hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ممثل عريجي بمؤتمر حول المجتمعات متعددة الطوائف: تفتيتنا سببه غياب الدولة الحاضنة

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 16:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إنطلقت صباح اليوم أعمال المؤتمر الدولي الذي ينظمه "المركز الدولي لعلوم الانسان" في مقره في جبيل تحت عنوان "المجتمعات المتعددة الطوائف في الشرق الأوسط: تاريخ وعطوبية"، ويأتي متابعة للمؤتمرين السابقين الذين عقدهما عامي 2014 و2015 حول مجتمعات الشرق الأوسط، الأول "مجتمعات مركبة ومجتمعات غازية" والثاني "المجتمعات المتعددة اللغات"، ويشارك في فعالياته باحثون من جامعات ومعاهد علمية ومراكز أبحاث من فرنسا والنمسا وتونس ومصر وسوريا والعراق وفلسطين، وتمتد على 3 أيام.

وحضر الافتتاح ممثل وزير الثقافة مستشاره ميشال معيكي، عضوا مجلس الادارة ناصيف نصار وأحمد بعلبكي، سفير النمسا في تونس غيرهارد واينبرغر، وسفير لبنان السابق في مصر الدكتور خالد زيادة الى عدد كبير من المفكرين والباحثين والاساتذة الجامعيين وطلاب الدكتوراه.

بداية القى الدكتور مصطفى الحلوة كلمة إعتبر فيها "الاطروحة التي يتصدى لها مؤتمرنا بالبحث، هي في عداد المشكلات التي واجهت مختلف الأمم والمجتمعات في حقبات تاريخية طاعنة في الزمن، وتتصدر راهنا القضايا التي ينوء تحت عبئها العالمان العربي والاسلامي، مخلفة منعكساتها في أرجاء المعمورة قاطبة".

أضاف: "هذه الكوكبة من الباحثين ستضعنا بإزاء الصورة الحقيقية للمجتمعات متعددة الطوائف، ولا سيما عالمنا العربي الذي يشكل اليوم البؤرة الأكثر تفجرا في المنطقة، فهو يكابد حالة إحتراب طائفي- مذهبي وعرقي قومي، وهي من تجليات مجتمعات هشة وذات عطب".

بدوره القى كلمة الجامعات الشريكة البروفسور في جامعة باريس الشرقية جاك بافيو، عارضا "العناوين التي ستتناولها الأبحاث حول "المجتمعات المتعددة الطوائف منذ العصور القديمة وحتى اليوم في منطقة الشرق الاوسط التي كانت ولا تزال ملتقى الأديان، وتعرضت لموجات من الغزوات كان الدين دافعها الاساسي، وكيفية العمل للحفاظ عليها بسلام، وأي شكل أو نظام سياسي هو الأفضل لحمايتها".

من جهته أشار مدير "المركز الدولي لعلوم الانسان" الدكتور أدونيس عكره الى "أننا عبر ثلاثية المؤتمرات التي تناولت مجتمعات الشرق الأوسط أردنا أن نلقي الضوء الى الوضعية المركبة التي نسميها التعددية، حيث يكون العقد الاجتماعي المؤسس للمجتمع هو عقد بين جماعات وليس أفرادا. هذه هي خصوصية مجتمعاتنا والمجتمعات المركبة".

أضاف: "نحن متنوعون، جماعات، تعاقدنا على أن نعيش معا، لكن هذا النوع من المجتمعات له كينونته وبنيانه، وليس ثابتا كما يطمح أبناؤها أن تكون، هذه الاشكاليات تطرح السؤال الملتهب: نحن المجموعات مكونات هذه المجتمعات ألا يحق لنا أن نعيش معا في مجتمع واحد، يحمل هوية جامعة تكرس الاختلافات وتقوننها، وتكرس الحق بالوحدة والعمل والعيش معا من أجل صالح عام نريده، وتشارك الاختلافات في تحديد هذا الصالح العام ويكون مرتكزا لهويتنا الواحدة الجامعة؟ هذا ما نعمل عليه في مركزنا الذي يعمل برعاية "الاونيسكو" حيث نضع علوم الانسان في خدمة السلام والحوار بين الثقافات والأديان والمشاركة بين المواطنين".

ختاما ألقى ممثل وزير الثقافة كلمة بإسمه أكد فيها أن "الشرق الأوسط وتحديدا مجتمعاتنا العربية، لم يعرف عبر التاريخ مرحلة بهذا السواد الدموي الخطير، وتنامي الفكر الأصولي الألغائي يهدد أمن مكونات مجتمعاتنا في الانتماء الديني والعرقي والتنوع الفكري - الحضاري ويزعزع أسس الكيانات والمنظومات السياسية".

أضاف: "ورد هذا التفتيت المشرذم من خلال المذهبة والتطييف الى غياب الدولة المدنية الحاضنة لجميع المكونات، وتغييب الفكر السياسي المدني"، آملا ب"إستعادة المساحات الانسانية المشتركة بين الاسلام والاسلام، وبين المسيحية والاسلام، وبين جميع شعوب المنطقة، لاستحضار حال نهضوية حداثوية تتماشى مع العلم والتكنولوجيا وروح العصر، إستكمالا لبناء هذه العمارة المشرقية". 

  • شارك الخبر