احتفلت نقابة المحامين في بيروت بعد ظهر اليوم، في "بيت المحامي" باطلاق المئوية الاولى لتأسيس نقابة المحامين في بيروت، بحضور وزير العدل اللواء اشرف ريفي، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، النقيب السابق عصام كرم ممثلا النقيب جورج جريج، وعدد من القضاة والشخصيات الاكاديمية والسياسية والاجتماعية والحقوقية.

بداية، النشيد الوطني ونشيد المحامي واستهل الاحتفال بعزف موسيقى قوى الامن الدالي بقيادة الملازم غابرييل لطفي.

ثم القى مقرر لجنة الاحتفال المحامي وليد ابو دية كلمة ترحيبية، تلاه المحامي محمد شهاب الذي قال: "اليوم يومكم. يوم المحامي. كيف لا يستحق المحامي يوما بل عيدا وهو من حمل شعلة الحق والدفاع. يومكم هذا، يأتي موازيا لاحتفال نقابتكم بالمئوية الأولى لتأسيسها في 2019 والذي بدأت اللجنة المولجة بالتحضير لها منذ الآن. وكما يستحق المحامي يوما، فإن النقابة تستحق بذكرى مئويتها الأولى عيدا. وكيف لا؟ أليست هي أم النقابات في لبنان؟ نعم نقابة المحامين في بيروت هي أم النقابات. لقد تم إنشاء هذه النقابة بموجب القرار رقم 192 تاريخ 6 شباط 1919 عن وكيل الحاكم الإداري العام في حينه، بينما تم اعلان لبنان الكبير في أول أيلول 1920.هي أم النقابات لأنها كانت ولا تزال رائدة الحق والعدل حاملة مشعل الحرية والديمقراطية على مر الزمان".

اضاف: "في مسيرة النقابة محطات كثيرة رائدة لا يمكن أن تختصر بكلمة. هي النقابة التي مارست الديمقراطية يوم تعطلت الديمقراطية في هذا البلد، وهي التي أكدت الحرية وما زالت يوم تعثرت الحرية فيه. نقابة المحامين تمسكت بسيادة القانون يوم كاد القانون أن يغيب عنه وحافظت على الوحدة وما زالت، يوم تفرق كثر من أبناء لبنان وكادت وحدة لبنان أن تتمزق".

وختم: "لا مجال لعرض كل ما قدمت النقابة ولا طوال مسيرتها الرائدة في كل نواحي العدل والحق والديمقراطية والحرية والسيادة، فالحديث يطول، والصور والأفلام التي سترون بعضا منها ستعبر عن تلك المسيرة القديمة الجديدة.

ثم القى الوزير السابق المحامي الياس حنا كلمة قال فيها:"ان عام 2019 هو عام المئوية الاولى لنقابة المحامين في بيروت التي تأسست في 6 شباط 1919 اي قبل اعلان لبنان الكبير في اول ايلول 1920 فكانت المحاماة اعرق مهنة في تاريخ لبنان وكانت نقابتها في طليعة التنظيمات النقابية".

اضاف: "ومنذ اول هذه السنة 2015 بادر سعادة النقيب جريج ومجلس النقابة بدق النفير لبدء التحضير لمئوية نقابتنا عن طريق تاليف لجنة برئاسة الزميلة عليا بارتي زين، ان وراء هذا التدبير حكمة واستشرافا مسبقا لحسن التحضير واعداد وسائل عرض الذكريات والتاريخ والانشطة من صدور افلام وثائقية ومؤلفات المحامين ونوادرهم ودورهم الفعال في الاتحادات الدولية واتحاد المحامين العرب واسهام المحامين في الحياة القضائية في الخارج حيثما حلوا او اسسوا مكاتب او شاركوا في مكاتب اجنبية".

وتابع: "سيتوج التحضير باصدار كتاب اليوبيل السنوي الاول وقد مهدنا له في الكتاب الماسي الذي اصدرته النقابة في يوبيلها الاساسي سنة 1994 في عهد النقيب ميشال خطار، وعهد الي بالاعداد والتنظيم علني افلحت بمؤازرة وتوجيهات النقيب خطار والنقباء السابقين والاستاذ محمد شهاب والزميل الماسوف عليه فايق الرجي ورئيس الديوان السابق ايلي معلوف".

واردف: "كانت محاضر مجلس النقابة مصدرا رئيسا للمعلومات وكم كانت مغتبطا في التفتيش عن كثير من النصوص القانونية والاحداث في مكتبات الخالدين جوزف مغيزل وادمون نجم وفارس الزغبي وفي كتاب "سوانح خمسين" للنقيب فؤاد الخوري كما استأنست بأراء وخبرة النقباء السابقين. وبالنتيجة لا يبقى سوى الكتاب لاستذكار المراحل التاريخية والاحداث انه هدية اليوبيل لتبقى بيروت ام الشرائع وتبقى نقابتها ام النقابات ولتظل مدرسة الحقوق الرومانية فيها مع اساتذتها منارة لتاريخ علم القانون".

وقال: "وكما كان يوم اليوبيل الماسي يوما مشهودا في تاريخ لبنان بكافة الحضور الرسمي والقانوني من لبنان والبلاد العربية وفرنسا وانكلترا، سيكون يوم اليوبيل المئوي اهم اداء واكثر اجماعا واجتماعا لان همة الشباب موجودة وتوجيهات النقباء كالملح في الطعام".

