hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

تقديم رسالة البابا فرنسيس ليوم الرسالات في المركز الكاثوليكي

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 15:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد نائب رئيس اللجنة الأسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس ولرعوية المهاجرين والمتنقلين الأب العام مالك أبو طانوس، والمدير الوطني للاعمال الرسولية البابوية في لبنان الخوري روفايل زغيب، مؤتمرا صحافيا في المركز الكاثوليكي للإعلام، قدما خلاله رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للرسالات التسعين، تحت عنوان: "كنيسة مرسلة شاهدة على الرحمة"، ويحتفل به في إطار سنة الرحمة، الأحد 23 تشرين الأول 2016. شارك فيه مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضره الأمين العام لجمعية الكتاب المقدس مايك باسوس، رئيس "اوكسيليا" في لبنان غسان أسعد، وعدد من الإعلاميين والمهتمين.

بداية رحب الخوري أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وقال: "يسرنا ككل عام أن نطلق من المركز الكاثوليكي للإعلام رسالة قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس لليوم العالمي للرسالات التسعين تحت عنوان: "كنيسة مرسلة شاهدة على الرحمة"، وكالعادة المدير الوطني للأعمال الرسولية في لبنان يقدم لنا الرسالة مع تقرير شامل عن أعمال اللجنة البابوية في لبنان".

أضاف: "دون أدنى شك الأعمال البابوية هي أعمال تدخل في إطار عمل الرحمة والمحبة، تسمى "فلس مار بطرس"، لأنه ترتكز على عطايا وكرم المؤمنين المسيحيين بكل أنحاء العالم، وهي ليس لها لا عرق ولا لون ولا طائفة ولا مذهب وعنوان عملها "عمل المحبة والرحمة" ولكل إنسان على صورة الله ومثاله".

وتابع: "نحن اليوم في سنة "الرحمة الإلهية" التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس، طبعا هذه السنة تعنى بالصميم بالأعمال البابوية، لأنه إذا كان هناك مساعدات بنسة معينة في كل أنحاء العالم، فهذه السنة يجب أن تكون مضاعفة".

وأكد أن "مركز الأعمال البابوية في لبنان يعمل بصمت ويتعاون مع كل الكنائس ويقوم بعمل الرحمة والخدمة بصمت، وهو يندرج من ضمن إطار أعمال محبة الكنيسة، ولكن له استقلاليته وهدفه ومرجعيته. لهذا السبب الكثير من الناس يخلطون بين "البعثة البابوية في لبنان" والتي تأسست في الأربعينات لإغاثة الشعب الفلسطيني ولها مشاريع إغاثة في لبنان أثناء الحرب واليوم في الشرق الأوسط وأيضا عندها مشاريع إنمائية، وهي مرتبطة بجماعة مكتبها في الولايات المتحدة. أما الأعمال البابوية فهي تابعة لمجلس البطاركة الكاثوليك، وعملها ومكاتبها في المحكمة المارونية- زوق مصبح، وأعمالها تختلف عن أعمال البعثة البابوية، ومرجعيتها مباشرة في روما".

وقال: "أحيي الأب روفائيل على نشاطه الدائم في أحياء هذه المديرية البابوية في لبنان وكل المساعدين وأحيي رئيس اللجنة ونائبه لان أعمالهم لا تقتصر على الشعب اللبناني إنما أيضا على العمال الأجانب في لبنان فهم إلى جانبهم لمساعدتهم، وعملهم في نهج رسالي، أي في رسالة أيصال الكلمة من خلال أعمال الرحمة والمحبة.

إن عمل الرحمة مطلوب منا اليوم أكثر من أي يوم مضى، لأنه عندما تكون الحرب محيطة بنا، وهناك نزاعات وحقد وقتل ودمار، وعصبيات تطل براسها، وحدها أعمال المحبة الرحمة التي تطفئ نارها وتعيد للإنسان كرامته".

وختم أبو كسم: "أعمالكم حجمها كبير لنشر ثقافة المحبة والرحمة، خصوصا في هذه الأيام لأننا كلبنانيين نشعر بأن بذور التعصب والفتنة وكأنها بدأت تطل برأسها، ونقول لكل للبنانيين ولكل المسيحيين إن علينا أن نكون رسالة ونموذجا لعمل الرحمة والمحبة، ولهذا نحن هنا في هذا الشرق وفي لبنان شعارنا دائما "المحبة والسلام والرحمة".

