hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

كاتشا في محاضرة عن الأب عفيف عسيران في ذكراه الـ28: هو مصدر غنى

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 13:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إلتقى محبو الأب عفيف عسيران وأصدقاؤه، في قاعة الإحتفالات الكبرى لكنيسة مار يوسف الحكمة في الأشرفية، برعاية رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر وبمشاركة السفير البابوي في لبنان المونسنيور غبريللي كاتشا والنائب علي عسيران والوزيرة السابقة منى عفيش والنقيب السابق للمحامين عصام كرم ورئيس جامعة الحكمة الأب الدكتور خليل شلفون وشخصيات روحية واجتماعية وآكاديمية وتربوية، لسماع محاضرة "رأينا نجمه في المشرق" ألقاها الدكتور هنري كريمونا.

بعد كلمة لمنسقة اللقاء صونيا حنا، ألقى كاتشا كلمة تحدث فيها عن الأب عفيف عسيران الذي لم يعرفه ولكنه تعرف إليه "من خلال أعماله ومحبته للفقراء ومساعدته لهم وطريقة حياته". وقال: "إنه فرح كبير لي أن أكون معكم في هذا اللقاء حول الأب عفيف عسيران. وهذا اللقاء يجعلني أقول إنه لبنان، هذا هو لبنان. في هذا البلد وحده فقط نرى مثل هذه اللقاءات. وإنها مناسبة لنا كلنا، نحن الذين لم نتعرف إلى الأب عسيران، أن نتعرف إليه أكثر من خلال شهادات من عرف عن قرب ومن عرفه عن كثب. وجميل أن نتذكر دائما هؤلاء الذين عاشوا حياة القداسة والقديسين في حياتهم هنا على هذه الأرض، لنتعلم منهم الكثير لتكون حياتنا الروحية أفضل".

أضاف: "الأب عفيف عسيران هو مصدر غنى، ليس فقط للماضي، بل للحاضر والمستقبل، وكيف لا وهو الذي كرس حياته مثل مار فرنسيس الأسيزي للفقراء. ومن خلال ما قرأت عنه وسمعت، صرت من محبي الأب عفيف. انه اللقاء الأول الذي نجتمع فيه بعد إطلاق مشوار تطويب الأب عفيف عسيران، والذي هو مثل حبة الحنطة. في الحياة ليس هناك شيء اسمه صدفة، بل هناك عناية إلهية ورحمة الله. وهذه الرحمة تجمعنا وتجمع الدينين المسيحي والمسلم. الله يجمع ولا يقسم.
أشكر الأب عفيف الذي هو حاضر معنا من السماء ويصلي لأجلنا. والشكر الكبير للذين هم حاضرون معنا اليوم لتخليد ذكرى من عمل من أجل خير الإنسان وسعادته. والشكر إلى كنيسة لبنان وإلى اللبنانيين الذين يستطيعون إعطاء العالم والمجتمعات فيها قديسين.
وآمل ألا تكون مناسبة اليوم إحتفاء بذكرى الأب عفيف احتفالية، بل محطة لنسير على خطاه، وآمل أن أكون أنا الأول في ذلك". 

ثم ألقى كريمونا محاضرته عن "الأب عسيران والقداسة"، فقال: "من أراد أن يرسم إيقونة قديس، عليه أن يعيش القداسة".
هي كلمة للعلامة الخوري ميشال حايك، يوم جلس يرسم إيقونة الأب شربل مخلوف، في كتاب خطه سنة 1951 بعنوان "طريق الصحراء" (ص. 15)، وذلك قبل أن يعلن شربل ايقونة لبنان والعالم.
يضعنا هذا القول أمام رهبة الوجود ومسؤولية الكلمة. فالكلمة التي ترسم ايقونة القديسين، لا يمكن أن تكون حرفا عابرا منمق الشكل وفارغ المضمون، بل عليها أن تكون، في الحق، كما يقول الرب يسوع عن كلامه: "إن الكلام الذي قلته لكم روح وحياة" (يوحنا 6 / 63). ولأن الكلمة هي روح وحياة، فقد عرفنا كلمة الله، لأن "الكلمة صار جسدا، فسكن بيننا، فرأينا مجده" (يوحنا 1 /14). جسد الرب يسوع هو ايقونة الآب، فيه رأينا حقيقة الله وتجليه الكامل. فالحقيقة، أية حقيقة، أكانت لاهوتية أم أخلاقية أم علمية، لا يمكن أن تقتصر، بالنسبة لنا، نحن أبناء البشر، على كونها أفكارا نظرية متطايرة نتغنى برنينها. الحقيقة جسد، أو لا تكون. وحقيقة الكلمة التي نحن في صددها، هنا، هي جسد حي، هي إيقونة حية وليست امنية هوائية أو نجما سابحا في فضاء المشرق. لم تعد النجمة هي التي تقودنا الى حقيقة الرب، اكان في المزود أم على الصليب، بل أصبح الجسد الايقونة هو النجم المنير، به نسترشد ونتهلل. هذا الجسد الايقونة، لأنه روح وحياة، أصبح طعاما في الرب يسوع، نتغذى منه لنسلك سبيل الآب السماوي، ويصبح ايضا طعاما لنا في أجساد القديسين".

أضاف: "في شرقنا اليوم ظلمة الموت وظلال الحقد والقتل والكراهية. وفي شرقنا اليوم أيضا وايضا، إيقونات مشعة واجساد نيرة نراها، ومنها جسد عفيف، هي تقودنا الى النور الآتي الينا غدا والذي سينير أبناء هذا الشرق جميعا. قيامة هذه الأجساد آتية لا محالة، وسيرسمها الرب في شرقنا كأيقونات قداسة، عندئذ ستتزلزل الأرض وتنفتح أبواب السماء، ويأتي رب المجد ليسكن مع أبنائه وفق وعد الرب يسوع القائل: "أعود فأراكم فتفرح قلوبكم وما من أحد يسلبكم هذا الفرح" (يوحنا 16 / 22).
من هو هذا الجسد النير، جسد عفيف الذي انحنى أمامه يوما قداسة البابا بولس السادس طالبا منه أن يباركه! ما الذي رأى قداسة البابا في شخص عفيف؟ رأى البابا حتما، بإلهام الروح، ما نراه اليوم وما سيراه غدا أبناء الشرق من أن عفيف سيصبح قديس لبنان والشرق، ايقونة الكنيسة، ليجمع الرب بواسطته أبناءه المشتتين، يجمعهم الى واحد".

وتابع كريمونا: "أنا اصغر من أن ارسم ايقونة في معلمي الأب عفيف، انما سأسعى لقراءة بعض علامات الأزمنة التي يشدنا اليها عفيف اليوم، وهي علامات مدعوون نحن في أيامنا الحاضرة، الى حسن قراءتها، فتغدو لنا منارة تقود خطانا الى ساعة قيامة الشرق ومجده. هذه العلامات تعلمتها من الأب عفيف بصورة مباشرة، عندما كان يلقي علينا الدروس في الجامعة بموضوع الاسلاميات، ويفرض علينا حفظ آيات من القرآن، وأيضا عندما كنا مع بعض الرفاق نزوره في صومعته في بيت العناية في الفنار أو نرافقه الى حيث يلقي محاضراته.
العلامة الأولى: المحبة المتجسدة في الرحمة.
العلامة الثانية: إلتزام الفقراء حيث هم.
العلامة الثالثة: طريق القداسة".
 

  • شارك الخبر