وختم: "مهما قلنا في يوم المحامي نظل مقصرين ولكن ليبق ايماننا بمبادىء رسالتنا وبمضمون قسمنا العنوان الابرز في سياق مسيرة نقابتنا الصاعد دوما بفضل وحدتنا واستقلاليتنا واحترامنا لاصول التقاضي والتوازن بين جناحي العدالة وهي الصراط المستقيم واصول المناقبية التي تقودنا الى النجاح".

ثم القت رئيسة لجنة تاريخ النقابة وذاكرتها المحامية عليا بارتي زين كلمة قالت فيها: "جذور النقابة تمتد في الأرض أعمق من الجمهورية، إنها كالأرزة التي تتوسط العلم، وقد حفرت على جذعها تاريخا مجيدا من النضال، مهد لقيام دولة مستقلة، كانت ولا تزال منارة للحضارة والديموقراطية رغم ويلات الحرب التي عصفت بلبنان. مئة عام مرت بحلاوتها ومرارتها على السادس من شباط من العام 1919، يوم تشكلت أول لجنة إدارية لجمعية المحامين في بيروت يرأسها الأستاذ وديع الدوماني معينا من قبل الحاكم الإداري الفرنسي مع أربعة أعضاء منتخبين".

اضافت: "في أول إجتماع لها، وفي ظل الإنتداب الفرنسي، أصدرت الجمعية قرارا تطالب فيه أن تكون اللغة العربية وحدها لغة المحاكم الرسمية. ومنذ ذلك التاريخ، تعاقب على إدارة النقابة نقباء مميزون مع نخبة من المحامين، منتخبين من الجمعية العمومية، شيدوا المؤسسة، مدماكا فوق آخر، حاملين رسالة الحق والعدالة، وقد شاركوا في وضع مشروع دستور لبنان العام 1926، وأسهموا مذ ذاك في إقتراح القوانين والأنظمة".

وتابعت: "إعتمدت نقابة المحامين مبدأ تداول السلطة، وأنبتت قادة للبلاد والمجتمع من رؤساء جمهورية ورؤساء مجلس النواب ورؤساء حكومة ووزراء ونواب مشرعين كانوا ولا يزالون في طليعة صناع القرار وحراس هيكل الديموقراطية. كما أنجبت قضاة وأساتذة جامعات ومحكَمين جالوا أقطار العالم وتواجدوا خاصة في المحاكم الأجنبية والدولية وفي غرف التحكيم العالمية، ولا ننسى دور النقابة بإنتسابها لإتحادات المحامين الدولية وفوز أحد أعضائها أنطوان عقل برئاسة الإتحاد الدولي للمحامين وعمر زين في الأمانة العامة لإتحاد المحامين العرب".

واردفت: "لأن الذكريات المجيدة للنقابة يجب أن تبقى، شهادة خالدة للأجيال السابقة، وإرثا زاخرا للأجيال الصاعدة، شكل نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، بمناسبة اليوبيل المئوي للنقابة، لجنة "تاريخ النقابة وذاكرتها" مؤلفة من ثلاثة عشر عضوا موزعين بين المحامين ذوي إختصاص في التاريخ والثقافة والمعلوماتية وطباعة المنشورات".

وختمت: يسر اللجنة أن تعلن، بالنيابة عن النقيب جورج جريج، عن إصدار طابع بريدي جديد يجسد اليوبيل المئوي للنقابة، يعود ريعه لصندوق تقاعد المحامين".

ثم جرى عرض خطة عمل لجنة تارخ النقابة للسنوات الاربع المقبلة من المحامي راني صادر

ثم القى ممثل نقيب المحامين جورج جريج النقيب السابق عصام كرم كلمة جاء فيها: ما أحد يقوم مقام النقيب! يقسط لي، مرة بعد، أن أتناول الكلام في يوم المحامي، وقد أراده نقيبنا الناجح، جورج جريج، إحدى بواكير الإستذكار. نحن في 2015. ومئوية النقابة في 2019. بعد أربع سنين يكون عمر النقابة مئة سنة، وبعد خمس سنين، في 2020، يصير عمر "دولة لبنان الكبير مئة سنة. ومثلما حدود النقابة صناعة محامي لينان، هكذا حدود لبنان الكبير صناعة فخر الدين، لا صناعة الإنتداب".

اضاف: "هو التاريخ الأب الثالث بعد الأب والأم. التاريخ حكاية احداث حقيقية حصلت. من هنا، هو علم أو، من هنا، هو يتكامل مع العلم. ألتاريخ هو معرفة الأحداث. أي الوقائع. أما العلم، فهو معرفة القوانين التي تحكم هذه الأحداث. الناس لماذ يطبقون القانون ؟ لأنهم يعتقدون أنه عادل، وإلا، ثاروا عليه وعصوا قواعده والنواهي. في الديموقراطيات المواطن يراقب الدولة ويحرسها. وليست الدولة هي التي تراقب المواطن وتحرسه. صحيح أن أثينا عملت الجمهورية. لكن أثينا لم تعمل الديموقراطية".

وختم: كل هذه الأسئلة وغيرها كمثل استقلال القضاء، ونظافة الإدارة، ووضاءة التشريع، وحدود الثورة، وضرب الإرهاب، والرئيس الصانعه الشعب، تساورنا في يوم المحامي. يوم الكلمة والرأي، يوم الوقفة والموقف".