hit counter script

أخبار محليّة

الصيف ملتهب في المنطقة.. هل تصيب شراراته لبنان؟

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٦ - 08:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(السفير)

في معظم اللقاءات الدولية والإقليمية، ينبري من يؤكد على أهمية أن ينتخب اللبنانيون رئيسهم بأسرع وقت صونا لاستقرارهم ومؤسساتهم الدستورية. وليس غريبا أن يشدد الرئيس سعد الحريري على ذلك، حينا مع القيصر الروسي فلاديمير بوتين، وحينا آخر مع السلطان رجب طيب أردوغان. ولن يكون غريبا أن يبادر كل من الرئيسين نبيه بري وتمام سلام في كل مناسبة محلية أو خارجية الى طرح الأمر.. لعل هناك من يرد التحية بأحسن منها.. رئاسيا، لكن من دون جدوى.
وقد يكون مفهوما أن يتبنى البعض محليا، ولو بخفر، قضية الرئاسة الانتقالية لسنتين، لكن المستغرب أن لا يجد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، برغم كل ما تواجه سلطته من تحديات، موضوعا أهم من الموضوع اللبناني، لاثارته في محادثاته الأخيرة في موسكو مع نظيره الروسي، حيث انبرى للدعوة الى تبني مرشح توافقي ثالث بديل لكل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.
وليس خافيا على أحد من يقصد "أبو مازن"، حتى أنه فاتح بالأمر نفسه القيادة السورية، ولكنه لم يجد آذانا صاغية!
تصوروا أن قضية الرئاسة في لبنان باتت تتعدى عند "السلطة" مشهد الدم اليومي النازف وقضايا بناء المستوطنات واللاجئين والمعتقلين ورواتب الموظفين، وحتى المؤتمر الدولي للسلام الذي كان مقررا عقده في الثلاثين من أيار في العاصمة الفرنسية، قبل أن يرفضه الاسرائيليون، وبالتالي، يصبح موعده معلقا الى ما بعد تبلور المشهد الرئاسي الأميركي، الا اذا كانت "ارباحه" الداخلية الانتخابية الفرنسية كبيرة، وعندها يصبح مطلوبا لأسباب فرنسية وليست فلسطينية أو اسرائيلية!
حاول الفلسطينيون جس نبض الدول الكبرى قبل أن يحاولوا من خلال مصر، التي تحتل مقعد عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، تقديم مشروع الى مجلس الامن الدولي لادانة الاستيطان الاسرائيلي الفالت من عقاله. كان الجواب أن من شأن خيار كهذا أن يطيح المؤتمر الفرنسي للسلام وهذا أمر ليس من مصلحة الفلسطينيين، ناهيك عن الألغام التي يمكن أن تفجر اجتماع "الرباعية الدولية" وما سيصدر عنه قبل نهاية أيار المقبل.
واذا كانت حسابات الرئيس الفرنسي أن الاعتراف بدولة فلسطينية قد يزيد من شعبيته فرنسيا، فان حسابات الرئيس الأميركي باراك أوباما، لا تتصل به وحده، بل بمسار الانتخابات الأميركية، ولذلك، لن يقدم على أية خطوة استفزازية لاسرائيل في أي ملف اقليمي، قبل تبلور الصورة النهائية لسيد البيت الأبيض للسنوات الأربع المقبلة.
ومن يراقب مشهد الدم الفلسطيني المسال يوميا، لن يكون غريبا عليه الاستنتاج أننا ذاهبون في الأسابيع المقبلة، نحو جولات وجبهات جديدة من البطش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل.

  • شارك الخبر