hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة في انطلياس حول كتاب عبد الرؤوف سنو

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٤ - 21:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اقيم اليوم، في اطار فعاليات مهرجان الكتاب في انطلياس ندوة عن كتاب عبد الرؤوف سنو "لبنان الطوائف في دولة ما بعد الطائف إشكاليات التعايش والسيادة وأدوار الخارج".

وتحدث في الندوة الاستاذ الياس القطار عن المؤلف عبد الرؤوف سنو، أستاذ جامعي وعالم مميز اتصف بالصدق في البحث كما في الحياة وبالفطنة وحسن التدبير في إنتاجه التاريخي، أكاديمي يحسن تقميش المعلومات وأخضاعها للنقد وتحري مدى عدالتها وضبطها. يحرر معلوماته في أسلوب واضح مشبع بالمعاني دقيق المصطلحات منضبط المنهجية يؤدي المعنى بسهولة.
أتحف الدكتور سنو التراث التأريخي بأعمال أكاديمية راقية محورها:
1- الإسلام والمسيحية.
2- لبنان الحديث والمعاصر.
3- العرب وقضية فلسطين.
4-الدولة العثمانية والعرب.
5-ألمانيا وروسيا وبريطانيا والدولة العثمانية.

اضاف:"لبنان الطوائف في دولة ما بعد الطائف إشكاليات التعايش والسيادة وأدوار الخارج، المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت2014" هو تكملة لرصد مجريات الاحداث في لبنان منذ حرب 1975 . وكما يعبر عن ذلك عنوان الكتاب، إنه رصد لثلاث اشكاليات تتآكل لبنان هي: التعايش بين الطوائف، مدى سيادة لبنان وأدوار الخارج الاقليمي والدولي في ظل صراعات الزعامات اللبنانية على جبنة السلطة والاستراتيجية الدفاعية والسلاح والتعايش الظاهر والعصبية الطائفية والدينية الباطنية وربط لبنان بمحاور اقليمية واحيانا أو أكثر تبعية اقليمية قاتلة للحرية".

وتابع "لبنان الطائفي أو لبنان العلماني المدني خياران، ما فتىء اللبنانيون يسعون فيه للخيار الأول ويكذبون فيه في الخيار الثاني.

عندما تستقيم في لبنان وفي العالم العربي النهضة والاصلاح العقلاني وتشرق الحرية بنورها وتتلاشى الأصولية الدينية وتنتحر الحركات التكفيرية وتشرق روح "الأنسنة" بكل مضامينها سيتجلى النظام العلماني أو المدني ناصعا كالثلج حاملا الشرق العربي إلى رحاب الحضارة المنتجة والمتجددة".

وقالت الدكتورة دعد بو ملهب عطالله "فصول أربعة متقاطعة متكاملة تحكي وتفسر وتضبط فتجعلك أنت القارئ الباحث عن المعرفة تستزيد علما وفهما لمجريات ما يدور حولك. الأحداث والتطورات بجذورها وتفاعلاتها مع المستجدات في الحاضر والمستقبل تأخذك إلى مضامين المواقف والتحديات.
على مدى خمسمئة وخمسين صفحة تقريبا يتابع كتاب "لبنان الطوائف في دولة ما بعد الطائف : إشكاليات التعايش والسيادة وأدوار الخارج"، للدكتور الزميل الصديق عبد الرؤوف سنو، مسيرة وقضايا يمتد بعضها قرونا، وبعضها عقودا، وبعضها الآخر سنوات وهي تلك التي قصدها الكتاب هما أول".

