارةُ الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين من جهتها القرارٓ الاميركيّ بتسليح المعارضة واستنتجت انّ الاميركيين يرفضون الظهور كأنّهُم طرفٌ ضعيفٌ في المعادلة السورية، وذلكٓ إلى حين تسلّم ترامب الحكم في ٢٠ كانون الثاني المقبل، وحينها سيكون في مقدوره اتّخاذ القرارات التي يراها مواتيةً، على حٓدّ ما أكّدٓ المتابعون.
وأوضح هؤلاء أن "زيارة مستشار ترامب كارتر بيج لموسكو لأيام عدّة تبرهن مخاوف ادارة اوباما من امكان تسليم ترامب الدفة السورية بالكامل لروسيا، وبالتالي فإنّ القرارات الاميركيّة المتّخذة في الآونة الاخيرة هي بمثابة "الرصاصة الاخيرة" حفاظاً على هيبة واشنطن في سوريا".
غير ان الروس فرضوا انفسهم في سوريا عسكريا وسياسيا ونجحوا في اقناع دول عدة بتغيير موقفها تجاه الازمة السورية، خصوصاً تركيا حليفة الاميركيين والاوروبيين "السابقة" التي اصبحت تؤيّد الطرح الروسي في مسعى لتحسين علاقاتها مع موسكو. وهذا يقلق واشنطن كثيرا لكن ما يهمها حالياً هو تفادي اشتباك كردي - تركي قد يزيد الوضع تأزّماً.
أما الحدث الابرز فهو دعم مصر، الدولة ذات الثقل العربي، للحكومة السورية ورئيسها بشار الاسد، وتأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعم الجيش السوري، فضلاً عن تقارير مفادها ان "قوة حفظ سلام مصرية ستتوجه الى حلب بعد سيطرة الجيش السوري عليها بالكامل".
في السياق، شدد المتابعون على ان "هذا التطور يزيد انقسام الموقف العربي ازاء سوريا ويُفتّته، لكنّ الاهم والاخطر انه ادى الى توتير العلاقات السعودية - المصرية"، لافتين الى ان "واشنطن لن تُقدِم على أيّ خطوةٍ في هذا السياق".
كل هذه الاحداث وغيرها تؤكد حماوة المواجهات والمعارك التي ستشهدها سوريا في الاسابيع المقبلة، وانتظار عنصر المفاجاة يبقى الاساس في اي حرب.  

  • شارك الخبر