hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

"بيروت متحف الفن - بما" يختتم "الإقامة الفنية" في جزين

الجمعة ١٥ حزيران ٢٠١٧ - 09:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اختتم "بيروت متحف الفن" (بما)، النسخة الثانية من "برنامج الإقامة الفنية"، إقامة "بما الفنية//جزين – "محترفات مفتوحة"، كجزءٍ من الرسالة التثقيفية لهذا المتحف في دعم الفن المعاصر وإشراك المجتمعات المحلية في مشاريع فنية تحاكي الواقع. وكانت مدينة جزين الجنوبية استضافت هذا النشاط بين 1 و31 أيار/مايو 2017، وتحت إشراف "الجمعية اللبنانية لتطوير وعرض الفنون (APEAL)" بالتعاون مع جمعية "منصّة فنيّة موقتة (T.A.P)" وبدعم من "مؤسّسة روبير متّى" واشراك كل من بلديّة واتحاد بلديات جزين وجمعية "تراب للتربية البيئية لبنان (SOILS)" والمركز الثقافي في جزين (JezzineHub).

تخلّل اليوم الختامي لبرنامج "المحترفات المفتوحة"، سلسلة أنشطة استهلّت بالافتتاح الرسمي في المركز الثقافي في جزين (Jezzine Hub)، قبل أن ينتقل المشاركون للاطّلاع على أعمال الفنانين المشاركين: محمد عبد الله، سوزي هلاجيان، كريستين كتانة، أشرف مطاوع، حسين ناصر الدين، ومحمود الصفدي، حيث لخّصت هذه الأعمال أبحاثهم وانتاجهم وتفاعلهم على مدى شهر كامل في جزين.

وكانت الإقامة الفنّية التي تولّى الفنان علي الدرسى تنسيق برنامجها قد امتدّت لشهر كامل وتمحورت حول موضوع المياه شملت توعية المجتمع المحلّي حول الفوائد وتعدّد سبل الاستخدام وطرق المحافظة على المياه، بالاضافة الى فهم علاقة المياه كعنصر أساسي في النظام البيئي. كما شهدت الاقامة الفنية زيارات ميدانية برفقة مؤرّخين محليين للاطّلاع على تاريخ جزين ومصادر المياه، وتحوّل الأرض والعوامل الاجتماعية والسياسية على مرّ الاعوام. ومن هذه الابواب تطرّق المشاركون الى ربط جميع هذه العوامل بالفن المعاصر وقضايا السينما المحلية والأجنبية. وشملت النشاطات سلسلة ورش عمل فنية في مدارس جزين الرسمية والخاصة شكّلت فرصة لشباب المنطقة الى اللقاء ومناقشة مواضيع ثقافية وفنيّة واجتماعية على علاقة مباشرة بحياتهم اليومية وتطوّر منطقتهم من شتّى الجوانب.

بالاضافة الى ذلك، تخللت النشاطات فرصة للمشاركين الى الاطّلاع على كيفيّة تربية النحل التي تنتشر في قرى المنطقة، وضرورة المحافظة عليها نظراً لأهميّتها وفوائدها البيئية اضافة الى الخصائص المميّزة التي يتمتّع بها العسل.

وشكرت نائب الرئيس الفنية للجمعية اللبنانية لتطوير وعرض الفنون (APEAL) السيدة ندى الخوري، بلدية جزين وأهلها على "هذه الاستضافة القيّمة والمشاركة الفاعلة التي تعزز انتشار الفن المعاصر والتي تصبّ مباشرة في الأهداف التي يتطلّع "بما" الى تحقيقها". وأضافت الخوري ان "هذه المبادرات وتحديداً الاقامة الفنية لمدة شهر كامل في جزين تساهم في التوعية الفنيّة وتحفيز المواطنين على الاندماج والتقارب بين الواقع والطبيعة والفن، وبالتالي تنمية ثقافة الابتكار وتمتين أواصر التواصل"، خاتمة بالاشادة بـ"غنى مدينة جزين وتنوّعها ووفرة مياهها التي شجّعت الجمعية على اتّخاذ هذا المصدر الحيوي موضوعاً للإقامة، فالمياه مصدر الحياة والفن رونقها".

