hit counter script

مقالات مختارة - ياسر الحريري

حزب الله نجح في تذليل العقبات

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٦ - 07:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

الكلام الذي صدر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هام جداً لجهة فتح ابواب بعبدا وخصوصاً، باتجاه الوزير سليمان فرنجية وتيار المردة، وهو يقود الى نتيجة واحدة ان حزب الله نجح في تذليل تعبيد الطريق بين بعبدا وبنشعي، يبقى ان يصار الى الاخراج الذي يحفظ كرامات الجميع بعد ان تعرّض البعض بحدة، الى انتقادات ما كان يجب ان تصدر عن اي طرف - اي الوطني الحر والمردة.
وقد استطاع حزب الله حليف التيار الوطني الحر وتيار المردة كسر الجليد، والقوطبة على محاولات القوات اللبنانية، من الاستفادة الكاملة من حالة التوتر السياسي، بين هذين المكونين المسيحيين، اللذين في الرؤيا الوطنية والاستراتيجية اقرب في كل الاوقات لبعضهما البعض، في كل زمان ومكان.
هذه الاجواء الايجابية التي دخل على خطها الامين العام السيد حسن نصرالله مباشرة او عبر معاونيه، اثمرت مواقف من الرئيس عون، يجب متابعتها.
مع الاشارة الهامة الى ان رئيس الجمهورية العماد عون كان قد اكد وفق المعلومات للسيد نصرالله خلال محادثة هاتفية بينهما، انه شخصياً والتيار الوطني الحر، كما كان قبل انتخابه رئيساً للجمهورية مخلصاً ووفياً للعلاقة مع حزب الله والمقاومة، سيبقى الوفاء والاخلاص والثبات على العلاقة التحالفية القوية بين رئيس الجمهورية وبين السيد نصرالله على الصعيد الشخصي والسياسي وكذلك بين التيار والحزب عنوان هذه العلاقة. ولن يتغير شيء بعد الوصول الى رئاسة الجمهورية، في المقابل لا يخلو مجلس من مجالس السيد نصرالله الا ويؤكد من يخرج منه على تأكيد امين عام حزب الله، على قوة العلاقة مع الجنرال والتيار الوطني الحر.
بالطبع كل اجواء فريق 8 اذار، تؤكد ان القوات اللبنانية «تلعب اعلامياً» على وتر هذه العلاقة، وباتهام حزب الله بتعطيل تأليف حكومة العهد الاولى، ومرة ثانية في اتهام رئيس مجلس النواب نبيه بري. فيما يتبين في النهاية ان الماكينة الاعلامية القواتية تحوّر الحقائق، وتحاول ان تأخذ بزمام المبادرة الى «ايهام نفسها» وجمهورها انها نجحت في ضرب العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، اي بين عون ونصرالله، وكذلك انها نجحت في «توهين» العلاقة بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. فيما الحقيقة تخرج خاسرة الآن، من موقف رئيس الجمهورية الاخير، علماً انها وفق المصادر خسرت الى اليوم:
اولاً، معركة «تلبيس» عرقلة تشكيل الحكومة للرئيس نبيه بري كما كانت خسرت معركة تعطيل الرئاسه ورميها بجحر حزب الله.
ثانياً، معركة الحقيبة السيادية.
ثالثاً، ابعاد سليمان فرنجية عن الحكومة. بل ليس بمقدورها منع حصوله على حقيبة وازنة كما يشاء.
رابعاً، التأثير في الرأي العام الداعم للمقاومة، فحول رئيس الجمهورية العماد عون، الذي ما يزال يلقى دعماً منقطع النظير من جمهور المقاومة، وهذا الجمهور من مختلف الطوائف.
خامساً، خسرت معركة تطويع سعد الحريري ، في النزول عند رغبات الدكتور سمير جعجع.
سادساً، الخسارة الكبرى للقوات اللبنانية، هي الفيتو الذي وضعته على الطائفة الارثوذكسية، حيث احتكرت تمثيلها الاكبر في نيابة مجل الوزراء وهو محور شكوى، لدى المرجعيات الدينية والسياسية الارثوذكسية الى اليوم.
خسارات متعددة للقوات، الا ان الدكتور سمير جعجع منيّ بخسارة كبرى وفق المصادر، بتبنيه مرشح المقاومة لرئاسة الجمهورية، ومن ثم وصوله الى قصر بعبدا.
بناء على ما تقدم ستكون الخسارة المدوية ، والمزلزلة للدكتور سمير جعجع في السير بالانتخابات النيابية ان حصلت، بقانون الستين كونها هي ستضطر على البقاء على مقاعدها النيابية، دون ان تحصل على اي زيادة، في المستقبل، او تنازلات من قبل التيار الوطني الحر، من مقاعده، بل سوف تنافس القوى المسيحية الاخرى على مقاعدها، مما سوف يزيدها خسارات امام هذه القوى وقواعدها الشعبية، اي انها غير قادرة على «لعبة» الثنائية المارونية، كون الطوائف المسيحية الاخرى لها حقها في التمثيل السياسي من ارثوذكس وكاثوليك واقليات.
من هنا فأن تحوير الحقائق وان مرّ على الرأي العام المسيحي قبل المسلم في لبنان الى اليوم، الا انه سرعان ما سوف يتكشف عن الاهداف الحقيقية، التي تريد معراب الوصول اليها، وهي ان ليس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من يقرر في الساحة المسيحية، بل القوات من تقرر والتيار الوطني الحر، يلتزم. هذه هي معادلة معراب الحقيقية.

  • شارك الخبر