ثم كانت كلمة الأب أبو طانوس الذي قال: "يدعونا قداسة البابا فرنسيس إلى الاحتفال بيوم الرسالات العالمي للعام 2016 ضمن إطار سنة الرحمة. ويتأمل معنا في الكنيسة المرسلة والشاهدة على الرحمة. ففي رسالته السنة الماضية، قال لنا: "الرسالة هي حب ليسوع المسيح، وفي الوقت عينه هي حب لشعب الله". إن كل عمل رسولي هو تعبير حب وشغف بالذي أرسلنا. تقول الأم تريزيا دوكلكوتا: "ذبيحة الحب تجاه الخالق لا تكتمل إلا بخدمة الأخوة والأخوات". "يريد الرب أن يستعين بنا ليقترب أكثر من شعبه". نعم، إن ميزة كنيسة المسيح أنها كنيسة في انطلاق مستمر "نحو ضواحي الرسالة الكبيرة، بين الناس الذين لم يصلهم فرح الإنجيل".

أضاف: "هذه السنة يضيء قداسته على الله، الإله المحب، المنتبه والأمين، الإله القريب من الإنسان خاصة المحتاج. إنه الرحمة! ويشهد على هذه المحبة الرحيمة العديد من الرجال والنساء من كل الأعمار والحالات. يشكل الحضور النسائي المهم والمتزايد، في قلب العالم الإرسالي، علامة مهمة لمحبة الله الأمومية. فالنساء، علمانيات أو مكرسات تحقق دعوتها الإرسالية بأشكال عديدة إنطلاقا من الإعلان المباشر للإنجيل وصولا إلى خدمة الأعمال الخيرية. وإلى جانب العمل التبشيري والمقدس للمرسلين، غالبا ما تفهم النساء والعائلات مشاكل الناس بشكل أفضل فتعرف كيف تواجهها بطريقة مناسبة وأحيانا مبدعة، من خلال الإعتناء بالحياة، مع إهتمام بالأشخاص يفوق الاهتمام بالهيكليات".

وتابع: "يمكن أيضا أن تدعى الكنيسة "أما" للذين سيؤمنون يوما ما بالمسيح. يتمنى قداسته أن يمارس شعب الله المقدس خدمة الرحمة الأمومية، التي تساعد الشعوب التي لا تعرف الرب على لقائه ومحبته. في الواقع، الإيمان عطية من الله، وليس ثمرة التبشير، لكنه ينمو بفضل إيمان ومحبة المبشرين، شهود المسيح".

وختم: "يخلص قداسته بالتوجه إلى أم الرحمة، المثال الإرسالي للكنيسة، لتعلمنا رجالا ونساء وعائلات أن نخلق ونحرس في كل مكان الحضور الحي والسري للرب القائم من الموت، والذي يجدد ويملأ بفرح رحوم العلاقات بين الأشخاص والثقافات والشعوب".

ثم كانت كلمة الخوري زغيب، وقال: "من المآسي التي يعيشها العالم اليوم ظهور التطرف والعنف والتعصب الديني، خصوصا بعد حوادث 11 أيلول 2001، بالإضافة إلى الجوع والكوارث الطبيعية، الفيضانات والجفاف، استغلال الأطفال والنساء، مشكلة النازحين والقتل باسم الدين. كل هذه الأمور هي علامات الأزمنة اليوم.
أمام هذا الواقع الذي يدفع الكثير من الناس إلى اليأس والإحباط والخوف وفقدان كل المرجعيات، من الصعب جدا أن نؤمن بإله عادل ورحوم. فأين عدل الله؟ وأين رحمته؟ هذا الموضوع المركزي في حياتنا اليوم يصدمنا بآنيته، لا بل بوجوده بشكل أساسي ومحوري في الكتاب المقدس، وبخاصة بغيابه عن حياتنا المسيحية وتفكيرنا".

