hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

البروفيسور محمد يونس يختتم زيارته للـAUB: الخيال هو القوة وكل إنسان رائد أعمال

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 14:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اختتم البروفسور محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006، زيارته إلى الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) التي استمرت يومين تم خلالها القيام بعدد من النشاطات منها جولة ولقاءات في الجامعة وحفل عشاء ومحاضرة ومناقشات مع أساتذة وطلاب وصحفيين وغيرها.

استهل النهار الأول بجولة في حرم الجامعة ولقاء مع وكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور محمد حراجلي ولقاء الطلاب والأساتذة وأعضاء مكتب عميد كلية العلوم الزراعية والغذائية .(FAFS) ونتهى النهار بإقامة عشاء على شرف البروفيسور يونس حضره رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري وعقيلته الدكتورة لمياء ووكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور محمد حراجلي والدكتور تركي فيصل الرشيد وعميد كلية العلوم الزراعية والغذائية الدكتور ربيع المهتار، بالإضافة إلى نواب الرئيس والعمداء والمدراء وأساتذة الكلية والجامعة والعاملين فيها ومدعوين.

وتخلل العشاء إلقاء كلمات لكل من الدكتور فضلو خوري والعميد المهتار والبروفيسور يونس، كما قدم له الرئيس خوري هدية تذكارية وهي الكتاب الخاص الذي نشرته الجامعة عن اعوامها المئة والخمسين والطابع التذكاري الخاص بالجامعة.

توزيع جائزة راجي وفوزية سنّو للرائد الواعد في الزراعة

وكان قد استهل النهار الثاني بمحاضرة بعنوان "أهمية دور الزراعة والأمن المائي والغذائي وعلاقتهما بالرفاه الاقتصادي والبشري في المنطقة"، ألقاها البروفسور يونس، بمناسبة توزيع جائزة راجي وفوزية سنّو للرائد الواعد في الزراعة. تحدث يونس عن رحلته المهنية المجتمعية التي أدت به إلى إنشاء "بنك غرامين"، الذي يعني مصرف القرية، وعن مختلف العقبات التي واجهها، وكذلك الحلول البسيطة والخلاقة التي ساهمت بتخطي هذه العقبات وتمكين الفقراء في القرى النائية في بنغلادش من أن يكونوا رواد أعمال من خلال القروض التي أتيحت لهم على الرغم من عدم امتلاكهم للأموال، على عكس ما قد تقوم به البنوك التقليدية. كما تحدث عن وطأة هذه الحلول على الأفراد والمجتمعات في هذه القرى وعن التغيرات التي نتجت عنها، قائلا"أقول دائماً، أن كل إنسان هو رائد أعمال. وسترون عندما تأتون إلى هذه القرى كيف ستشعرون بذلك."

وتوه يونس إلى فئة الشباب بنصائح ملهمة، فقال "أنتم أكثر جيل محظوظ في التاريخ البشري. لم يكن لأي جيل شاب آخر في التاريخ هذا الكم من القوة في أيديهم. فلديكم التكنولوجيا. الجيل الذي سابقكم لم ير أياً من هذه التكنولوجيا. فجأة صار لديكم الكثير من التكنولوجيا بين يدكم. التكنولوجيا هي القوة. وعليكم استخدام هذه القوة لغاية ما. عليكم اكتشاف ماهية هذه الغاية." وأضاف،" ابحثوا عن غايتكم، وادعموها." ثم قال أن الشباب يجب أن يدركوا أولاً أن لديهم قدرة إبداعية هائلة، وأن لديهم قوة التكنولوجيا في أيديهم. لذلك لديهم قدرات بشرية فائقة للقيام بكل ما يريدون، وهذا هو السبب في أن عليهم ببساطة أن يقرروا ما يريدونه. وشجع الشباب على تخيل أي نوع من العالم يمكن أن يخلقوه، قائلاً: "الخيال هو القوة، إنه شيء مضحك، أنه لا يكلفكم أي شيء". أوضح أنه إذا تخيل المرء، فإن ما تخيله سيحدث في يوم من الأيام، ولكن إذا لم يتخيل، فلن تكون هناك فرصة.

وتلا كلمة يونس توزيع جوائز مالية على الطلاب الفائزين، وهم: الفائزة بالجائزة الثالثة سارة زيادة من مدارس روضة الفيحاء في طرابلس، والفائزان بالجائزة الثانية عبد الرحمن عويد وبلال حامد من ثانوية الإيمان في عكار، والفائز بالجائزة الأولى حسين عباس من ثانوية خليل جرادي في معركة. وكان قد عرض عدد من الطلاب في المرحلة الثانوية - الذين شاركوا بمسابقة جائزة راجي وفوزية سنّو للرائد الواعد في الزراعة للعام 2018 بعنوان "الزراعة في لبنان: تحديات وحلول" - مشاريعهم التي تقدم حلول مبتكرة وعملية للتحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في لبنان.