اضافت:"توقف الباحث في الفصل الأول، وهو الأطول بعدد صفحاته، عند المفاهيم والمصطلحات والتذكير بالمطبات التي وقع اللبنانيون فيها في الفترة المعاصرة من تاريخهم. فتوقف في البدايات عند قصة رئاسة الجمهورية وترشح الشيخ محمد الجسر الطرابلسي ذي "التفكير الوطني اللبناني" كما أشار إلى موقف البطريرك الماروني في حينه ومسألة "القومية المارونية" وبالمقابل موقف المسلمين "لمصلحة سورية".
أما في تحديد المسؤوليات التاريخية، فيقول د. سنو "لم يعمل المسيحيون على تحويل لبنان إلى وطن ودولة حديثة لهم وللمسلمين...من هنا يصح القول إن التجربة الميثاقية حملت عوامل تدميرها. وهو يفسر التباعد بين اللبنانيين، منذ الانتداب والاستقلال، بكون "مخططات مورنة لبنان تستفز المسلمين فينشدون إلى عروبتهم...". وأما الحرب التي حلت، في سبعينات القرن العشرين، فأتت بمثابة "رصاصة الرحمة على الميثاق الطائفي". عندها وخوفا من تحول المسيحيين إلى "أهل ذمة" كانت مطالبة القوى المسيحية بإلغاء الطائفية السياسية وعلمنة الدولة. لم تكن العلمانية مطلبأ مسموعا إسلاميا خاصة في مقابل أصولية إسلامية (بالأخص مع حزب الله وحركة التوحيد بحسب سنو) تسعى إلى إقامة "دولة إسلامية". وانتهى الأمر إلى "وثيقة الوفاق الوطني" في الطائف مع العلم بأنها "مجرد تسوية لا تبني وطنا".

وينهي سنو الفصل الأول من كتابه بأن "الحل هو في الدولة المدنية الديمقراطية العادلة" "دولة وطنية لجميع أبنائها".

وتابعت "أما الفصل الثاني الذي خصصه د. سنو ل"تحليل الوجود السوري في لبنان" فاعتبر سنة 2005 مفصلية على صعيد الموقف السني (انطلاقا من موقف رفيق الحريري) مما اصبح يسميه "الاحتلال السوري". لقد بدأ تحليله للاحتلال السوري للبنان مما أسماه "الاستفراد" بعد الطائف حيث "إمساك سورية بمؤسسات لبنان وبطوائفه" وحيث مارس المحتل "ترهيب اللبنانيين" و"اختراق المؤسسات والسيادة". وكان "تشريع الاحتلال السوري للبنان" بحيث إن "الصوت الإسلامي يوجه إلى صندوق الاقتراع وفق أهواء سورية وأتباعها اللبنانيين"، وقد "تلاشت -عمليا- المناصفة بين المسلمين والمسيحيين التي تحدث عنها اتفاق الطائف" مع "وصول نواب مسيحيين ... لا علاقة لهم ببيئتهم المسيحية الناخبة ولا بتطلعاتها.

في الفصل الثالث، عالج د. سنو "الحرب الإسرائيلية على لبنان" مفندا "خلفياتها ومسبباتها ونتائجها وتداعياتها". وهنا دخل في خضم المصالح والأهواء والطموحات والحسابات الدولية والإقليمية الخاضعة عموما وأصلا لقواعد جيوسياسية أصبح متعارف عليها بين القوى المختلفة.

طبعا، أتى تحليل الوضع اللبناني المستجد بعد اغتيال الحريري وافيا لجهة عرض وتقويم الحدث وما أعقبه على الساحة اللبنانية من تطورات وبخاصة "ثورة الأرز" ومفاعيلها المحلية.

وحل أخيرا الفصل الرابع من الكتاب ليبحث في أعماق المسألة اللبنانية المحورية أي في العلاقة ما بين موضوع الطوائف في لبنان وتفاعلات الساحة اللبنانية مع المحيط الإقليمي".

وختمت:"آمل، في النهاية، ألا يعتب علي د. سنو بدوره كوني قد أكون مسخت كتابه بعض الشيء بمطالعتي هذه. فبلا أي شك، يستحق الكتاب أكثر مما قدمت عنه كمحتوى. وأما الشكل والتنظيم فلم أتعرض لهما لسببين : طغيان المضمون العلمي والفكري، وأناقة الهندسة تصميما وعناوين. وأخيرا، أعتذر أولا من الصديق الباحث العالم إذا كنت قد قصرت بشيء في تقديم كتابه ، وثانيا أعتذر من الحضور الكريم لتحميله عناء متابعتي.  

  • شارك الخبر