hit counter script
شريط الأحداث

- كارولين ياغي

السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي لـ "ليبانون فايلز": نتواصل مع حزب الله وتسليح الجيش سيترجم قريباً

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٤ - 05:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ربما تكون كلمة "دقيق" أقلّ ما يمكن أن يوصف فيه الوضع اللبناني حاليّاً. فهذا البلد الواقع، جغرافيّاً، في جوار البركان السوري المتفجّر، والذي يقذف بحممه على الشرق الأوسط كلّه، والواقع، سياسيّاً، بين حكومة غير متفقة حتى الآن على البيان الوزاري الذي يؤمّن استمراريّتها وبين الاستحقاق الرئاسي المهدّد بالتأجيل، هو أكثر ما يكون بحاجة الى تلمّس مستقبله السياسي والأمني والاقتصادي.

من هنا، كان هذا الحوار مع ممثّل دولة كبرى تملك تأثيراً في الداخل اللبناني، على أكثر من صعيد، لنلقي الضوء على مسائل مهمّة ترتبط بعلاقة لبنان بهذه الدولة، خصوصاً ما يتعلّق بالهبة السعوديّة لتسليح الجيش اللبناني، ولنكتشف شخصيّة معروفة في الأوساط الدبلوماسيّة بلياقتها وتهذيبها.
في ما يلي الحوار الذي أجراه موقع "ليبانون فايلز" مع السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي، والذي بدأ من مؤتمر المجموعة الدوليّة لدعم لبنان وانتهى بغرام سعادته بالكبّة النيّة وكأس العرق.

بعد عودتكم من مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان لمواجهة تداعيات الأزمة السوريّة، ما هي أبرز النتائج التي خلُص إليها الإجتماع في ما خص مساعدة لبنان وإغاثة اللاجئين ودعم اقتصاده؟
بالنسبة إليّ كان المؤتمر ناجحاً جداً، وشاركت في المؤتمر الذي تميّز بحضور رفيع على المستويين الدولي واللبناني حول الرئيسين هولاند وسليمان. وجدّد الجميع في خلال هذا الظرف الإقليمي الدقيق تأكيدهم دعم المجتمع الدولي للبنان وسيادته واستقراره وأمنه ودعم المؤسسات اللبنانية، واحترام المهل الدستورية وإنعاش العملين الحكومي والبرلماني والتحضير للانتخابات الرئاسية والنيابية في الوقت المناسب.
تحت هذه المظلة، تمّ العمل على بعض العناصر الفعليّة حول كيفية دعم لبنان على ثلاثة أصعدة وأوّلها دعم الجيش، وعن كيفية ترجمة دعمنا عبر الهبة السعودية والعمل يتقدم بهدوء في هذا الإطار ونعتبر انعقاد مؤتمر خاص بدعم الجيش في الشهر المقبل في روما مؤشراً لاستمرار الجهود وتأكيد الإرادة الدولية في هذا الصدد.
أما على صعيد دعم الإقتصاد فتمّ إطلاق الصندوق الإئتماني حصرياً للبنان وهو تابع للبنك الدولي وحصل الصندوق على تمويل من فرنسا وهي أول مموّل بـ 7 ملايين يورو، بالإضافة الى تمويلٍ أيضاً من النروج وفنلندا، ويساهم الصندوق في مكافحة الفقر في لبنان بصورة مستمرة ودعم المجتمعات المستضيفة للاجئين. إضافة لذلك هناك مبالغ مجمّدة بسبب توقف عمل الحكومة والبرلمان والمبلغ يتجاوز الـ 600 مليون دولار من أجل دعم الإقتصاد. أما في ما يخص دعم اللاجئين فهناك أولاً مؤتمر الكويت ونتوقع منه مساعدات قيّمة للبنان، كما نساعد لبنان عبر الإتحاد الأوروبي الذي كان موجوداً في المؤتمر وهو أول مموّل للمساعدات الماليّة للاجئين في لبنان، بالإضافة الى مساعدات عبر أعمال ثنائيّة مثل المشاريع مع البلديات.
يضاف الى ذلك كلّه استقبال اللاجئين السوريين في بعض الدول ولا سيما في أوروبا وقد بدأت ألمانيا ثم السويد وفتحت فرنسا اليوم أبوابها لحوالى 3 آلاف وخمسماية لاجىء سوري، وندرس ملفاتهم حالياً.

