hit counter script

مقالات مختارة - رفيق خوري

قمة سوريا وفلسطين: أي نظام عربي وإقليمي؟

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٣ - 08:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(الأنوار)

تغيرت الدنيا من دون أن يتبدل التقليد في القمم العربية: القادة يتبارون في الخطابة على المسرح، والناس تنتظر ما يدور في الكواليس. وراء كل قائد مشاكل في بلده يعجز عن حلها، وأمامه قضايا عربية يعجز الجميع عن حلها. وكما في قمة بغداد كذلك في قمة الدوحة: التحديات الجديدة تتراكم فوق التحديات القديمة، بصرف النظر عن الفارق بين الدور الذي لم يستطع العراق أن يلعبه في رئاسة القمة على مدى سنة وبين الدور الذي أخذت قطر تلعبه منذ سنوات وتستعد لتكبيره في الرئاسة خلال سنة.
ذلك أن ثورات الربيع العربي فتحت باب القمة أمام قادة جدد الى جانب القدامى، لكن سطوة التيارات الدينية عليها حملت الكثير من العواصف الرملية. والقمة عالقة في المسافة الفاصلة بين نظامين عربيين: واحد سقط، وآخر لم يكتمل بعد. وعالقة أيضاً على خط الاشتباك بين محورين في النظام الاقليمي الجديد، حيث الصدارة حتى على المسرح العربي لأدوار ايران وتركيا واسرائيل، ومن فوقها الدوران الأميركي والأوروبي المتزاحمان مع الدور الروسي المستعد والدور الصيني الجديد.
وعلى تعدد المواضيع، فإن التركيز ينصب على حرب سوريا وقضية فلسطين. لكن الاهتمام شيء، والفاعلية شيء آخر. فلا إعطاء مقعد سوريا في القمة للمعارضة يفتح أمامها باب دمشق، وإن كان خطوة رمزية في سابقة لها مضاعفات بالنسبة الى النظام العربي نفسه. ولا الدعوة الى قمة مصغرة برئاسة مصر لتطبيق اتفاق المصالحة بين فتح وحماس تكفي، على أهميتها، لضمان التسوية مع اسرائيل حسب رؤية الدولتين. 

وكل ما تملكه القمة، بصرف النظر عما في أيدي العرب من أوراق مطوية، هو الرهان على المجتمع الدولي. الرهان على أميركا في الملف الفلسطيني. والرهان على روسيا في الملف السوري. فالقرار المكرر منذ عقود في الصراع العربي - الاسرائيلي هو تجديد السعي لدى العواصم الدولية المؤثرة للضغط على اسرائيل الممانعة في التسوية المقبولة. والقرار المكرر منذ عامين هو مطالبة مجلس الأمن بقرار ملزم يوقف النار في سوريا ويدفع الى تطبيق اتفاق جنيف، في حين ان المجلس منقسم.
ومن السهل الحديث العربي والدولي عن حل سياسي في سوريا. لكن من الصعب ترتيب التفاوض على حل يريده النظام لضمان بقائه وتريده المعارضة لرحيل النظام. والأصعب هو نجاح أي طرف في الحل العسكري. والأخطر هو الرهان على استنزاف الجميع وإرهاق الطرفين للتسليم بأي حل تحت عنوان تغيير الحسابات، لأنه يعني القضاء على سوريا كبلد ودولة وشعب.  

  • شارك الخبر