هل فكرت يوماً في أن الأزمات المالية التي تمر بها أحياناً، قد تكون طيبتك سبباً أساسياً فيها؟ ربما يبدو الأمر غريباً بعض الشيء، إلا أن دراسةً علميةً أثبتت بالفعل، وجود علاقةٍ بين طيبة القلب وقلة المال. وذكرت أن الأشخاص الطيبين يكونون مفلسين غالباً.
شارك في الدراسة كل من ساندرا ماتز، عالمة الاجتماع الحاسوبي في كلية إدارة الأعمال، في مدينة نيويورك الأميركية، وزميلها جو غلادستون. خضع الأشخاص لاختبارات الشخصية ضمن الدراسة. وخلصت إلى أن الأشخاص الذين سجلوا نتيجةً أعلى في اللطف خلال الاختبارات، ترتفع لديهم احتمالية أن ينتهي بهم الأمر للمرور بضائقةٍ ماليةٍ كبيرة، خصوصاً إذا دخلهم منخفضاً في الأساس.
من أجل التعمق في الدراسة، وسع الباحثان ومساعداهما دائرة البحث. إذ جمعوا بيانات الملايين من سكان الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وبيانات الأشخاص الذين لم يتمكنوا من سداد ديونهم. وجدوا أن علاقةً عكسية، تجمع بين زيادة لطف وكرم سكان المنطقة محل البحث، كلما عانوا من وضعٍ مالي أسوأ.
ما السبب؟
أرجعت الباحثة ساندرا ماتز، حين نشرت الدراسة منذ أشهرٍ عدة، سبب العلاقة بين زيادة اللطف والكرم، والمرور بأزماتٍ مادية، إلى طبيعة شخصية هؤلاء الطيبين. فهي تجعلهم غير مهتمين بجمع الكثير من المال، فضلاً عن اتسام غالبيتهم بالكرم الشديد، الذي يدفعهم إلى أن يقرضوا المحتاجين مالاً. أو قد يدفعوا عنهم ديونهم، بالإ عن مشاركتهم في الأعمال الخيرية، والتبرعات وغير ذلك.
حملت الدراسة عنوان “رجال طيبون ينتهون بسرعة: متى ولماذا ترتبط الطيبة بالمشقة الاقتصادية”. ولفتت إلى أن الأشخاص الطيبون يفضلون تكوين الأصدقاء على ادخار المال. لذلك، يدعمون المحتاجين من رفاقهم بغرض كسب ودهم.
أخبار ذات صلة
