hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - جمال العيساوي

شِرلوك هولمز ولغز النظام

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 06:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على الرغم من الدراما التي نعيشها يومياً في هذا البلد العجيب إلا أن آب لم يسقط من رزنامة الموسم السياحي من دون أنْ يرسم بعض الابتسامات على وجوهنا ويُلهب أسماعنا بالعديد من الغرائب والطرائف، خصوصاً تلك التي شهدتها ساحات التظاهر في بيروت.
ومنها كما بات معلوماً لكل متابع سماع أسماء المشاهير التي تردد صداها هناك مقرونة ببعض ما اطلعنا عليه من العناوين الملغومة؛ فها هم بعض الشبان يرفعون لافتة يعلنون فيها ترشيح أليكس فيرغسون المدرب السابق لنادي مانشستر لمنصب رئاسة ليبانون يونايتد! وكأني بهم يقولون له تعال فدربنا على كيفية مداعبة كيس الزبالة بأقدامنا وتسديده في مرمى خصوم هذا الوطن. ثم مَن كان ليتخيل بأن "باتمان" بشحمه ولحمه وقناعه كان يتمشى بيننا! من يدري فربما شخصيات الجوكر والبطريق الخرافية هم السبب في كل ما يحدث للبنان مما دفعه لملاحقتهم في بيروت!!! ومن الغرائب أنْ كان لِمِيا خليفة "حضورها!" حيث انتصبت الأيادي لرفع صورها ولكن هذه المرة لم تستطع إغراءاتها من تَطْيير "حمَامَات" القصر حتى وإن حضرت هي شخصياً وبكامل حشوات السيليكون! فالعجز كبير.. وكبير جداً يا ولدي. ومن التمثيل إلى الغناء حيث شهد "تِراَّس" رياض الصلح هجمة شرسة من المطربين اللبنانيين حيث بدؤوا بغناء الدلعونا والميجانا وعَلَت صيحات هيهات يابو الزلف... "يعني باختصار وبلا طول سيرة كانت دابكة"، ولكن عند نهاية كل حفلة لم نكن نعرف "على أي مواَّل بدنا نرسي".
ولكن أغرب وأدهش ما حصل هناك، هو نزول أعداد لا يُستهان بها من فريقَيْ آذار تحت شمس آب واجتماعهم في نفس الساحات واتفاقهم على لائحة طويلة من المطالب كان أبرزها وأكثرها إثارةً للسخرية والضحك هي مزاحمة حناجرهم حناجر الداعين إلى إسقاط النظام! بالفعل يا لها من بلية، وشر البلية ما يُضحك. هذا وتنبغي الإشارة إلى أنه وعلى هامش الاتفاق سُجلت حالات من الهلوسات "الطفيفة" تراوحت ما بين من يريد إسقاط النظام والحكومة، وبين من يريد إسقاط النظام دون الحكومة! ودائماً بحسب ما أفادت مصلحة مراقبة الأجواء! لقد كانت مسخرة حقيقية دفعتني وغيري لسؤالكم والتوجه إليكم بالقول: إن القلة القليلة من المُنتمين إلى الـ10.452 كلم2 نزلوا لإسقاط رقمَيْ 8 و 14 من المعادلة اللبنانية الصعبة أما أنتم يا جماعة آذار نزلتم لإسقاط أية أرقام!؟
ندعوكم إلى فتح قواميس خطاباتكم الطنانة وشعاراتكم الرنانة "يلّي بخَشِت طبلِة دَيْنِتنا" وإجابة هذا السؤال أيضاً: عرِّفوا لنا معنى "النظام" بكسر النون وفتح الظاء!؟ حدِّدوا لنا أين يقع ومن أين أتى كل هذا الفساد.. يا من يُنَظِّرون دوماً بالجيوسياسية!؟ ويا أيها العارفين بخبايا ما قضَيْتم فينا.. هل نحن إذاً بصدد أن نرفع دعوى ضد مجهول!؟
لن نتوقف عن استجوابكم مراراً وتكراراً لأنكم أصحاب أرقام وشركات، وخبراء في العمليات الحسابية وجَمْع الضرائب والغرامات، ولأنكم جعلتم "النظام" يبدو مثل "unknown (x)" في الرياضيات! مما استدعانا للتعجب والقول بأن لغزاً محيراً ومُعْضِلة حسابية كهذه ما كنا لنحتاج أن نرى فيها باتمان في بيروت أو حتى بروس لي، إنما كنا نفتقر لشخصيات مثل الخوارزمي وفيثاغورس وغيرهم كثير مجتمعين على طاولة البحث خلف أبواب موصدة، حيث العصف الذهني شَغَّال وغَلْيون شِرلوك هولمز شعَّال، بينما أينشتاين لا يتوقف عن تنكيش شعره أكثر فأكثر لحين التوصل إلى معرفة "x" أو "النظام" كما هو مشهور!
وأمام زحمة الأسماء وبالحديث عن المشاهير، لا يسعنا في الختام إلا أن نقول:
لستم سوى ممثلين من عيار “Tony Awards” العابر للمسارح. وإن أردتم يوماً إسقاط أي زيف وفساد فعليكم البدأ أولاً بإسقاط الأقنعة وإزالة مساحيق التبرج المنتهية صلاحيتها عن وجوهكم أمام الجمهور المُتَبقي، مما يتيح الفرصة "لإسقاط" الستار على مسرحية "النظام" تلك، والتمهيد لختم أبواب ذلك المسرح بالشمع الأحمر وبكل لونٍ من ألوان أعلامكم.
 

  • شارك الخبر