أضاف: "عندما نتكلم اليوم على الرحمة، فإننا لا نعني بها التصرف الأخلاقي الاجتماعي، إنما ولأول وهلة، نعني بها الاله الرحيم الذي يتوجه بشغف إلى كل مخلوقاته، ثم ينظر في كل ما ينتج من ذلك من تصرف ينبع من وصية الحب. فالألم والعذاب قديمان قدم العالم، وهما خبرة بشرية جامعة. لذلك من المهم أن نعود إلى الرحمة على أنها القوة التي ننهل منها لكي نواجه الألم والعذاب. لذلك نحن مدعوون إلى الخروج إلى الضواحي لكي نعلن فرح إنجيل الرحمة من خلال التطابق مع الفقراء والمهمشين في الضواحي".

وتابع: "اليوم العالمي التسعون للرسالات يدعونا إلى هذا التطابق الرحيم مع أفقر الفقراء. وما صواني الرسالات في الأحد ما قبل الأخير من تشرين الأول إلا تعبير عن تضامن الكنيسة والأشخاص الأشد فقرا وعوزا. لذا نرجو من أصحاب السيادة والآباء كهنة الرعايا والرهبان والراهبات ورؤساء المدارس الرسمية والخاصة ومعلمي ومنشطي التعليم المسيحي والأساتذة وطلاب المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، تفعيل هذا الشهر المبارك، وبخاصة الأسبوع الإرسالي العالمي (17-23 تشرين الأول 2016)، آملين الإحتفال مع الحبر الأعظم بالقداس الإلهي لمناسبة اليوم العالمي للرسالات الـ 90 يوم الأحد 23 تشرين الأول 2016، كلٌ في أبرشيته ورعيته ومدرسته وجامعته من خلال الصلاة وجمع الصواني والتبرعات. فمن خلالها نحقق نوعا من الخروج من نطاق كنائسنا الضيق محققين انفتاحا على هموم الكنيسة في العالم".

وأوضح أن "الأعمال الرسولية البابوية تساعد كنائسنا الكاثوليكية سنويا من خلال دعم الطلبات المرفوعة إلى مؤسساتها في روما بما يقارب الـ 151،000 دولار أميركي، مقسمة على الشكل التالي: الكنيسة المارونية: 107،000$، كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك: 23،000$، الكنيسة اللاتينية: 16،000$، الكنيسة السريانية الكاثوليكية: 5،000$، عدا المساعدات التي ترسلها إلى المجمع الشرقي لمساعدة الكهنة الدارسين في روما وتأمين منح دراسية لهم بقيمة ما يوازي أيضا الـ 150،000$ سنويا".

وقال: "يسرنا أن نطلعكم على اختبارنا الإرسالي لصيف 2016، والذي كان في أثيوبيا (من 1 إلى 14 آب) مع فريق الرسالة للأعمال الرسولية البابوية في لبنان عند راهبات مرسلات المحبة، وقد كان من أجمل الاختبارات التي عشناها سويا كفريق تطوعي، إذ إننا كنا في خدمة نحو 300 طفل منهم أطفال ذوي الحاجات الخاصة. وقد اكتشفنا أن الفقر ليس عائقا أمام اكتشاف غنى كل ثقافة وكل بلد. فهذه خبرة الكنيسة التي تخرج من ضماناتها إلى الضواحي حيث يمكن أن تعيش فرح الحب وفرح الإنجيل وتغتني من غنى الثقافات المختلفة. هذا سيكون مشروعنا للسنة المقبلة، لكل من يرغب بأن يعيش خبرة مميزة في خدمة الأكثر فقرا وحاجة".

وتابع: "سوف نحضر لهذه الرسالة في إثيوبيا وفي الهند عملا منا بروحانية الأعمال الرسولية البابوية، ألا وهي نشر روح كنسية جامعة عند كل المؤمنين، آملين أن يلقى نداؤنا صدى في نفوس المؤمنين لنحقق نداء الرب ونكون كنيسة مرسلة شاهدة على الرحمة".
وختم زعيب: "بدعوة الجميع الذين كانوا برفقتهم في أثيوبيا للمشاركة بقداس 23 تشرين الأول في كنيسة مار مارون- حارة صخر، على نية جميع المتطوعين ولتشجيع الشبيبة خاصة للإنطلاق ابعد من حدود لبنان، وهذه هي رسالتنا".

وتخلل المؤتمر عرض صور عن الرسالة في أثيوبيا.
 

  • شارك الخبر