hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

قداس في دير كفيفان في عيد الطوباوي اسطفان نعمه

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٦ - 14:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تتواصل الاحتفالات في دير كفيفان في عيد الطوباوي اسطفان نعمه. وللمناسبة ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداسا احتفاليا عاونه فيه رئيس الدير الاب سيمون صليبا ومعلم المبتدئين الاب نجم شهوان، بمشاركة كهنة الابرشية ومرشدي حركات رسولية وجمعيات كشفية، وفي حضور أخويات وروابط ومؤسسات وحشد من المؤمنين.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى خيرالله عظة بعنوان "أما يحق لي أن أتصرف بأموالي كما أريد؟"، تناول فيها منطق الرب ومنطق البشر، وقال: "منطق الرب هو منطق المحبة والعدالة، عدالة المحبة، ومنطق البشر هو منطق العبودية والخطيئة. وعدالة الرب هي أن يدخل الجميع الى ملكوته حيث لا مكان لمنطق البشر، منطق الضعف نتيجة الخطيئة. فالمحبة تساوي الجميع لأنها تحب بلا مصلحة وبلا حدود. المحبة تعطي ذاتها حتى النهاية، هكذا عاملنا رب الرحمة والمحبة لأنه بذل ابنه موتا على الصليب فداء عنا".

وسأل: "هل نريد أن نفهم منطق الله ونتخلى عن منطقنا؟"، شارحا البعدين العمودي والافقي للحياة النسكية. وقال: "الحياة النسكية في بعدها العمودي في العلاقة مع الله هي حياة صلاة وسهر وتقشف، حياة وقوف مستمر "لنبقى واقفين وساهرين"، هكذا طلب منا المسيح. أما الحياة النسكية في بعدها الأفقي فهي علاقة مع البشر، علاقة محبة وخدمة وتضحية وانفتاح على جميع الناس من دون مصلحة شخصية في التخلي عن الانانية. وقد جمع مارون بين البعدين الافقي والعمودي، فكانت الروحانية الصليب الذي مات عليه المسيح معلقا بين الارض والسماء، ليرفع البشر الى السماء، الى ألوهيته، ليجعل منهم أبناء لله. هكذا فهم أبناء مارون الذين أتوا الى هذه الجبال التي نعيش نحن عليها اليوم وعاشوا روحانيتهم وقدسوا الشعب الذي بشروه بالمسيح المصلوب لأجلنا. تعلقوا بحياتهم وباتصالهم المباشر بالله وتعلقوا بأرضهم التي تعبوا فيها وعملوا فيها وحولوها الى جنات بضربة معدورهم لكي يلتصقوا بها لأنهم اعتبروها أرضا وقفا لله".

وأضاف: "هذه الروحانية عاشها القديس شربل بعد كثيرين وعاشها الأخ اسطفان الذي نحتفل بعيده اليوم. أما الفرق الوحيد فهو أن الاخ اسطفان عاش هذه الروحانية بالتصاقه بالارض وعمل فيها وتعب عليها، ودعا الجميع، اخوته الرهبان الكهنة وغير الكهنة وكل من كان حوله في منطقتنا من بلداتنا ورعايانا، دعاهم الى الالتصاق بالارض والى تسبيح الله وتمجيده. فالمسبحة كانت رفيقته مع المعول، كان يصلي وكان يعمل، واذا كانت الكنيسة قد طوبت الاخ اسطفان لأنها طوبت اسلوبه في الوصول الى السماء في وحدانيته في بعدها العمودي في الصلاة وفي بعدها الافقي في علاقته مع الناس والالتصاق بالارض. هل نفهم نحن اليوم ما يطلبه منا السيد المسيح والاخ اسطفان باسم اخوته الرهبان والراهبات، باسم شعبه الماروني وكنيسته المارونية؟"

وتابع: "شعاره "الله يراني"، ولأن الله يراني فإن حياتي مفتوحة عليه وعلى إخوتي البشر".
ودعا "الجميع، ملتزمين بالكنيسة وغير ملتزمين، الى فهم هذه الروحانية وتربية أطفالنا وشبيبتنا على تلك القيم والروحانية، وكلنا مدعوون للعودة الى جذورنا واصالتنا وتقاليدنا لكي نمتثل ونتمثل بها لكي نكون شهودا للمسيح في أعمالنا أكثر منه في كلامنا. من هنا فحص الضمير لنا ولكم ووقفة توبة امام الله باسم كنيستنا التي تعاني ما تعانيه، وباسم وطننا لبنان الذي يمر في عاصفة هوجاء، لكن اطمئنوا، ليست الاولى في تاريخنا. فكما صمد وطننا، هذا الوطن الرسالة، وكما صمدت كنيستنا على مر الاجيال في مواجهة السلطنات والامباطوريات والحكومات التي ارادت ان تدمر وتقتل وتهجر وتحتل، هي زالت اما نحن فبقينا وارضنا بقيت شاهدة. إنها ارض القداسة، وكنيستنا باقية ومستمرة لتشهد دوما انها كنيسة المسيح وابواب الجحيم لن تقوى عليها".

وختم: "لا تخافوا، نحن أقوياء بقديسينا لأنهم يشفعون بنا من السماء، نحن أقوياء بعائلاتنا المباركة المقدسة التي أعطت قديسين وستبقى تعطي قديسين. نحن اقوياء بالقيم التي سنحافظ عليها ونربي اولادنا عليها مهما قست علينا الايام. نحن اقوياء بارادتنا ورجائنا وايماننا بالمسيح، سنتوحد من جديد ونتضامن بروحانيتنا النسكية المارونية لكي نعيد بناء دولتنا ومؤسساتنا، لكي نعيد بناء وطننا لبنان وتستمر كنيستنا، ونحن الكنيسة، شاهدة للمسيح على أرض المسيح".

بعد ذلك تقبل خيرالله وجمهور الدير والكهنة التهاني بالعيد في صالون الدير.  

  • شارك الخبر