hit counter script

أخبار محليّة

فضل الله: نأمل أن يخرج الحوار بنتائج تساهم في ملء الشغور الرئاسي

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٦ - 13:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية: "عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصانا به الإمام الصادق عندما قال:"أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد. أدوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها، برا كان أو فاجرا، فإن رسول الله كان يأمر بأداء الخيط والمخيط. فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق الحديث، وأدى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل هذا جعفري ويسرني ذلك، وإذا كان على غير ذلك، دخل علي بلاؤه وعاره، وقيل هذا أدب جعفر، فوالله لحدثني أبي أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي، فيكون زينها أداهم للأمانة، وأقضاهم للحقوق، وأصدقهم للحديث".

اضاف: "لقد كان الإمام واضحا عندما اعتبر أن مقياس الانتساب إليه، ليس بالهوية أو بالشعارات، بقدر ما هو بالتميز، فحتى تكون شيعيا مواليا، لا بد من أن تكون متميزا وعلامة فارقة في مجتمعك، فلا يمكن لمن ينتسب إلى شخصية في قمة الورع والعلم والعمل والخلق والعطاء، إلا أن يسعى ليكون مثلها.إن دورنا ومسؤوليتنا في الحياة، أن نثبت هذه الصورة ونعيد إنتاجها، حتى تبقى في صدارة الحياة، ولنكون أكثر قدرة على استلهامها لمواجهة التحديات التي لا نستطيع التصدي لها إلا بالتميز".

وتابع: "البداية من القمة العربية التي عقدت في موريتانيا، وأظهرت مجددا مدى الترهل الذي وصل إليه الواقع العربي، ففي الوقت الذي يضج العالم العربي بالفتن والحروب والصراعات والأزمات التي تهدد كيان دوله ووحدتها ومستقبلها. نجد هذه القمة تخرج ببيان بارد، ليس فيه سوى دعوات لحلول سياسية تجري في اليمن وسوريا، وأمل بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. نعم، الحرارة الوحيدة في البيان لمسناها في الفقرات المتعلقة بإيران، حيث أدان تدخلاتها، وكأنها البلد الوحيد الذي يتدخل، ولا يوجد تدخلات لقوى كبرى أو إقليمية.لقد كان المطلوب من هذا العالم العربي دائما، أن يكون بمستوى آمال شعوبه والتحديات التي تواجهه. ولكن ذلك، مع الأسف، لم يحصل سابقا، ولن يحصل الآن. وما زالت آمال الشعوب العربية بوحدتهم الجامعة خائبة. في الوقت الذي ينبغي أن يستيقظ هذا العالم من كبوته، ويشعر بأنه يستطيع صنع الكثير إن توحدت جهوده في التعامل مع قضاياه، ولم يعد أداة لشرعنة السقوط العربي.تبقى الإيجابية في هذه القمة في أنها ساهمت في تعريفنا إلى وجود دولة عربية كبيرة كموريتانيا. كان شعبها حاضرا، ولا يزال، لدعم قضية فلسطين وشعبها، ووقف مع الشعب اللبناني خلال حرب تموز في العام 2006.. وهو يعيش المعاناة الاقتصادية والتنموية التي تحتاج إلى وقوف الدول العربية معها".

