hit counter script

باقلامهم - المحامي لوسيان عون

السباق بين الحراك والحوار والاحتكار

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 06:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

انه سباق محموم على مسارين ليسا معبدين، تعترضهما الالغام من العيار الثقيل في مشهد لا يحسد لبنان عليه، بعدما تم خلط الاوراق على الساحة السياسية وبات الحديث عن 8 و14 آذار كقصص الحكواتي ايام زمان .
على المسار الاول حراك غير منظم، تشوبه الفوضى وانعدام الهدف والاستراتيجيات، وان التقى اثنان في تظاهرة واحدة كان لكل منهما رؤيته وهدفه وبرنامجه، واحد هدفه أوحد انتخاب الرئيس، الثاني اسقاط النظام برمته، الثالث استقالة وزير البيئة ومحاسبة وزير الداخلية، الرابع انتخاب الرئيس من الشعب، الخامس اجراء انتخابات نيابية... وهكذا صح فيهم القول: الهدف نبيل، لكن الوسيلة تضيع باستعمالها العشوائي، دونها مخاطر يتلقفها من ليس له مصلحة في الحراك الشعبي بعدما ظهرت قوة مضافة على الساحة السياسية لتشكل خطرأً على الاقطاع والاحزاب وتنذر بالمحاسبة ان لم يكن الاطاحة من المناصب والمغانم ان تحققت أهدافها وارتقت الى مستوى الثورات على مدى العصور .
في المقلب الآخر مسار تراصف فيه الاضداد، فنسوا أحقادهم، وأغفلو ما تقاذفوا به من تهم، لقد وحدتهم المصيبة، مشهد الشعب الهادر المحاسب المتوعد بقلب النظام راساً على عقب، وجوههم مكفهرّة، خطاباتهم يسودها الارتجاف، لقد بلغت ايدي الثوار حساباتهم وقصورهم العاجية وسياراتهم ومناصبهم وعروشهم، فكان لا بد من قرار ما أم مبادرة معينة تنقذهم من الذوبان.
بيان يصدر من هنا، لجنة تشكل من هناك، تقصير مهل الى اثني عشر ساعة لمعالجة النفايات، تحركات مشبوهة لسفراء بعض الدول، زيارات مفاجئة غير مرتقبة، حتى جاء عميد الانقاذ في الساعات الحالكة، الرئيس بري بمخرج ربما يفضي الى تأجيل الازمة وكسب الوقت لاشهر مقبلة: انه حوار على الطريقة اللبنانية... وكم من حوار وحوار شهده لبنان أقله منذ العام 1975 حتى يومنا هذا.
عود على بدء: حوار الطرشان بين رموز الطائفية والمذهبية ورؤساء الميليشيات (سابقأً)،
أما نتائجه فمعروفة سلفاً... وبيانات جلساته ايضاً وايضاً ...
قد لا نبتكر جديداً ان تلينا نموذجاً من احدها :
التقى أركان الحوار وتداولوا بآخر المستجدات ، وكان نقاش عميق وبحث جدي في ما وصلت اليه الامور، وكانت مكاشفة ومصارحة وكان اتفاق على استمرار الحوار لما فيه خير الشعب اللبناني سيما وأن الحوار يبعد شبح الاقتتال ويمتص حالات الاحتقان بين سائر اللبنانيين .
واذا التقى السادة ممثلو الشعب اللبناني على ما فيه خير شعبهم ، فلماذا لا يعمدوا الى ترجمة خياره الدستوري عبر انتخاب رئيس للجمهورية بالطرق الديمقراطية؟
هل التحركات الشعبية الى استيعاب من قبل أمراء لبنان بعدما وصل الموس الى ذقونهم؟
وهل أن الحكومة والمجلس الممد له باقين وكذلك النظام؟
وهل المنتصر الوحيد و"المنقذ" هو عميد الامراء عبر تحرك "الهائي" "استيعابي" يهدف الى امتصاص النقمة الشعبية ودفع كرة النار باتجاه رؤساء الكتل في وقت تبقى الازمة اللبنانية رهن القرار الدولي الذي وضعها في الثلاجة الى حين بلورة الازمة السورية وانقشاع الرؤيا؟
أسبوع حاسم بالتأكيد بعد زلات قدم ارتكبها منظمو التحرك الشعبي الذين اضاعوا العنوان بدءاً من أفكار بعض القيمين على التحرك وصولا الى بلوغهم فخ احتجاز وزير داخل وزارته والتمركز في وزارة ورفض الخروج وهو بالمفهوم القانوني الجزائي "تعد على مرفق عام" في وقت كان من الاجدى أن يقتصر التظاهر على ساحة كساحة الشهداء حيث لا يمكن لقوى الامن طرد المعتصمين ان لم ينتج الحراك شغباً، وبعدما بدأت الجمعيات الداعمة للحراك الانسحاب واحدة تلو الاخرى، وبالتزامن مع تحركات حزبية متتالية لن يكون التيار العوني وحيداً خلالها ولا القوات اللبنانية التي سوف تسهد استعراضات شعبية للقوة، ما يتسبب بذوبان التحرك العلماني المطلبي مقارنة بالاعداد التي ستشارك في كلتي المناسبتين .
في المحصلة، انها محاولة محقّة لمطالب محقة لاختراق جدار طائفي لبناني صلب يحيط بالنظام اللبناني، قد يقارب مصيرها الفشل في مواجهة ارادة دولية داعمة لاركان النظام الحالي وحيتان المال بالاستئثار بمناصبهم حتى آخر قطرة دم حفاظاً على آخر ما بقي من مؤسسات شرعية عاملة " من قلة الموت " بانتظار أن تدق ساعة الحلول الدولية فيدق "عراب الحلول" الرئيس بري النفير ويدعو لجلسة لانتخاب رئيس يؤسس كاجراء لاعادة "ترقيع" نظام قائم على احتكار السلطة والاستئثار بها والاقطاع والفساد والمحاصصة والسمسرات... "والطائفية".
 

  • شارك الخبر