ثم كانت جلسة مناقشة طرح فيها الحضور أسئلتهم على البروفسور يونس.

أحاديث صحافية

وكان يونس قد خصص جزء كبير من النهار الثاني للأحاديث الصحافية حيث أجرى عدة محادثات مع صحافيين ركز فيها على مواضيع مثل وسائل لمساعدة وتمكين الناس على بناء أعمالهم الخاصة وتشجيعهم على ريادة الأعمال، وإيجاد حلول للفقر في لبنان، وغيرها...

تعليقات

وكان قد علق رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري عن الزيارة قائلاً: "إن كل فردٍ في الجامعة الأميركية في بيروت التقى بالبروفسور يونس قد ألهمه صدقه وبساطة رسالته، وهي أنه يتوجّب الإيمان بمقدرات الناس ومنحهم فرصة الإبداع والابتكار من أجل إحداث التغيير في حياتهم وحياة الآخرين. إن هذا الرجل العظيم الذي حاز على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعتنا في العام 2006 قبل أن يفوز بجائزة نوبل في العام 2006 قد غيّر طريقة تفكير العديدين حول العالم. ومن خلال تقوية وتمكين النساء والرجال من قرى بنغلادش، ساعد على جعل هذا العالم عالماً أفضل. لقد تشرّفنا وسُعدنا باستضافته وبالتعرّف عليه وعلى قصته المُلهمة."

بدوره قال عميد كلية العلوم الزراعية والغذائية الدكتور ربيع المهتار: "هذا اليوم هو يوم خاص للغاية لأنه يُبرز دور القيادات الشابة المستقبلية لدعم الاقتصاد القائم على الزراعة، في لبنان. إنه يومٌ يجلب الأمل بأن هذا البلد يمكن أن ينتعش وقطاعه الزراعي يمكن أن يكون ركيزة من الركائز الرئيسية في إعادة بناء الاقتصاد اللبناني. كما أنه يومٌ يعزّز الأمل بالمناطق الريفية للتنمية المستقبلية ومستقبل الوطن. وقد تشرفنا في كلية العلوم الزراعية والغذائية أن يكون معنا الحائز على جائزة نوبل للعام 2006 البروفسور محمد يونس الذي انضم إلينا لإطلاق "جائزة راجي وفوزية سنّو للرائد الواعد في الزراعة". وكان من المؤثّر رؤية طلاب شباب من المناطق الريفية يتلقون جوائزهم من هذه الأسطورة، وذلك أفعمنا بالأمل أن هناك طريق للخروج من هذا النفق لإعادة بناء القطاع الزراعي في لبنان والمنطقة مع مساعدة من المواهب الشابة التي لديها التزام الوعد والدعم."

أما السيد خالد سنو الذي كرس جائزة راجي وفوزية سنّو للرائد الواعد في الزراعة في الجامعة فعلق قائلاً: "إن الإهمال المنهجي للقطاعات الإنتاجية في لبنان وخاصة القطاع الزراعي، أدّى في الواقع إلى انهيار عام لنظامنا البيئي، بما فيه مواردنا المائية، والهواء الملوث، وعجزنا عن الإمساك بشكل صحيح بمواردنا الطبيعية واستخدامها لصالح مواطنينا، وخاصة من هم في المناطق الريفية خارج بيروت. ومع ذلك فإن مسؤوليتنا تجاه وطننا هي أن نعمل معاً لوقف وعكس هذا المنحى. إن جهداً مشتركاً بين المؤسسات الأكاديمية ممثلة بجدول أعمال ناشط تقوده كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت والقطاع الخاص هو أحد السبل التي نستطيع من خلالها تنشيط الزراعة وإقناع الجيل الجديد أن من الممكن تحقيق حياة كريمة في بلدهم. إن تأسيس رؤية جديدة إلى الهوية الاقتصادية في لبنان ودوره في المنطقة يجب أن تكون على رأس أولوياتنا للسنوات القادمة. يجب علينا توحيد الجهود لخلق مستقبل أفضل لأبنائنا ومواطنينا."

يذكر بأن الجامعة الأميركية في بيروت كانت قد منحت البروفسور يونس الدكتوراه الفخرية عام 2006. 

  • شارك الخبر