hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

ذكرى سهيل بشروئي في LAU: "تراث وعمل من أجل لبنان"

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 10:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أعدت دائرتا الإنسانيات واللغة الإنكليزية في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) لقاء في قاعة المحاضرات عن "سهيل بشروئي إنسانا ومفكرا" بالتعاون مع "مركز التراث اللبناني" في ذكرى غيابه (توفي في الولايات المتحدة يوم الأربعاء 2 أيلول 2015).

شارك في اللقاء الدكتور قاسم شعبان، الشاعر محمد علي فرحات، الشاعرة مي الريحاني، الشاعر هنري زغيب.

افتتح اللقاء الدكتور وحيد بهمردي بكلمة ركز فيها على "التراث الأدبي والفكري والإنساني الذي تركه بشروئي، أستاذا جامعيا وأديبا وناقدا ومفكرا أمضى سحابة نصف قرن في دراسة الأدبين العربي والإنجليزي وتدريسهما الجامعي بين بيروت (الجامعة الأميركية 1968-1986) وميريلند الأميركية (حتى وفاته) وفي هذه الأخيرة ترأس "منبر دراسات السلام" و"كرسي جبران خليل جبران" لدى "مركز أبحاث التراث" في تلك الجامعة، وفيها أسس "الإتحاد العالمي للدراسات الجبرانية".

وكانت كلمة للدكتور قاسم شعبان (من الجامعة الأميركية في بيروت) عالج فيها "السلام في مفهوم سهيل بشروئي" شارحا نظريته في السلام بأن "انبعاث الأصوليات في كل دين نذير شؤم ولعنة القرن الحادي والعشرين"، لذا "من الضروري إحلال السلام لا بين البشر وحسب بل بين الأمم ومع الطبيعة والبيئة، لأن السلام يلغي الفقر والفوارق بين الطبقات ويفرض احترام الطبيعة، ويتغلب على ما نشهده اليوم بين الدول من طغيان الظالم على المظلوم ومنعه حتى من الشكوى".

ورأى أن "محور فكر بشروئي يقوم على إدخال الروح في الثقافة، وعلى أن الأديان واحدة عليها أن تركز على النقاط التي تجمع لا التي تفرق"، من هنا إيمانه بأن "الحب أساس السلام، والتصوف وحدة الوجود، والرسالة الحقيقية هي رسالة المحبة لا العنف". وختم بأن بشروئي، بهجرته إلى الولايات المتحدة، "ابتعد عن العالم العربي فازداد قربا منه وحبا إياه وعملا لآدابه وفكره".

ثم كانت كلمة الشاعر محمد علي فرحات عن "التراث الروحي ووحدة الأديان في مؤلفات سهيل بشروئي" مشيرا إلى أن "اهتمام بشروئي بوحدة الأديان يظهر من عنايته بالأدب المهجري اللبناني في نيويورك مع جبران ونعيمة والريحاني"، معتبرا إياهم "طليعة المعبرين عن وحدة الأديان في اهتمامهم بالتصوف وبأديان الهند والشرق الأقصى وانتقادهم المؤسسة الدينية في وطنهم لبنان لا من حيث إيمانها بل لانخراطها غير المباشر في صراعات دينية أنهكت لبنان بين 1840 و1860، وصولا إلى ابتلائه بمجاعة الحرب العالمية الأولى، ونظرة أولئك الأدباء الثلاثة من إقامتهم النيويوركية إلى مأساة أهلهم".

ورأى أن "دراسة بشروئي في جامعة القاهرة على أستاذه طه حسين شكلت لديه سبيلا إلى كسر الصوت الواحد والأسلوب الواحد في التعبير عن التراث العربي الإسلامي ودراسته. فما قدمه طه حسين لتلميذه لم يكن التصوف بل منهج الشك واعتماد المقارنة العقلانية لتراث احتاج ويحتاج دائما إلى نقد".

وأرسلت الشاعرة مي الريحاني من واشنطن نصها بالإنكليزية في عنوان "هكذا أنشأنا معا مؤسسة "من أجل لبنان" في واشنطن"، قرأتها الدكتورة نهلة باشا رئيسة قسم اللغة الإنكليزية في الجامعة اللبنانية الأميركية.

وجاء في كلمة الريحاني: "جمعت بيننا في لبنان أمور جلى: حبنا الأدب، قناعتنا أن غالبا ما تكون للبلدان الصغيرة أقدار كبيرة، إيماننا بالصلة الوثقى بين الشرق والغرب، وعينا أن بين الأديان مساحة مشتركة، لكن أعمق ما متن صداقتنا وجمع بيننا: تعلقنا الوجودي بلبنان وإرثه". وحين عدنا التقينا في الولايات المتحدة تعمقت لقاءاتنا وتفرعت مواضيع أحاديثنا: الأدب الإيرلندي، الأدب العربي، الآفاق المشتركة بين الأديان، تفاسير القرآن الكريم، المعنى الحقيقي لأقوال المسيح، الصوفية، ومواضيع أخرى كثيرة في طليعتها دائما: لبنان وإرثه الغني". وروت الريحاني ظروف إنشائها مع بشروئي مؤسسة "من أجل لبنان" لنشر الأفكار السامية وخصوصا فكر جبران والريحاني اللذين كانا سباقين في عصرهما باعتناقهما مبادئ فصل الدين عن الدولة، المساواة بين البشر، التسامح والإنصاف، لقاء المتغايرين، بناء الجسور لا الأسوار، التفكير التفاعلي الإيجابي، قوة الشعب، حق تقرير المصير الذاتي، أهمية العدالة، التساوي المطلق بين المرأة والرجل".

وكانت كلمة للشاعر زغيب عن "لبنان في قلبه، وفي فكره جبران والريحاني"، أشار فيها كيف "كان هذا الرجل عاشق لبنان: من جبران والريحاني انطلق ينشر إرثهما ترجمة وتأليفا وأبحاثا، وفي عنوان فكره دوما أنهما جزء نير من عبقرية لبنان. في قلبه كان دائما لبنان. وفي عقله دائما كان الريحاني وجبران".

وقال: "قبل شهرين من اليوم اتصل بي كي ننشر معا، بإنكليزيته وترجمتي إلى العربية كتيب "ديمومة لبنان: حواره مع الغرب" وفيه إبراز دور لبنان أرض لقاء ومنتدى ثقافات، وموئلا طليعيا للحضارات، متطلعا إلى إلهٍ واحدٍ رب العالـمين الوحيد للكون الأوحد في دينٍ متعدد الفروع موحد الجذع وحدوي الجذر إلى عمق الإيمان. واتفقنا أن نصدر النص يوم ذكرى الاستقلال 2015 فيكون رسالة حب وسلامٍ إلى العالم من لبنان السلام. لكن السلام الأبدي أخذه منا قبل أن نطلق معا رسالة لبنان تلك في نص كان آخر ما سطره، بقلبه اللبناني الكبير، سهيل بشروئي".
 

  • شارك الخبر