هل ستأخذ الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني طريقها الى التنفيذ قريباً وفي أيّ مرحلة بات التفاوض مع الجانب اللبناني؟
العمل مستمر بيننا وبين الدولة اللبنانية، ونركز جهودنا في هذا الإطار. إن حجر الاساس وضع عبر تحديد الجيش اللبناني لحاجاته ونبني جهودنا على متطلباته وفقاً للخطة الخمسية لتسليح الجيش اللبناني، ولكن نعمل بعيداً عن الأضواء ونسير جدياً في هذه الجهود والتي ستُترجم قريباً على الأرض.


ما رأيك بما يحصل في سوريا اليوم لجهة تغيير المعادلات ميدانيّاً لصالح النظام، وهل سيؤدّي ذلك الى تغيير في الموقف الفرنسي الرسمي؟
نتمسّك منذ البداية بموقف واضح ومستمر لم ولن يتغير وموقفنا يطلب ويؤيد تشكيل حكومة انتقالية في سوريا قادرة على أخذ القرار وتكون عبارة عن اتفاق بين النظام السوري من جهة والمعارضة من جهة أخرى وتتمكن من تحديد المراحل التي تؤدي الى انتخابات حرة في سوريا. نؤمن بأنّ القرار عند السوريين، ونفضّل الحل السياسي، لذلك منذ جنيف 1 طلبنا جنيف 2 بناءً على استنتاجات المؤتمر الأول، ومع الأسف لم نشهد أيّ تقدم فعلي في جنيف 2 وما من مخرج للأزمة السورية إلا بالطريقة السياسية.

هل سيتمكّن النظام السوري من الاستمرار؟
يمكنك أن تعودي الى ما قلته حول الموقف الفرنسي، فأنا سفير فرنسا في لبنان ولست سفيراً في سوريا، والموقف الفرنسي هو تأمين حلّ سياسي وحكومة انتقالية بين النظام والمعارضة فالخيار إذاً عند السوريين.

بعد جنيف 2 السوري، هل تحبذ باريس إستضافة سان كلو 2 لترتيب الوضع اللبناني أم أنّ ظروفه غير ناضجة؟
إنّ الحكومة اللبنانيّة شُكلت عن طريق معادلة لبنانية أي صُنعت في لبنان من دون أيّ تدخل أجنبي وهذا أمر جيّد ويفتح الباب للعبة لبنانيّة لتمرير الاستحقاق الرئاسي ونأمل أن يبقى القرار عند اللبنانيين فلذلك لا يحتاج اللبنانيون الى أي مبادرة خارجية. سنبقى الى جانب اللبنانيين، فنحن نفضّل حكومة تعبّر عن قاسم مشترك كحدّ أدنى في لبنان، أي حكومة وحدة وطنيّة تحمي لبنان من الأخطار في المنطقة وتداعيات الأزمة السوريّة. واليوم موقفنا ثابت ونشجّع اللبنانيين على ترتيب أوضاعهم بأنفسهم، وأظنّ أن لا مجال اليوم لمبادرة خارجيّة بل علينا التركيز على إبقاء القرارعند اللبنانيين.

هل تعتقد أنّ المعطيات المتوافرة في الفترة المقبلة تسمح بتمرير الاستحقاق الرئاسي اللبناني في موعده؟
نريد أن يحصل الاستحقاق الرئاسي في موعده وما تشكيل الحكومة التي نأمل أن تأخذ الثقة إلا خطوة جيدة في الطريق الى الانتخابات الرئاسية في أحسن الظروف.

كيف تقيّمون علاقة فرنسا اليوم بحزب الله وهل من تواصل مع الحزب؟
ميزة فرنسا في لبنان أنّها تتكلم وتتواصل مع جميع الأفرقاء والأحزاب ذات تمثيليّة في مجلس النواب في لبنان، والدليل على ذلك هو تواجد مراكزنا الثقافيّة في مختلف المناطق اللبنانية، ومع حزب الله لدينا حوار صريح وواضح ونتبادل معه الآراء وقد نختلف معه أحياناً علناً خصوصاً حول وجوده العسكري وتدخله في سوريا، فنحن نؤيد إعلان بعبدا الذي يقول إنّ اللبنانيين لا يتدخلون في الشؤون السورية، الحوار مهم والتواصل معه مستمر رغم اختلاف الآراء.

