hit counter script

الحدث - جورج غرّة

ما بين لبنان وتايلاند شعرة... فقط لا غير

الثلاثاء ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 07:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

زرت تايلاند لأول مرة ولن تكون الأخيرة طبعا، لأنها الجنة على الارض بكل ما للكلمة من معنى. وصلت الى المطار في مدينة بوكيت وكان مطارا بدائيا وقديما جدا، الاستقبال من قبل سائق سيارة الأجرة كان حارا فهو ضم يديه وإنحنى أمامي، فبادلته التحية ذاتها التي كنت أراها في أفلام الكونغ فو فقط.
وصلت الى الفندق في منطقة باتونغ، وفي الطريق رأيت شعبا متواضعا و"شغيلا"، يعمل في الارض ويقود الدراجات النارية، النساء تعملن في الارض والمحلات كالرجال، وهن تجلسن في صناديق الشاحنات الصغيرة للإنتقال الى العمل. لم أشاهد اي سيدة تلبس لباسا فاخرا وتقود سيارة جديدة، بل رأيت سيدات تقدن الدراجات النارية الصغيرة والشاحنات وسيارات الأجرة "توك توك".
جمال تلك البلاد الإستوائية لا يوصف، فهي الجنة بحد ذاتها، وطبيعتها التي حافظ عليها شعب تلك البلاد الواسعة لا تزال عذراء لم يتم تغيير أي معلم منها. الديانة البوذية تسيطر على كل تايلند وهي ديانة تدعو الى السلام والمحبة والتضحية، والشعب يعيش بسلام وطمأنينة، ولا يعرف السياسة لأن الحكم ملكي، ولا يوجد نزاعات طائفية ولا حروب.
اقسم أنني لم أسمع "زمور" سيارة واحدة في الطريق، لأن الجميع يقود بهدوء ويلتزم إشارات السير والقوانين الصارمة، والمخالفة ثمنها يضاهي معاش شهر كامل. زرت كل المعالم السياحية والكرم والاخلاق كانوا في إستقبالي في كل مرة، وأي صاحب محل لا يدعك تخرج من دون أن تشتري، وهو يضع الآلة الحاسبة بين يديك ويطلب منك ان تضع السعر الذي تريد دفعه، واي سعر تكتبه فهو يقبله ويؤدي لك التحية.
عدت الى لبنان، وأقلني والدي من المطار خرجت الى زحمة السير والزمامير والصراخ، وأخبرني والدي ان تفجيرا حصل منذ اسبوع والحكومة تكاد تنهار والتصعيد السياسي هو سيد الموقف، رحت أفكر بلبنان الذي منحنا إياه الله وما فعلنا به، رحت افكر بما يحصل على الحدود وفي الداخل وفي الإرهاب خصوصا، وبالفراغ الرئاسي، رحت أفكر بمعالمنا السياحية الميتة وبالفقر الذي نعيش فيه وملفات النفايات والسدود وغيرها من ملفات الفساد وابرزها الإنترنت... فأُصبت بصداع حاد وتمنيت لو طالت عطلتي أكثر.
لبنان يعاني وينزف والمنقذ مفقود للأسف، تايلند تعتبر من بلاد العالم الثالث، وهي متطورة ومنظمة أكثر من لبنان بمليون مرة وأكثر، والفرق بين لبنان وتايلند ليس شعرة بل ألف سنة ضوئية.
 

  • شارك الخبر