hit counter script

باقلامهم - عبدالله بارودي

ثلاث سنوات على مأساة طرابلس... أغيثونا!

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٦ - 11:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من يزور اليوم عاصمة لبنان الثانية مدينة طرابلس، لا بدّ وأنه سيسمع لسان حال أبنائها يتساءلون عن سبب بطء العدالة في ملفاتهم القضائية؟ والى أي مدى ستبقى المظلومية لاحقة بمدينتهم؟ وما هي الأهداف الحقيقية الكامنة وراء هذا الأسلوب والمسار القضائي المتبع في قضاياهم؟
منذ ثلاث سنوات ، وتحديداً في 23 آب 2013 امتدّت يد الاجرام والارهاب الى مدينة طرابلس، فاستهدفت مسجديّ التقوى والسلام بتفجيرين ارهابيين كان ضحيتهما الأولى مئات المصلّين المؤمنين بالله وقدره ومشيئته، فتناثرت أشلاء بعضهم، واحترقت وتفحّمت أشلاء البعض الآخر، واكتوت بجراح الألم أجساماً أخرى قدّر لها الله السلامة والعافية. وها هي طرابلس تستعيد اليوم هذه الذكرى الأليمة بروح التعاضد والتضامن، التي تجلّت بهما لحظة وقوع الانفجارين، وأدهشت العالم كلّه من خلال المشهدية الراقية التي رسمها أبناؤها بأقلّ الامكانيات المادية والبشرية واللوجستية.
ورغم ان فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، استطاع بعد أيام قليلة الكشف عن المتورطين في هذه الجريمة النكراء وتحديد أسمائهم وهوياتهم وانتماءاتهم، والجهة الداعمة لهم، الا أن هذا الملف لا يزال في عهدة القضاء لم تنته فصوله بعد، ولم يصل الى خواتيمه الطبيعية، في القبض على كل المرتكبين، والفاعلين، والمحرضين، والمشاركين، وسوقهم الى المكان الذي يستحقونه.
قبل هذه الجريمة الارهابية بثماني سنوات، أي في 14 شباط 2005 ، حصل زلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ورغم أن القضاء الدولي عبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ينظر في هذه القضية الى الآن، وبعد مرور 11 عاماً على ارتكاب هذه الجريمة لا يزال الارهابيون - الأحياء منهم - طلقاء يسرحون ويمرحون أمام الرأي العام اللبناني والعربي والدولي، دون أي رادع قضائيّ أو سياسيّ أو حتى أخلاقيّ. يومها عاد الطرابلسيون بذاكرتهم الى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، واغتيال المقاوم أبو عربي عكاوي، واغتيال سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، المجرم معلوم للقاصي والداني، لكن وحده القضاء اللبناني لم يكن على بيّنة من حقائق الأمور!..
وما بين هاتين الجريمتين لا يمكن لفئة من اللبنانيين، وتحديداً ابناء طرابلس والشمال، أن تنسى ملف الموقوفين الاسلاميين الذي لا يزال جزء كبير منهم قابع في السجون دون محاكمات، مع الأمل في كل لحظة من القضاء الاسراع في بت هذه القضية، وانهاء هذا الملف الاجتماعي والانسانيّ.
اليوم، ومع الذكرى الثالثة لتفجيريّ مسجديّ التقوى والسلام، لا بدّ لهذه القنبلة الموقوتة أن يتمّ نزع فتيلها وابطال مفعولها المدمرّ قبل فوات الآوان، والا فان انفجارها ان حصل – لا سمح الله- لن تحصر نتائجه الكارثية في طرابلس وحدها، بل سيمتد الى كل أرجاء الوطن. وهذا يتوقف على اصدار القضاء أحكامه النهائية، وجلب المجرمين القتلة الى قفص العدالة لينالوا عقابهم الرادع..
من حق أبناء طرابلس الذين احترقت أجسادهم فداءً عن كل لبنان، أن يجدوا في هذه اللحظات، كل التضامن الوطني مع مظلوميتهم، آلامهم التي شعروا بها تستصرخ ضمائر كل اللبنانيين: كفى استهتاراً في قضيتنا.. دافعوا عنّا.. استرجعوا عدالتنا المهدورة.. اشهروا سيف الحق في وجه الظالمين.. أغيثونا.. أغيثونا!..

  

  • شارك الخبر