بدوره، اعتبر رئيس بلدية جزين ورئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش أن "هذا البرنامج الفريد يشكّل نموذجاً لتنمية المجتمع الثقافي والفني، والذي يعوّل عليه للنهوض بالمجتمع وتحقيق التقدّم والرقي. ولعلّ الوجه الحضاري والثقافي للمدن والقرى وأهلها، يعدّ عاملاً أساسياً للتميّز، لا سيما أننا منذ عام 2016، حرصنا على استحداث مركز ثقافي هو "جزين هب". وشكر APEALوT.A.P لـ"اختيارهم جزين مكاناً للإقامة الفنية، ما يساهم في تطوير المدينة والجوار ثقافياً وفنياً ومعرفياً".

ولفتت القيّمة على الإقامة الفنية للسنة الثانية، أماندا أبي خليل، إلى أن "برنامج هذا العام شهد نجاحاً كبيراً بفضل المشاركة الفاعلة لأهالي جزين والمنطقة أولاً وبفضل الجهود التي بذلها جميع الشركاء في تحقيق هذه الاقامة من بلدية واتحاد بلديات وجمعيات أهلية وبيئية مؤسسات ثقافية"، مضيفة أن "هذا الدعم والالتزام وبخاصة تفاعل الأهل والسكّان ومشاركتهم في النشاطات انعكست بشكل مباشر على عمل الفنانين المقيمين وشكّلت مصدر الهام لهم تجلّى في مجموعة من الاعمال التي ستبقى جزءاً من الذاكرة الثقافية والاجتماعية لهذه المدينة الجبلية الفريدة".

تخلل البرنامج غداء في قصر سرحال الشهير، الذي فتح أبوابه استثنائياً لهذا الحدث، قبل أن يقوم المشاركون بجولة في أرجاء الطبيعة، بين روم وبسري. أمّا أعمال الفنّانين التي توزعت في انحاء مختلفة من جزين، فتنوّعت بين البيت المهجور الملتصق بالمركز الثقافي (مقهى النبع)، الذي قدّمه محمد عبد الله، لتوثيق الصلة بين الجزيني وبيئته من خلال التفكير بجزين وكيفية المساهمة في تطويرها وازدهارها، وإدراك سلوكية الماء وصفاتها مع ما يحيط ويُحاط". أمّا سوزي هلاجيان فتطرح في معرضها إشكالية "تأثير سياق جزين على كيفية فهمنا للثغرات والعلاقات بين الطبيعة وما هو غير طبيعي؟". وتتحدّث كريستين كتانة عن "نقطة التحوّل"، حيث انتجت تجهيزاً صوتياً طلبت فيه من السكان المحليين في جزين ان تتناغم اصواتهم مع صوت المياه في محاولة لبعث الحياة عبر المياه المتدفقة في مختلف ارجاء قصر سرحال الشهير.

بدوره، أعدّ أشرف مطاوع خمسة تجهيزات بصرية بعنوان "على رؤوس الاصابع" ينقل فيه انطباعات وذكريات السكان المقيمين بجانب سهل بسري ومقاربتهم لاشكالية بناء السدّ حيث عالج مطاوع موضوع زوال هذا السهل بما يحمل من تاريخ وحكايات الاهالي. وقد بادر مطاوع الى توزيع هذه التجهيزات الخمسة ضمن ارجاء بيت مهجور في عزيبة- جزين في محاولة للربط بين ذكريات هذا البيت وما يحمله سهل بسري من تجارب وقصص. وكان لحسين ناصر الدين وجهة مغايرة، حيث قام بوضع 56 حجر بناء مصنوعة من الملح على النهر، اشارة الى فكرة الزوال من خلال تأثير العوامل الطبيعية على هذه الحجارة. وبادر محمود الصفدي إلى تصوير عمله وعرضه في أقدم فندق ومسبح في جزين، حيث بحث في العلاقة بين المياه كمعلم ومزار سياحي والسكان كأجسام مائية تفعّل المكان.

  • شارك الخبر