hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّة

طبخة المخلوطة اللبنانية... تحالفات خلطها جعجع وحركها الحريري

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

جولات العماد ميشال عون قادته الى عين التينة وحارة حريك، وهي ستقوده إلى أماكن أخرى نحو كليمنصو وغيرها، إنها جولة الرئيس النهائية ما قبل انتخابه، وهي الجولة الأخيرة التي يقوم بها قبل نزوله "المشوار الأخير" نحو مجلس النواب للتصويت لنفسه. ولكن قواعد التيار الوطني الحر تأثرت برسالة السيد حسن نصرالله إليها، وهي كانت قد شككت بنواياه وعادت عن تشكيكها في خطابه ما قبل الأخير في ذكرى عاشوراء، وهي اليوم تمسكت مجددا بسيد المقاومة ووعوده التي يحققها دائما.
التحالفات في لبنان اصبحت عبارة عن "طبخة مخلوطة"، خلطها الدكتور سمير جعجع من جهة، وحركها الرئيس سعد الحريري من جهة اخرى، ورش عليها النائب وليد جنبلاط بهاراته السحرية، أما الرئيس نبيه بري الطباخ الماهر حاول ان يوهم الجميع ان قارورة الغاز فارغة، ولكن جنرال الرابية قلب القارورة وخضها لإستهلاك ما تبقى منها وصولا الى يوم الانتخاب. بينما بقي حزب الله يتفرج ويتذوق طعم الطبخة. فيما قرر البعض الآخر ان يبقى واقفا عند نافذة المطبخ يتفرج على الطبخة التي يتجمع حولها الجميع بعناية خشية إحراقها وهم لا يستطيعون شم رائحتها حتى.
الرئيس سعد الحريري الذي زار السعودية يعمل على تسوية اوضاعه المالية، ويبدو ان هناك بوادر حلول حقيقية هذه المرة لشركة "سعودي أوجيه"، الامر الذي سيعيد الحريري الى السلطة بزخم كبير لمواجهة من خرج من تحت عباءته، ومن يحاول اليوم التمايز داخل المستقبل حسابه سريع غدا في أول انتخابات نيابية، لأنه مع الحريري إما الولاء المطلق ورد الجميل وإلا فـ"إلى اللقاء"، والبعض تلقف الرسالة وتراجع عن معارضته لقرار الحريري.
العقوبات السعودية والأميركية على حزب الله التي تزامنت مع حراك العماد عون الرئاسي تثبت مرة أخرى ان الاستحقاق لبناني - لبناني وجولات الحريري الخارجية كانت عبارة عن تبليغات بما سيحصل في لبنان، ونحن اليوم أمام انتخاب اول رئيس للجمهورية اللبنانية من دون توصيات ووصايات وتمنيات وفروض وإملاءات خارجية.
مطبخ عون في الرابية يقول انه صبر ونال، لأنه نجح لمدة عامين ونصف العام بفرض نفسه مرشحا وحيدا لا يمكن العبور نحو بعبدا سوى إما عبر إيصاله إلى القصر، وإما أخذ موافقته النهائية على أي شخص آخر، وبشبه إجماع مسيحي تمكن عون من ان يكون مرشح غالبية المسيحيين.
الحسابات المستقبلية مختلفة، وكل حديث عن صفقات ثنائية وثلاثية هو كلام كاذب وكل ما تم نشره والترويج له بأن الحصص الوزارية مقسمة واسماء بعض الوزراء وحقائبهم اصبحت معروفة هي كذب فقط لا غير، وهي من صنع المعرقلين والمعطلين. كما ان كل حديث عن ان سوريا لا تريد الحريري رئيسا للحكومة هو غير صحيح ومن ترويج بعض المكاتب الصغيرة في بعض الوزارات الكبيرة، لأن سوريا يمكنها فقط اليوم ان تتمنى ولا يمكنها الفرض ابدا، وهي لم تتدخل حتى في لبنان وفي الملف الرئاسي.
المعروف اليوم فقط هو ان حصة المسيحيين في الحكومة المقبلة هي لعون وجعجع، وليس لا لـ14 آذار ولا للمستقلين ولا للمعترضين ولا للرئيس السابق ميشال سليمان، وبعض الوجوه القديمة ستنساها الكاميرات لأن هدف تحالف عون وجعجع حقق مبتغاه.
ورقة حزب الله بالنسبة لعون إستراتيجية كما ان الامر مماثل للحزب، وهذه الورقة اوصلت عون إلى الرئاسة، لأن الحزب لا يمكنه خسارة عون والامر مماثل ايضا لعون، ولولا نصرالله وتواضعه وعدم رده على الحريري "كرمى لعيون الجنرال" لكان التصعيد سيد الموقف والفراغ مستمر. وحزب الله يعمل اليوم على خط الرئيس بري بالرغم من وجوده خارج البلاد لأن الحزب يريد الذهاب مع بري الى جلسة 31 تشرين الاول بموقف موحد والامور إيجابية بينهما حتى اليوم.

  • شارك الخبر