ما هي أبرز النشاطات الثقافية التي ستُقام في لبنان خلال شهر آذار المخصص للفرنكفونية؟
شعار الفرنكفونية هذه السنة هو الفكاهة والضحك وكلنا نحتاج لهذا الأمر. إنّ الفرنكفونية ليست قلعة بل أرض منفتحة وجهود وشراكة وطموحات من بلدان عدّة تشارك فعاليات هذا الشهر، هناك برنامج غنيّ ومتنوّع بالمعارض والمسارح والأمسيات الموسيقيّة والسينما وغيرها من النشاطات الثقافيّة والفنيّة. كما نستخدم المراكز الثقافيّة في كل المناطق اللبنانية لتطوير الحوار بين اللبنانيين خصوصاً الطلاب الذين يجدون فسحة ليستمعوا للآخرين، ويعبّرون عن آرائهم، فالفرنكفونيّة هي مجموعة من القيم، مثل التسامح واحترام حرية التعبير.

هل اخترت أن تكون على خطى والدك الدبلوماسي أم أنه قرار شخصي؟
كنت معجباً بوالدي الدبلوماسي وأتابع خطواته. منذ الصغر في الولايات المتحدة كان عليّ أن أعتاد على اللغة الإنكليزية ثمّ درست اللغة العربية في ليبيا في المدرسة الفرنسية ولذلك تعوّدت على اللغات والتواصل والانفتاح على الآخرين، ولم أخف من اللغات، ولم أشعر بالتردد، فالبيئة التي عشنا فيها أثرت على قراري وكان حلمي أن أصبح دبلوماسياً مثل أبي.

هل لديك طموح أو حلم آخر، أن تصبح وزيراً مثلاً مستقبلاً وهل تفكر في الكتابة لاحقاً؟
أنا مسرور كوني دبلوماسياً وأكتفي بذلك. أجل (مبتسماً)، أفكر بالكتابة طبعاً ولكن في الوقت المناسب، ككتابة ذكريات المهنة، وحياتي كإبن دبلوماسي وتنقلي في العالم.

هل أنت مسرور لوجودك في لبنان؟
طبعاً، كأيّ دبلوماسي فرنسي، إنه لحلم أن أخدم في لبنان، وعندما دخلت الى وزارة الخارجية لم أتخيّل أن أصبح يوماً ما سفيراً في لبنان وشرف لي أن أكون هنا وأنا مسرور جداً، فبالرغم من أن لبنان يمرّ بتوترات ولكنّه بلد حيوي وهناك الإبداع اللبناني وجودة الأدمغة اللبنانيّة والثروات الإنسانيّة في لبنان والعالم.

سعادتكم من هواة الموسيقى، هل تجدون في لبنان الوقت الكافي للغناء وعزف الغيتار وهل تتذوّقون الفن اللبناني؟
أجد الوقت ولكنّه ليس كافياً لعزف الغيتار مع أصدقائي مثل الروك والبلوز، كما أحبّ سماع فيروز وماجدة الرومي، فرقة مشروع ليلى وزياد الرحباني على سبيل المثال. أنا منفتح كثيراً وأستمع الى كل أنواع الموسيقى .

ماذا عن الأطباق اللبنانيّة؟
أحبّ البطرخ والكبة النيّة مع كأس من العرق.

هل من رسالة توجهونها الى الشعب اللبناني ؟
إنّها رسالة محبة وأمل، وفرنسا بقيت الى جانب اللبنانيّين سنة بعد سنة رغم كل المصاعب، فنحن نؤمن بلبنان ونمارس هذا الإيمان في لبنان يوميّاً عبر دورنا وعملنا في السفارة والمراكز الثقافيّة ونريد أيضاً أن يُساعد اللبنانيّون أنفسهم في أخذ القرارات.
 

  • شارك الخبر