hit counter script

- روبير فرنجية

معين شريف يتصالح مع جمهوره في بنشعي

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٦ - 06:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليس صحيحاً أن دعوة سياسية منظمة رتبت لمقاطعة حفلة المطرب معين شريف ليلة عيد العشاق على ضفاف بحيرة بنشعي.
وليس صحيحاً أن السهرة ألغيت. وليس صحيحاً أن معين شريف لم يصعد إلى المسرح. وليس دقيقاً الكلام الصادر على بعض صفحات المواقع الألكترونية أن جمهور الشمال عاقب معين لأنه بارك مصالحة الرابية – معراب.
معين المقاوم بصوته "لازم تعرف يا محتل" دخل قلوب الشماليين. وكان معهم في حفلاتهم وأحزانهم. يزور المستشفيات التي تعالج ضحايا تفجير جبل محسن من الجرحى الأبرياء. يشارك في دفن الرئيس عمر كرامي. يغني الجنوب الصامد والمقاوم بنفس الثامن من آذار. يغني للجنرال ميشال عون وللنائب سليمان فرنجية، يتردد إلى الرابية كثيراً، يحضر حفلات التيار، ينزل إلى ساحات الحراك الشعبي والميداني، يطل في البرامج السياسية مؤيداً السيد: لبيك يا نصرالله...
وفجأةً يصعد من الرابية إلى معراب مع كوكبة من الفنانين، أغلبيتهم من المحسوبين على التيار الوطني الحر، أبرزهم الفنان عبدو منذر الذي خاض الإنتخابات النيابية على لوائح التيار الوطني الحر.
من المنبر المعرابي صرح معين وغنى "راجع يتعمر لبنان"، ففُهم عند شريحة من جمهوره أنه مع مرشح ضد آخر. وهذا ما لم ينكره في ظهوره ببرنامج "للنشر" معتبراً أنه يمشي مع الجنرال لأن السيد رشحه وأعلن أن عون مرشحه. واستذكر علاقته بآل فرنجية، من الهدية الغالية التي قدمها لعائلته والد الوزير فرنجية النائب الشهيد طوني فرنجية، وهي رمزية بمحتواها.
في هذا الوقت كان كل من يتم الوقوف عند رأيهم من فعاليات المردة، إن كانت المقاطعة رسمية، يضحكون على السؤال ويقولون: هل نقاطع صاحب المطعم والمتعهد وهو من "عضام الرقبة"؟
لكن موجة من تعليقات المناصرين والمؤيدين والمحازبين لم تكن شاعرية على اطلالة معين "المعرابية"، فكتبوا له: صديقنا السابق كما أغنيتك "غدار غدار، شو بيشبهك تشرين...".
ومن قرأ هذه التعليقات يجد أن هذه الشريحة من الناس تفاعلت وتعاملت مع معين كحليف سياسي أكثر مما هو مطرب.
على كلٍ لصوته عشاقه من كل لبنان الذين أتوا لسماعه وبينهم قافلة من المناصرين لتيار المردة.
أطل مع فرقته الموسيقية وغنى وأبهر بمزاجه وصوته وتراكم خبرته في انتقاء الريبرتوار للسهرة التي كان يفترض أن تكون رومنسية بإمتياز. لكن "الزعل على قدر المحبة"، جعلها تختلط ببعض السياسة.
 غنى معين لوديع الصافي ولفيروز وصباح وأم كلثوم من الكبار، ولطوني حنا...
غنى "ليالي الشمال الحزينة" و"علموني هني علموني" ومن فيلم "بنت الحارس" "طيري يا طيارة" و"عالهدا يابا عالهدا" و"تعلا وتتعمر" و"الله معك يا بيت صامد بالجنوب" والجمهور كورسه في كل أغنية. وصولاً إلى الوديعيات من جديد، و"عندك بحرية يا ريس" مستطرداً ومعرباً ليقول: و"أبو طوني ريس" ويعلو التصفيق والزغاريد وقوفاً. هنا توقف لحظة معين عن الغناء ليقول: "عسى أن يصبح سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، نحن لم نتغير تجاهكم وأوضحنا ذلك على التلفزيون، كل ما نطلبه أن يطيل الله بعمر أبو هادي وتستقر الأمور"، مضيفاً: "أنتو نور عيوني"، ثم عاد إلى الغناء و"سليمان ريس يا ريس"، ليقول: إذا كانت الإنتخابات الرئاسية ستكون سبب الزعل بيننا، يلعن أبو رئاسة الجمهورية".
عرف معين كيف يصالح جمهوره أو يتصالح معه. عرف كيف يحافظ على هذه العلاقة المتينة مع هذه الشريحة من الناس فغنى لهم الحب والعشق والغزل ليصل إلى "غدار وشو بيشبهك تشرين" وأغنيته الثنائية مع المطرب محمد اسكندر. لكنه بطريقة ذكية كشف عن عتبه على ما كتبه البعض متهماً إياه بالغدر وهو من عائلة الوفاء، فنظر إلى جمهوره وغنى: ولو هيك بتطلعوا منا وما تعودوا تسألوا عنا... وكل ذلك والجمهور يصفق له ولأصالة حنجرته وصوته الواسع والشامخ طرباً. دون أن ينسى قبل تقديم أغنيته الختامية توجيه تحية لشاعر "ولو" الراحل أسعد السبعلي مستذكراً حفل تكريمه والكتاب الذي أصدرناه عنه: "غابت الشمس". معين لم يختم بنشيد "راجع يتعمر لبنان" ونعتقد أنه فعل ذلك عن قصد. لكنه غنى الكلثوميات و"ألف ليلة وليلة"، دون أن يفوته الترتيل بإيمان وخشوع.
سهرة معين شريف "البنشعاوية" امتزج فيها العشق _ الغرام بعشق الناس بالسياسة وبغرامهم بصوت معين، امتزج بالطرب والشعبي، بالنشيد والترتيلة، بأغاني الحب والوطن بل بوطن الحب الذي نبحث عنه علّنا نجده قريباً.
 

  • شارك الخبر