وقال: "نصل إلى معاناة الإرهاب الذي لم يعد له حدود. ففي الوقت الذي ضرب خلال الأسبوع الماضي في الكاظمية وفي القامشلي في سوريا، كان آخر استهدافاته في مدينة فرنسية، من خلال اعتدائه على كنيسة فيها وقتل كاهنها. ما بات يستدعي تضافر جهود الجميع لمواجهته، حيث لم يعد من المقبول القول إنه يستهدف دينا أو مذهبا أو قومية أو حضارة، بل هو يستهدف الجميع، وحيث يجد فرصة لذلك، وكأن هناك يدا خفية تحركه وتريد له أن يعبث بالجميع ويخلق فتنا بين الجميع. فهو كما يصيب المسيحيين والغرب، يصيب العرب والكرد والمسلمين، وهو يهدد السنة كما يهدد الشيعة. وهو ما يتطلب مواجهة منطلقاته الفكرية والثقافية والدينية، وإيقاف الدعم السياسي والمالي الذي يتلقاه، حيث لا يزال هناك من يراهن على هذا الإرهاب ليحقق منه أهدافه السياسية.وهنا، في إطار ما جرى في الكنيسة في فرنسا، لا بد من أن ننوه بالتكاتف الذي يبديه المسلمون، إذ اعتبروا أن ما حصل يستهدفهم. ما فوت الفرصة على الإرهابيين الذين كانوا يريدون لهذا العمل أن يساهم في زيادة التوتر بين المسلمين والمسيحيين، وبين المسلمين والغرب، والذي يعمل اليمين المتطرف في الغرب على تأجيجه، من خلال اتهام العرب والمسلمين الذين هم أيضا ضحايا لهذا الإرهاب".

وامل "أن تساهم التطورات الأخيرة في سوريا في دفع الأمور نحو جادة المفاوضات، لا أن تكون سببا في تسعير الصراع وفتح جبهات جديدة، كما يتحدث البعض. حيث بات واضحا أن الحل في سوريا هو حل سياسي تساهم فيه كل القوى الحريصة على وحدة سوريا وقوتها، وهؤلاء الذين لم يتلوثوا بالإرهاب".

وقال:"ونصل إلى لبنان، الذي تستمر معاناة إنسانه في أبسط مقومات الحياة، في الماء والكهرباء والصحة، في ظل عجز مجلس الوزراء عن القيام بدوره في حلِ الأزمات، بفعل المناكفات التي تعصف به، والتي تعطل أي مشروع حيوي أو تنموي، وبفعل تعطيل بقية المؤسسات أو استمرار الفراغ فيها، أو بفعل الفساد المستشري الذي بات الحديث عنه أمرا طبيعيا في هذا البلد، بحيث لا يحرك ساكنا.في هذا الوقت، ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر نتائج الحوار الذي سيجري، والذي يجمع القيادات السياسية في البلد، وقد كبرت ملفاته بفعل ترحيل المشاكل إليه، حتى الصغيرة منها.إننا نأمل أن يخرج هذا الحوار بنتائج تساهم في ملء الشغور في رئاسة الجمهورية، وتسيير عجلة المؤسسات في هذا البلد، والاتفاق على قانون انتخابي. ونحن دائما نؤكد أن القيادات السياسية قادرة على اجتراح الحلول لو أرادت ذلك.ولكننا رغم ذلك، لا نرى الصورة إيجابية كما نريدها ويريدها كل المواطنين المتعبين والغارقين في همومهم، في ظل احتدام الصراع الدولي والإقليمي، وانشغال الدول المؤثرة عن الساحة اللبنانية، وعدم خروج القوى السياسية من رهاناتها على تغييرات الخارج.ولكننا سنبقى نراهن على وعي اللبنانيين، الذين من مسؤوليتهم أن لا يتركوا بلدهم ينهار أو أن يكون في عين العاصفة، وأن يشكلوا أداة ضغط على القوى السياسية، لكي تراجع حساباتها، وتعمل على رفع معاناة الإنسان والتخفيف منها.في هذا الوقت، نأمل في ظل الحديث عن خوف من توتر يحدث في مخيم عين الحلوة، أن تتضافر جهود القيادات الفلسطينية لمنعه ومحاصرته، والقيام بتنسيق شامل مع القوى الأمنية اللبنانية التي نثق بقدرتها على النيل من كل الذين يريدون الإساءة إلى الفلسطينيين في لبنان، أو إلى العلاقات الفلسطينية اللبنانية".
 

  • شارك الخبر